الحكومة السوادنية تتهم الفضائيات بفبركة المظاهرات

الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية يقول إن القنوات الفضائية المغرضة والباحثة عن إثارة الفتن موضوعة تحت المراقبة.
الأربعاء 2019/01/09
الهاتف الذكي يكفي للتغطية

الخرطوم - “فضائيات مغرضة تبث الفوضى والفتنة” عبارة مكررة تواجه بها الحكومات وسائل الإعلام التي تغطي المظاهرات المعارضة للسلطات، وهو ما التزم به حرفيا وزير الإعلام والاتصالات، الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية بشارة جمعة أرور، متهما بعض القنوات الفضائية بفبركة مشاهد غير واقعية عن السودان، وتوعد باتخاذ إجراءات حاسمة ضدها.

وقال أرور إن القنوات الفضائية المغرضة والباحثة عن إثارة الفتن موضوعة تحت المراقبة.

وأضاف “هذه القنوات نحن نرصدها ونتابعها وسنتعامل معها تعاملاً مختلفاً تماماً، لأنها إذا خرجت عن الطور وعن الجادة فلا بد من الوقوف معها بحسم”. وأطلق الوزير السوداني تحذيرا أوضح فيه أنه لن يتم السماح لوسائل الإعلام والصحافة بأي تغطية تخالف ما تريد الحكومة، قائلا “نقول كل من يمضي في اتجاه عكس ما هو منصوص في القوانين والضوابط قطعاً لا بد من التعامل معه بحسم، لأن هذا يعرّض أمن البلاد للخطر”.

ونفى أرور ممارسة حكومته أي تضييق على الأجهزة والوسائط الإعلامية في تغطية التظاهرات الأخيرة، وقال “هذا الحديث فيه محاولة لدمغ الأجهزة الأمنية بأشياء لم تحدث أو لم تكن صحيحة، ربما في إطار العمل الأمني؛ تحدث احتكاكات مع هذه الأجهزة، وبالتالي يتم نقل هذا، وكأن هناك رفضاً ومنعاً لبث ما يدور”.

وأردف قائلا “إذا كان الأمر كذلك كيف ظهر ما ظهر في كل وسائط الإعلام بالداخل والخارج عن هذه الأحداث؟”.

واستغرب العديد من الصحافيين ما ورد في تصريحات الوزير، وقالوا يبدو أن أرور يتجاهل أنه لم يعد بالإمكان إخفاء ما يجري من أحداث مع وجود مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت، وإذا كانت الحكومة تستطيع مصادرة الصحف ووقف بث القنوات فإنها بالتأكيد لا تستطيع وقف تدفق المعلومات على الإنترنت والشبكات الاجتماعية.

وتشكو الصحف السودانية من عودة الرقابة الأمنية القبلية منذ اندلاع الاحتجاجات، وكثيرا ما تتعرض الصحف لمقص الرقيب الذي يمنع نشر أخبار الاحتجاجات بتفاصيل غير التي ترغب فيها الحكومة.

ومنعت الرقابة الأمنية عدد صحيفة “الجريدة” الإثنين من الصدور في أعقاب تغطيتها وإبرازها للاحتجاجات التي شهدتها عدة مناطق في الخرطوم ومدني وعطبرة، كما لاقت صحيفة “أخبار الوطن” لسان حال حزب المؤتمر السوداني المعارض المصير ذاته.

واعتقلت أجهزة الأمن السودانية عددا كبيرا من الناشطين والصحافيين، منذ بداية الاحتجاجات رفضا لرفع سعر الخبز.

وأخلت السلطات سبيل الصحافي البارز فيصل محمد صالح، عقب اعتقاله الخميس الماضي، بسبب تأييده التظاهرات المناهضة للحكومة.

وقال صالح، المتحصّل على جائزة “بيتر ماكلر” للصحافة الأخلاقية والشجاعة، إن “(رجال) الأمن اقتادوه من مكتبه للاستجواب على خلفية مواقفه من الاحتجاجات التي يشهدها السودان منذ ديسمبر الماضي”.

وأضاف “قلت لهم إنني أؤيد المحتجين الذين يتظاهرون سلميا، لكنني لست عضوا في أي مجموعة منظمة لهذه التظاهرات”.

18