الحكومة اليمنية: حريصون على التعاطي إيجابيا مع الهدنة رغم غياب شريك للسلام

وزير الخارجية اليمني يؤكد أن الميليشيات تقوم بخرق وقف النار لكن الحكومة حريصة على إشاعة أجواء إيجابية للمزيد من حوارات السلام.
الثلاثاء 2022/08/09
هدنة هشة

عمان- وصف وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك الاثنين الهدنة في اليمن والتي مددت الأسبوع الماضي لشهرين إضافيين بأنها “هشة”، لكنه أكد أن الحكومة لن تدخر جهدا في “التعاطي الإيجابي” معها.

ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في الثاني من أبريل الماضي بوساطة من الأمم المتحدة. وشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي الذي كان يستقبل فقط طائرات المساعدات منذ 2016، ما مثّل بارقة أمل نادرة بعد حرب مدمرة.

وخلال فترة الهدنة، تبادلت الحكومة اليمنية والحوثيون اتهامات بخرق وقف النار، ولم يطبّق الاتفاق بالكامل، وخصوصا ما يتعلق برفع حصار الحوثيين لمدينة تعز، لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير.

وقال وزير الخارجية اليمني الاثنين خلال مؤتمر صحافي مشترك في عمان مع نظيره الأردني أيمن الصفدي إن “تحديات كثيرة صادفت هذه الهدنة”، مضيفا أنها “هدنة هشة، لكن لن ندخر أي جهد في أن نستغل أي فرصة سلام وأي نافذة سلام إلا وأن نتعاطى معها بإيجابية”.

أحمد عوض بن مبارك: لن ندخر أي جهد في أن نستغل أي فرصة سلام وأي نافذة سلام إلا وأن نتعاطى معها بإيجابية

واعتبر أن الهدنة التي جددت للمرة الثالثة هي “فرصة وفسحة أمل نتمنى أن يتم استغلالها والتعاطي معها”.

وبحسب وزير الخارجية اليمني، فإن “طوال فترة الهدنة لم تتوقف الميليشيات يوما واحدا عن مهاجمة قواتنا.. لكننا حريصون على إشاعة أجواء إيجابية للمزيد من حوارات السلام”.

وأعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي تمديد الهدنة في اليمن شهرين إضافيين، مضيفة أن الاتفاق يتضمن التزاما من طرفي النزاع الدامي في البلد الفقير بتكثيف المفاوضات، للوصول إلى اتفاق هدنة موسّع في أسرع وقت ممكن.

ومن بنود الهدنة البحث في فتح الطرق في تعز التي يحاصرها الحوثيون للتخفيف من معاناة السكان، والتي لم يتم إحراز أي تقدم فيها.

وكان إجراء محادثات حول تعز أحد بنود الهدنة، إلى جانب استئناف الرحلات الجوية التجارية من صنعاء والسماح للسفن النفطية بدخول ميناء الحديدة الرئيسي، الذي يقع أيضا تحت سيطرة الحوثيين.

وقال وزير الخارجية اليمني في عمان “مع الأسف ليس هناك شريك سلام حقيقي، ميليشيات الحوثي تستغل المعاناة الإنسانية في تعز من أجل الظفر والفوز بملفات أخرى، وتعتقد أن بإمكانها من خلال المبادلة في ملف تعز أن تخفف الضغط الشعبي الذي تعانيه”.

وأكد “سنستمر في التعاطي الإيجابي مع هذه الهدنة وسنستمر في جعل تعز اختبار سلام حقيقيا، وسنرى إن كانت الميليشيات ستنجح في ذلك أم لا”.

وعقدت عدّة جولات من المحادثات في الأردن من قبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، لكن المتحاربين يترددون في إعادة فتح الطرق خوفا من أن يفيد ذلك الجانب الآخر عسكريا.

3