الحوثيون يبررون احتجاز الموظفين الأمميين: جواسيس لواشنطن وتل أبيب

جماعة الحوثي تقدم على اختطاف ثلاثة من الموظفين السابقين لدى السفارة الأميركية في اليمن.
الثلاثاء 2024/06/11
جزاء سنمار

صنعاء - قالت جماعة الحوثي المسيطرة على أجزاء شاسعة من الأراضي اليمنية من بينها العاصمة صنعاء إنّها تمكّنت من تفكيك “شبكة تجسس أميركية – إسرائيلية”.

جاء ذلك في بيان صادر عن الأجهزة الأمنية التابعة للجماعة نشرته على النسخة التابعة لها من وكالة سبأ للأنباء وورد فيه أنّ  الشبكة المزعومة “قامت بأدوار تجسسية وتخريبية في مؤسسات رسمية وغير رسمية على مدى عقود لصالح العدو”.

وأضاف البيان أنّ “هذه الشبكة مرتبطة بشكل مباشر بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية”، وأشار إلى أنه “تم تزويد شبكة التجسس الأميركية – الإسرائيلية بتقنيات وأجهزة ومعدات خاصة، تمكنها من تنفيذ أنشطتها بشكل سري”، دون ذكر لطبيعة تلك الأجهزة والعمليات المفترضة التي يمكن أن تكون قد استخدمت فيها.

وتابع “بعد خروج السفارة الأميركية من صنعاء (عام 2015)، استمرت عناصر الشبكة التجسسية بتنفيذ أجنداتها التخريبية تحت غطاء منظمات دولية وأممية”.

الحوثيون المتحالفون مع إيران يهاجمون سفن الشحن في البحر الأحمر، مما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا لشن غارات جوية على أهداف للحوثيين في اليمن

وأكد البيان أن الشبكة “كانت الذراع الرئيسية لتنفيذ مخططات العدو الأميركي والإسرائيلي في الجمهورية اليمنية”.

وجاء هذا الإعلان في خضمّ الإدانات الواسعة التي أعقبت الكشف عن قيام الجماعة الموالية لإيران باعتقال عدد من موظّفي الأمم المتّحدة العاملين في اليمن مطلقة بذلك مواجهة جديدة مع المجتمع الدولي تضاف إلى المواجهة القائمة بسبب استهدافها لخطوط التجارة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.

واستبعدت مصادر يمنية صحّة خبر تفكيك الشبكة المذكورة، قائلة إنّ الحوثيين بصدد تبرير تعرّضهم لطواقم العمل الأممي، بالإضافة إلى ممارستهم دعاية تروّج لفاعلية الأجهزة الأمنية والاستخبارية التابعة لهم.

ولن يكون توتير العلاقات مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من دون أثر على الأوضاع في اليمن وخصوصا الأوضاع الإنسانية في البلد الذي يعتمد كثيرا على مساعدات المجتمع الدولي في مجالات حساسة من بينها مجال توفير الغذاء لعدد كبير من السكان.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة في وقت سابق إن قوات الأمن الحوثية اعتقلت أحد عشر من موظفي الأمم المتحدة في اليمن على مدى الأيام الماضية، وإن الأمم المتحدة تسعى إلى إطلاق سراحهم سالمين دون شروط في أقرب وقت ممكن.

وأضاف أن المنظمة تشعر بقلق بالغ إزاء هذه التطورات وتسعى للحصول على توضيح من الحوثيين لأسباب احتجاز الموظفين وهم امرأتان وتسعة رجال يمنيين. ويعمل هؤلاء الموظفون في خمس وكالات مختلفة تابعة للأمم المتحدة ولمبعوثها إلى اليمن.

وكان ثلاثة مسؤولين في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا قالوا لوكالة رويترز إن أفرادا من المخابرات التابعة لجماعة الحوثي المسلحة اعتَقلوا تسعة موظفين في الأمم المتحدة وثلاثة موظفين في المعهد الديمقراطي الوطني الممول من الولايات المتحدة وثلاثة موظفين في جماعة محلية معنية بحقوق الإنسان، وذلك خلال سلسلة من المداهمات.

وداهم أفراد المخابرات التابعون لجماعة الحوثي التي تسيطر على أجزاء مكتظة بالسكان في شمال اليمن منازل ومكاتب هؤلاء الأشخاص وصادروا هواتف وأجهزة كمبيوتر.

ويهاجم الحوثيون المتحالفون مع إيران سفن الشحن في البحر الأحمر، مما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا لشن غارات جوية على أهداف للحوثيين في اليمن. ويحتجز الحوثيون نحو 20 موظفا يمنيا لدى السفارة الأميركية في صنعاء منذ ثلاث سنوات. وأوقفت السفارة عملياتها في 2014.

توتير العلاقات مع المنظمات الدولية مؤثر في الأوضاع الإنسانية باليمن الذي يعتمد كثيرا على المساعدات الخارجية

وأدان وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا معمر الإرياني إقدام الحوثيين على اختطاف ثلاثة من الموظفين السابقين لدى السفارة الأميركية في اليمن بعد مداهمة منازلهم ونهب أجهزة الحاسوب والجوال الخاصة بهم وترويع أسرهم.

وقال الإرياني عبر حسابه على منصة إكس “إن ذلك جاء بالتزامن مع حملة اختطافات واسعة طالت العشرات من موظفي الأمم المتحدة والوكالات الأممية، ومكتب المبعوث الأممي، وعدد من المنظمات الدولية والمحلية”.

وأضاف “سبق وأن قامت ميليشيا الحوثي باختطاف أحد عشر من موظفي السفارة الأميركية لدى اليمن والوكالة الأميركية للتنمية المحليين السابقين والحاليين، منذ قرابة عامين ونصف العام، وإخفائهم قسرا في ظروف غامضة، ودون أن توجه لهم أي تهم، أو السماح لهم بمقابلة أسرهم”.

وأشار الإرياني إلى أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن ومنظمات حقوق الانسان مطالبون “بمغادرة مربع الصمت وإصدار إدانة واضحة لهذه الممارسات الإجرامية باعتبارها انتهاكا صارخا للقوانين والمواثيق الدولية، والضغط على ميليشيا الحوثي لإطلاق المختطفين فورا، وكافة المخفيين قسرا في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية، ودعم الحكومة لفرض سيطرتها وتثبيت الأمن والاستقرار على كامل الأراضي اليمنية”.

3