الحلبوسي يتحرك لتشكيل تحالف سني لضمان بقائه رئيسا للبرلمان العراقي

قيادي في حزب "تقدم" يؤكد أن غالبية القيادات السنية البارزة رفضت فكرة تشكيل "الإطار التنسيقي السني" مرجحا مقاطعتها لاجتماع الثلاثاء.
الاثنين 2023/04/10
إشارات محبطة للحلبوسي قبل الاجتماع

بغداد - تعتزم القيادات السياسية السنية في العراق عقد اجتماع غدا الثلاثاء بدعوة من رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي لبحث تشكيل تحالف جديد تحت مسمى "الإطار التنسيقي السني" وذلك لدعم بقائه في منصبه في ظل الخلافات العاصفة مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حول عدد من الملفات، لا سيما الموازنة المالية لعام 2023.   

ونقل موقع "شفق نيوز" الكردي عن قيادي بارز في حزب "تقدم" الذي يتزعمه الحلبوسي قوله اليوم الاثنين إن "رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي وجه دعوة لجميع القيادات السياسية السنية في العراق السابقة والحالية وعلى رأسها (سليم الجبوري، أسامة النجيفي، صالح المطلك، خميس الخنجر، رافع العيساوي، جمال الكربولي، مثنى السامرائي، محمود المشهداني) وغيرهم لعقد اجتماع غدا الثلاثاء في مقر إقامته في العاصمة بغداد".

وأوضح القيادي -طالبا عدم ذكر هويته- أن "الهدف من دعوة الحلبوسي، هو بحث إمكانية تشكيل (الإطار التنسيقي السني) حتى يكون قادرا على مواجهة (الإطار التنسيقي الشيعي) سياسياً ويكون قادراً على فرض تطبيق شروط ومطالب القوى السياسية السنية، بعد توحيد البيت السني تحت سقف واحد، كما عمل على ذلك البيت السياسي الشيعي".

وأكد أن "غالبية القيادات السنية البارزة رفضت فكرة تشكيل (الإطار التنسيقي السني) وأبلغت الحلبوسي بذلك، وهي على الأغلب ستكون مقاطعة لاجتماع الثلاثاء، مع استمرار الحلبوسي بإقناع أكبر عدد ممكن من القيادات لتلبية دعوته".

وكان النائب السابق مشعان الجبوري، قد كتب عبر حسابه على تويتر "يمكنني تأكيد أن الرئيس أسامة النجيفي، والشيخ خميس الخنجر، والسيد مثنى السامرائي، ورافع العيساوي، ومَن معهم، وبما يمثلونه من عناوين، لن يكونوا جزءاً من الإطار التنسيقي السني الذي يسعى محمد الحلبوسي لتشكيله".

وأضاف "وتقول الشائعات إن محمود المشهداني، وسليم الجبوري، وصالح المطلك، سينضمون له".

ولم ينف أي من الأطراف السنية الأخرى، أو يؤكد، ما ورد على لسان مشعان الجبوري، المعروف بمعارضته توجهات الحلبوسي، لكنه، طبقاً لما أعلنه أخيرا، رئيس البرلمان السابق سليم الجبوري، فإن الفترة المقبلة يمكن أن تشهد بديلا بعثيا للسنة الحاليين في العملية السياسية.

ويأتي حديث الجبوري بعد إعلان رغد، ابنة الرئيس الراحل صدام حسين، عزمها العودة إلى العراق، فضلاً عن النقاش الدائر حول إلغاء "هيئة المساءلة والعدالة" التي يعدّها السنة بمثابة أحد مطالبهم، ضمن ورقة الاتفاق السياسي.

وفي الآونة الأخيرة دارت أحاديث عن محاولات لتشكيل تحالف سني جديد بمسمى "الإطار التنسيقي السني" يقوده الحلبوسي، في محاولة منه لتشكيل قوة ضغط سياسية تدعمه للبقاء في منصبه رئيسا للبرلمان بعد أن تحدثت عدة جهات سياسية واجتماعية سنية وكتل شيعية وبعض النواب المستقلين عن التوجه لإقالة الحلبوسي من منصبه.

وتفجرت خلال الأيام القليلة الماضية أزمة بين الحلبوسي ورئيس الوزراء العراقي إثر تعمد رئيس البرلمان التأخير في عرض مشروع الموازنة العامة الذي قدمته حكومة السوداني الشهر الماضي، للنقاش تمهيدا للتصويت عليه من قبل النواب، بمنح نفسه إجازة لمدة 15 يوماً.

ودفعت خطوة الحلبوسي الحكومة إلى إصدار بيان استنكار لهذا التأخير، حاثة رئاسة المجلس (الحلبوسي) والقوى السياسية على ضرورة الإسراع في مناقشة المشروع والتصديق عليه.

وتصاعدت الخصومة بين الطرفين عقب حادثة ما عرف بـ"عقارات الانبار" بعد إرسال بغداد بدون علم الحلبوسي قوات إلى المحافظة لاعتقال مسؤولين في الدائرة.

وكانت هيئة النزاهة قد كشفت عن تنفيذها عملية "كبرى واستثنائية" بمديرية التسجيل العقاري في محافظة الأنبار غرب العراق أسفرت عن اعتقال مديرها وخمس مسؤولين فيها بتهمة التلاعب والتزوير في أضابير تمليك عشرات الآلاف من الأراضي.

وحاولت منصات الكترونية قريبة من الإطار التنسيقي ومدونين ربط المعتقلين برئيس البرلمان، فيما أطلقت على الحادث اسم "سرقة القرن 2" في إشارة إلى سرقة أمانات الضريبة المعروفة.

وتحرك السوداني أربك الحلبوسي الذي سارع بالبحث عن وساطات للتهدئة مع رئيس الوزراء ومن خلفه الإطار التنسيقي، حيث اجتمع الطرفان في منزل رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، لكن ذلك الاجتماع لم يحقق المصالحة المنشودة. واستمرت محاولات الحلبوسي لإنهاء التوتر مع السوداني، فكان أن رعى رئيس المجلس الأعلى للقضاء فائق زيدان في منزله لقاء بينهما، كما رعى هادي العامري رئيس تحالف الفتح، لقاء بين الرجلين ورجحت وسائل إعلام محلية أنه تمكن من إنهاء القطيعة بينهما.

وكان المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان قد نفى، ما تداولته بعض وسائل التواصل الاجتماعي حول "وجود وساطات من قيادات سياسية بداعي الصلح بين رئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء".

ويواجه الحلبوسي حالة من الرفض المتصاعد في المحافظات السنية، وسط دعوات مكثفة للمطالبة بعزله عن منصب رئاسة البرلمان، ويقول مراقبون إن رئيس مجلس النواب يبدو أنه أخطأ التقدير بالاحتكاك مع السوداني في هذا التوقيت، حيث أن الكثير يتربص بأيّ خطوة للانقضاض عليه، خصوصا مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات، التي ستعيد ترتيب مواطن النفوذ داخل الحكومات المحلية.