الحكومة اليمنية لا ترى سلاما مع الحوثيين دون تغييرات ميدانية

عدن – لا ترى الحكومة اليمنية أي حل سياسي للصراع القائم مع الحوثيين دون تحقيقها انتصارات ميدانية خاصة لدفع الجماعة المدعومة من إيران على تغيير مواقفها بخصوص الهدنة التي سبق أن رفضت تمديدها، فيما دعا الاتحاد الأوروبي الجماعة المدعومة من إيران إلى التخلي عما أسماها "المواقف المتطرفة" والانخراط بشكل بناء مع جهود الأمم المتحدة لحل أزمة اليمن.
واستبعدت الحكومة اليمنية، الإثنين، إمكانية التوصل إلى حل سياسي للصراع مع جماعة الحوثي "دون تغيير الحقائق على الأرض" في إشارة إلى المعارك الراهنة بين الطرفين على أكثر من جبهة.
وناقش المجلس الوزراء في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب)، "استمرار هجمات وتهديدات ميليشيا الحوثي الإرهابية في استهداف مقدرات الشعب اليمني والملاحة الدولية (يقصد موانئ تصدير النفط) وهجماتها المتكررة على المدنيين". وفق وكالة الأنباء الرسمية (سبأ).
واعتبر هذه الاعتداءات "استمرار للسلوك الإرهابي للمليشيا الحوثية في قطع الطريق على كافة جهود السلام وتبديد أي وهم بإمكانية التوصل إلى حل دون تغيير الحقائق على الأرض".
وخلال الاجتماع، قال رئيس مجلس الوزراء معين عبدالملك إن "الحكومة ستعمل كل ما يلزم لردع الاعتداءات الإرهابية الحوثية على تصدير النفط".
وشدد على أن "الأمر يتعلق بمعيشة وحياة الشعب اليمني ومقدراته الوطنية ولا يمكن التهاون في ذلك أو قبول أنصاف الحلول".
ويأتي التصعيد الحوثي المستمر على المسارين السياسي والعسكري، في ظل تعثر تام لمحاولات إحياء الهدنة الأممية، في الوقت الذي لا تزال فيه الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة تبحثان سبل التعامل مع سياسة الخنق الاقتصادي، التي يمارسها الحوثيون من خلال استهداف موانئ تصدير النفط في حضرموت وشبوة.
وفي 2 أكتوبر الماضي، انتهت هدنة استمرت ستة أشهر وتتبادل الحكومة والحوثيون اتهامات بشأن المسؤولية عن عدم تجديدها فيما تبذل الأمم المتحدة جهودا لهذا الغرض.
ومنذ فشل تمديد الهدنة، شنت جماعة الحوثي هجمات على 3 موانئ نفطية هي الضبة والنشيمة وقنا في محافظتي حضرموت وشبوة (شرق) لمنع تصدير النفط، مما أثار إدانات محلية وإقليمية ودولية.
وأكد الاتحاد الأوروبي في بيان صادر عن مجلس الاتحاد نشرته السفارة الفرنسية في اليمن عبر حسابها على تويتر "التزامه المبدئي بوحدة وسيادة واستقلال وسلامة أراضي اليمن ودعمه الكامل للمبعوث الأممي الخاص هانس غروندبرغ في جهود الوساطة التي يبذلها".
وحث الحوثيين على "التخلي عن المواقف المتطرفة والانخراط بشكل بناء مع المبعوث الأممي".
وشدد على "الأهمية القصوى لإعادة الهدنة والاستجابة للضرورات الإنسانية في دعم الشعب اليمني".
وأشاد بـ"النهج البناء الذي اتبعته الحكومة اليمنية خلال الهدنة، والجهود المستمرة التي تبذلها الجهات الإقليمية، لا سيما السعودية وسلطنة عمان، لتمديد الهدنة"، حسب البيان.
وواصفا الوضع الإنساني في اليمن بـ"الكارثي"، أفاد الاتحاد الأوروبي بأن أكثر من 70 بالمئة من السكان يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية ويواجه ما يزيد عن نصف السكان "انعدام أمن غذائي حاد".
وترفض جماعة الحوثي تمديد الهدنة مشترطةً تسليم رواتب جميع الموظفين في المناطق الخاضعة لها من خزينة الحكومة وهو ما ترفضه الأخيرة.
وأدى الصراع المستمر منذ سبع سنوات بين تحالف عسكري تقوده السعودية من جهة والحوثيين المتحالفين مع إيران من جهة أخرى إلى تدمير الاقتصاد اليمني، وترك 80 في المئة من السكان يعتمدون على المساعدات، ودفع الملايين منهم إلى حافة الجوع.
ويعاني اليمن حربًا بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات في نهاية 2014، بإسناد من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتل عام 2017 في مواجهات مع مسلحي الجماعة إثر انتهاء التحالف بينهما.
وتصاعدت حدة النزاع منذ مارس 2015، بعد أن تدخل تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية لإسناد قوات الحكومة الشرعية، في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
وأدت الحرب إلى خسارة اقتصاد البلاد 126 مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم، حيث يعتمد معظم السكان البالغ عددهم 30 مليونا على المساعدات.