الحكومة اليمنية تدعو الأمم المتحدة لنقل مقراتها إلى عدن

الحوثيين يقتحمون مكتب المفوضية في صنعاء ويستولون بالقوّة على وثائق وممتلكات ويحتجزون مفاتيح المكتب، في وقت يحتاج اليمن إلى المساعدة الأممية.
الخميس 2024/08/15
تضييق حوثي على المنظمات الأممية

عدن - دعت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الأمم المتحدة لنقل مقراتها إلى العاصمة الموقتة عدن، بعد أن سيطر المتمرّدون الحوثيون على مكتب المفوضيّة السامية لحقوق الإنسان في صنعاء واعتقلوا عشرات الموظفين في منظمات دولية، في تصعيد خطير هدفه التضييق على المنظمة الأممية التي تلعب دورا إنسانيا هاما حتى لصالح الجماعة ذاتها المدعومة إيرانيا، وذلك في اوج حاجة البلاد للمساعدات.

وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في تصريح نشرته وكالة أنباء "سبأ" الرسمية في وقت متأخر الثلاثاء "نكرر الدعوة لبعثة الأمم المتحدة، وكافة الوكالات الأممية، والمنظمات الدولية العاملة في اليمن... لنقل مقراتها الرئيسية فورا إلى العاصمة المؤقتة عدن، والمناطق المحررة، لضمان المناخ الملائم لأداء مهامها الإنسانية بأمان وبشكل أكثر فعالية لخدمة المحتاجين، وحفاظا على أرواح العاملين فيها".

واندلع النزاع في اليمن في 2014 مع سيطرة الحوثيين على مناطق شاسعة في شمال البلاد بينها العاصمة صنعاء. وفي العام التالي، تدخّلت السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للحكومة اليمنية التي اتخذت من عدن (جنوب) مقرا موقتا لها.

والثلاثاء أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أن الحوثيين اقتحموا في الثالث من أغسطس الحالي مكتب المفوضية في صنعاء واستولوا بالقوّة على وثائق وممتلكات واحتجزوا مفاتيح المكتب.

وأشار الإرياني إلى أن "هذا التطور الخطير يأتي بعد قرابة شهرين من موجة الاختطافات التي شنّتها ميليشيا الحوثي".

وفي يونيو الماضي، اعتقل الحوثيون 13 موظفا في الأمم المتحدة، بينهم ستة يعملون في مكتب المفوضية، إضافة إلى أكثر من 50 موظفا في منظمات غير حكومية وآخر في سفارة، بحسب الأمم المتحدة.

وأكد الحوثيون أنهم اعتقلوا أعضاء في "شبكة تجسس أميركية إسرائيلية" يعملون تحت ستار المنظمات الإنسانية، وهي اتهامات نفتها الأمم المتحدة بشكل قاطع.

وكان مكتب المفوضية أبلغ المتمردين في 30 يوليو، بـ"تعليق عمله" في صنعاء لأسباب أمنية.

وهناك موظفان في المكتب محتجزان في مكان مجهول، أحدهما منذ نوفمبر 2021 والآخر منذ أغسطس 2023.

واتهم الإرياني المجتمع الدولي بتبني موقف "متراخ في التعامل مع مليشيا الحوثي طيلة السنوات الماضية"، مطالبا إياه بـ"اتخاذ اجراءات قوية ورادعة" و"الشروع الفوري في تصنيفها منظمة إرهابية عالمية"

ويعتبر عمل الوكالات الإنسانية أساسيا في اليمن، إذ يعول أكثر من نصف السكان البالغ عددهم حوالي 30 مليون نسمة على المساعدات.

وتسبب النزاع في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، بمقتل مئات الآلاف وبواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وتراجعت حدة القتال بشكل ملحوظ منذ إعلان هدنة في أبريل 2022، رغم انتهاء مفاعيلها بعد ستة أشهر.