الحكومة الليبية تحذر من أخبار مفبركة تستهدف نجلاء المنقوش

الخارجية الليبية تنفي استقالة الوزيرة من منصبها وتستنكر ما تردد حول صدور قرارات تعيين مستشارين في سفارتها.
الأربعاء 2021/07/14
محاولات مستمرة للتشويش على عمل المنقوش

طرابلس - أكدت وزارة الخارجية الليبية مساء الثلاثاء أن كل ما يتم تداوله عن استقالة الوزيرة نجلاء المنقوش هو أخبار مفبركة، هدفها التشويش على عمل الوزارة بالدرجة الأولى.

وجاء في بيان لها "إن وزارة الخارجية تؤكد عدم صحة هذه الأخبار التي تهدف إلى التشويش على عمل الوزارة، وتطلب من كل وسائل الإعلام تحري الصدق والموضوعية في نقل مثل هذه الأخبار قبل تداولها أو نشرها".

وتعتبر نجلاء المنقوش أول ليبية تتولى حقيبة الخارجية في بلدها ضمن حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، التي منحها البرلمان الثقة في مارس الماضي.

واستنكرت الوزارة في بيانها ما رددته منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بشأن صدور قرار تعيين بعض المستشارين بالسفارات في الخارج، مشددة على ضرورة تجنب مثل هذه الأخبار المغلوطة.

وكانت نجوى وهيبة، الناطقة باسم المجلس الرئاسي الليبي، أكدت في مؤتمر صحافي مساء الاثنين في طرابلس أن المجلس الرئاسي أصدر قرارا بإلغاء تعيينات في بعثات دبلوماسية بالخارج، "حفاظا على الوحدة الوطنية والأسس والمعايير المهنية في التعيينات من هذا المستوى".

ويرى متابعون أن تضارب التصريحات يعكس حجم الخلافات بين جناحي السلطة التنفيذية الليبية الجديدة حول إدارة البلاد، حيث بدا كل من المجلس الرئاسي بقيادة محمد المنفي، وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة، يتحرك بمفرده على مسار حل الأزمات الداخلية.

وسبق للمنفي أن حذر المنقوش في يونيو الماضي من تجاوز اختصاصاتها والتدخل في صلاحيات المجلس وعدم التنسيق معه، ومن محاولتها إقحام إيطاليا في ملف المصالحة الوطنية.

وكان الدبيبة وجه في 3 يوليو الحالي برسائل دعم إلى وزيرة خارجيته المنقوش، التي واجهت ولا تزال حملة شرسة من قبل الإسلاميين حلفاء تركيا، وذلك على خلفية دعواتها المتكررة لأنقرة لسحب مرتزقتها من البلاد.

وقال الدبيبة إن "المنقوش وزيرة شجاعة ووطنية"، مضيفا أن "ما تقوله يمثل حكومة الوحدة الوطنية بشكل مطلق".

ويذكر أن عدة شخصيات وتيارات إسلامية شنت هجوما على وزيرة الخارجية الليبية، على خلفية المواقف التي أطلقتها والداعية إلى سحب القوات الأجنبية والمرتزقة من بلادها.

وأثيرت عاصفة حول الوزيرة وصلت حد المطالبة باستقالتها من منصبها وطردها، صدرت خاصة عن قيادات تنظيم الإخوان المسلمين وقنواتهم التلفزيونية.

وشن حزب العدالة والبناء، الموالي لتنظيم الإخوان، حملة ضد وزيرة الخارجية، وضد المطالب المحلية والدولية التي تدعو إلى خروج القوات الأجنبية والمرتزقة، زاعما أن "القوات التركية جاءت دعما للاستقرار".

ويعتبر رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري أحد متزعمي الحملة، إذ قال إنه "ليس من اختصاص الحكومة إلغاء أي اتفاقيات شرعية سابقة أو تعديلها".

وأطلق مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني، دعوة إلى استخدام القوة ضد المنقوش، طالبا  من سكان العاصمة طرابلس، وما يعرف بقوات عملية "بركان الغضب" الخروج في مظاهرات مناوئة لها، وداعمة لبقاء من وصفه بـ"الحليف التركي".

وكانت المنقوش أعلنت عن مبادرة "استقرار ليبيا" التي تم طرحها خلال مؤتمر "برلين 2"، والتي تتضمن رؤية محلية وأجندة زمنية للمصالحة والانتخابات.

وجاء ذلك خلال استعراض المنقوش حصيلة عملها خلال مئة يوم تولت فيها مهام وزارة الخارجية.

وأوضحت المنقوش في كلمة نشرت على صفحة الوزارة الرسمية عبر فيسبوك، عشية مؤتمر برلين، أنها على الصعيد الخارجي أعلمت الجميع دون استثناء "رغبة الليبيين وإرادتهم الحازمة في التخلص من كل مظاهر التدخل الأجنبي السلبي".