الحكومة اليمنية متفائلة: فرص متاحة لحدوث تحولات إيجابية

تصريحات بن مبارك المتفائلة تعزز الإشارات الإيجابية عن اختراقات تجري خلف الكواليس بين التحالف العربي والحوثيين.
الخميس 2023/02/16
وفد برئاسة العليمي لأول مرة في بروكسل

عدن - أبدت الحكومة اليمنية تفاؤلا حيال إمكانية حدوث تحولات إيجابية في مسار السلام في البلاد، في موقف لفت انتباه المتابعين للشأن اليمني لاسيما وأن التصريحات السابقة لا تخفي تشاؤما وتشكيكا في إمكانية حدوث اختراقات.

وتحدثت الحكومة اليمنية الأربعاء عن وجود “فرص قد تحدث تحولات إيجابية”. وجاء ذلك في كلمة لوزير الخارجية وشؤون المغتربين أحمد عوض بن مبارك في جلسة حوار خاصة بشأن اليمن عقدتها اللجنة السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي في مدينة بروكسل البلجيكية.

وأشار بن مبارك في كلمته التي نقلتها وكالة الأنباء الرسمية “سبأ” إلى “الجهود المبذولة الهادفة للدفع قدما بعملية السلام”، مؤكدا أن “الجانب الحكومي ينظر بإيجابية إلى تلك الجهود انطلاقا من حرصه على إخراج اليمن من الوضع المأساوي الذي فرضته ميليشيا الحوثي على الشعب”.

ولفت الوزير اليمني إلى “وجود فرص قد تسفر عنها تلك الجهود لإحداث تحولات سياسية إيجابية في مسار السلام”. كما شدّد على أن “خطة إحلال السلام في اليمن ينبغي أن تركز على حلّ جذور وأسباب الصراع، وفي مقدمة ذلك إنهاء الانقلاب (الحوثي) القائم على ادّعاء الحق الإلهي بالحكم، ومعالجة آثاره الكارثية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وإنسانيا”.

ويشارك وزير الخارجية ضمن وفد يمني يقوده رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في بروكسل.

وتعدّ هذه الزيارة الأولى للعليمي إلى بروكسل منذ توليه المنصب قبل قرابة عام ومن المقرر أن يجري الوفد مباحثات مع المسؤولين البلجيكيين ورئاسة الاتحاد الأوروبي قبل المغادرة إلى ألمانيا للمشاركة في قمة ميونخ للسلام.

ويرى مراقبون أن تصريحات بن مبارك المتفائلة تعزز الإشارات الإيجابية عن اختراقات تجري خلف الكواليس بين التحالف العربي والمتمرّدين الحوثيين.

وطغى التشاؤم خلال الأشهر الماضية على تصريحات ومواقف الحكومة اليمنية التي أشارت مرارا إلى استحالة تحقيق السلام في ظل الحوثيين.

من السابق لأوانه الحديث عن إمكانية حدوث انفراجة لاسيما في ظل تعقيدات كثيرة للأزمة في اليمن، لاسيما مع كثرة المتدخلين

وتبذل الأمم المتحدة وجِهات دولية وإقليمية، لاسيما سلطنة عُمان، جهودا مستمرة للتوصل إلى اتفاق تهدئة مطولة يقود إلى عملية سياسية تفضي إلى نهاية الحرب التي يشهدها اليمن منذ نحو تسع سنوات.

وأعلنت جماعة الحوثي الأحد عن دخول سفن إلى موانئ الحُديدة الخاضعة لسيطرتها (غرب) دون التعرّض للاحتجاز أو التأخير، معتبرة أن الخطوة “تعزز فرص السلام”.

وقال حسين العزي نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، إن “العبور المباشر لكل السفن التجارية إلى موانئ الحديدة دون احتجاز أو تأخير خطوة في الاتجاه الصحيح”.

ويرى مراقبون أنه من السابق لأوانه الحديث عن إمكانية حدوث انفراجة لاسيما في ظل تعقيدات كثيرة للأزمة في اليمن، لاسيما مع كثرة المتدخلين.

ويعاني اليمن حربا بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، بإسناد من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتل في 2017 بمواجهات مع مسلحي الجماعة إثر انتهاء التحالف بينهما.

وازدادت حدّة النزاع منذ مارس 2015، بعد أن تدخل تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية لإسناد قوات الحكومة الشرعية في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.

3