الحكومة الليبية الموازية توسع مجال نفوذها بتحركات أمنية في الجنوب

المنطقة الجنوبية في ليبيا محلّ تجاذبات سياسية متواصلة.
الاثنين 2023/11/13
تحرك مثير للاهتمام

بنغازي (ليبيا) - تبدي الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب الليبي برئاسة أسامة حماد، في الفترة الأخيرة، اهتماما بمناطق الجنوب الليبي، وعبّرت عن تعهدها بالمزيد من توسيع نفوذها بتحركات أمنية لتأمين الجنوب.

ولا يقتصر الاهتمام على الجانب الأمني وحماية الحدود الجنوبية، فقد أكدت الحكومة الموازية على تكثيف جهودها لتحسين مستوى الخدمات الاجتماعية من طرقات وبنى تحتية، فضلا عن تخصيص مبالغ مالية للشروع في إعادة إعمار المنطقة الجنوبية.

رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان أسامة حماد قرر تخصيص مبالغ مالية للشروع في إعادة إعمار المنطقة الجنوبية

وقال وزير الداخلية في الحكومة المكلفة من مجلس النواب عصام أبوزريبة إنه يتعهد بتوفير المعدات اللازمة خلال الفترة المقبلة لتأمين الجنوب والجنوب الغربي بشكل كامل.

وأشاد أبوزريبة، خلال لقاء جمعه الأحد مع مدير إدارة الشؤون الفنية والاتصالات اللواء علي الأوجلي، بما أنجزته الإدارة في المرحلة الأولى من تأمين المنطقة الجنوبية، مشيرًا إلى الاستعداد للانتقال إلى تأمين مديريات مناطق ومدن الجنوب الغربي، حسب ما نقلته صفحة الوزارة على موقع فيسبوك.

وعُقِد الاجتماع في مقر الوزارة ببنغازي، وناقش مهام إدارة الشؤون الفنية بمنطقة الجنوب الغربي، بعد الانتهاء من المرحلة الأولى التي تضمنت الصيانة والتعديلات اللازمة.

وأشار بيان للوزارة إلى بدء المرحلة الثانية من الأعمال الأسبوع المقبل، لافتًا إلى مناقشة جهود الإدارة في تركيب المنظومات الأمنية في المنطقة الجنوبية ومنطقة الجنوب الغربي بشكل عام.

ومنذ أيام قرر أسامة حماد تخصيص مبالغ مالية للشروع في تحقيق إعادة إعمار المنطقة الجنوبية.

واستمع حماد إلى ملاحظات النواب والوزراء للنظر في طرق معالجتها وحلها، ومنها التأكيد على أهمية مشروع المصالحة الوطنية، وعلى ضرورة صيانة الطرق بين الجفرة وسبها وتجرهي، ومعالجة وإصلاح البنية التحتية للطرق والصرف الصحي ومياه الشرب والاهتمام بالزراعة والصناعة وقطاع الصحة والمشروعات الصغرى والطاقة، وتفعيل المطارات في الجفرة وأوباري وتفعيل قرار إنشاء معهد للزراعة في الجنوب.

وأكد النواب ضرورة مجابهة الفساد والسيطرة عليه وتقنين الصرف أثناء إعداد الميزانيات، مشيدين بجهود رئيس الحكومة الموازية في الكفرة ومرزق، ومثمنين جهود القوات المسلحة في تأمين مرزق.

وكان حماد قد وجه بتقديم دعم إلى قطاعات الصحة والتعليم والخدمات ببلديات الجنوب الغربي، وذلك خلال لقائه مع وفد من أعيان وحكماء مكون الطوارق بمناطق غات وتهالة والعوينات والبركت.

والتقى وفدا مكونا من الطوارق بمقر ديوان رئاسة الوزراء في مدينة بنغازي، الإثنين الماضي، بحضور نائبه عن المنطقة الجنوبية سالم الزادمة ووزير الدفاع أحميد حومة، بالإضافة إلى وزراء التعليم والسياحة والعمل والصناعة والموارد المائية والتعليم التقني.

ويقول مراقبون إن مناطق الجنوب الليبي الغنية بالثروات شهدت على امتداد السنوات الأخيرة تهميشا وإهمالا متواصلين، حيث سبق وأن هددت كتل شعبية في المنطقة بإغلاق حقلين نفطيين إستراتيجيين، ما لم تعمل السلطات على تحسين أوضاعها المعيشية.

كما كانت المنطقة الجنوبية محلّ تجاذبات سياسية متواصلة منذ سنوات، ومثّلت ورقة انتخابية هامة قدم من خلالها الفاعلون السياسيون في ليبيا وعودا بمعالجة المشاكل المعيشية لكسب ودّ السكان.

وفي أغسطس الماضي أطلق الجيش الوطني الليبي عملية عسكرية واسعة ودقيقة ومحددة الأهداف في النطاق الحدودي الجنوبي تأمينا لحدود ليبيا في مواجهة تحرك خلايا من الجماعات الإرهابية والإجرامية نتيجة التوترات السياسية والأمنية في دول جنوب الصحراء والساحل.

وعبر النائب الثاني لرئيس مجلس النواب مصباح دومة عن دعمه العمليات العسكرية التي أطلقتها القيادة العامة في جنوب البلاد، قائلا “ندعم بكل قوة العمليات العسكرية لتأمين الحدود الجنوبية، ونشد على أيادي البواسل من أبنائنا في القوات المسلحة الليبية، قيادة وأفرادا، لضرب كل من تسول له نفسه التعدي على أي شبر من الأراضي الليبية، والاستمرار في ذلك إلى أن يجري طرد آخر أجنبي مسلح من هذا الوطن الطاهر”.

4