الحكومة الإثيوبية تتحرك عسكريا ضد إقليم تيجراي "المتمرد"

أديس أبابا تتهم "جبهة تحرير شعب تيجراي" بمحاولة توريط الحكومة الإريترية في مزاعم كاذبة بارتداء عناصرها بزات عسكرية مثل تلك التي يرتديها الجيش الأريتري.
الأربعاء 2020/11/04
تصعيد قد يخرج عن السيطرة

نيروبي - أمر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الجيش بالانتشار في إقليم تيجراي، الأربعاء، بعد اتهام الحكومة هناك بمهاجمة القوات الاتحادية، في تصعيد كبير للخلاف بين رئيس الوزراء والإقليم الذي كان قويا ذات يوم.

وقالت المتحدثة باسم رئاسة الوزراء الإثيوبية بيلين سيوم في رسالة نصية "العمليات بدأت بالفعل".

وقال مكتب آبي في بيان إن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي حاولت في وقت مبكر من الأربعاء سرقة مدفعية ومعدات أخرى من القوات الاتحادية المتمركزة هناك.

وأضاف "لقد تم تجاوز الخط الأحمر الأخير بهجمات هذا الصباح، وبالتالي اضطرت الحكومة الاتحادية إلى الدخول في مواجهة عسكرية".

وذكر البيان أن قوات الدفاع الوطني الإثيوبية صدرت لها أوامر بتنفيذ "مهمتها لإنقاذ البلاد والمنطقة من الانزلاق إلى حالة من عدم الاستقرار".

وقال إقليم تيجراي في بيان بثه التلفزيون إنه حظر عبور الطائرات مجاله الجوي بعد قرار أبي وإن القيادة الشمالية للجيش الاتحادي انشقت عنه وانضمت لقوات تيجراي.

واتهم آبي، الأربعاء "جبهة تحرير شعب تيجراي" الحزب الحاكم في هذه المنطقة في إثيوبيا بـ"مهاجمة قاعدة عسكرية فدرالية"، وأعلن عن رد على الهجوم.

ويشكل رد عسكري بداية نزاع محتمل في إثيوبيا ثاني أكبر دولة في إفريقيا في عدد السكان وتشهد سلسلة من النزاعات الداخلية المتزايدة.

وقال رئيس الوزراء في رسالة وضعها على موقعي فيسبوك وتويتر للتواصل الاجتماعي حوالي الساعة الثانية بالتوقيت المحلي إن "جبهة تحرير شعب تيجراي هاجمت معسكرا للجيش (الفدرالي) في تيجراي".

وأضاف أن "قواتنا الدفاعية تلقت الأمر (…) بالقيام بمهمتها إنقاذ الأمة، وقد تم تجاوز المرحلة الأخيرة من الخط الأحمر".

وفي وقت لاحق، صرح آبي عبر التلفزيون الرسمي أن "القوات غير الموالية" انقلبت على الجيش في ميكيلي عاصمة تيجراي، ودانشا وهي بلدة تقع في غرب المنطقة.

وأضاف في خطابه الذي بثه التلفزيون أن قوات الأمن صدت الهجوم على دنشا في منطقة أمهرة المتاخمة لجنوب تيجراي، موضحا أن الهجوم تسبب بسقوط "العديد من القتلى والجرحى وبأضرار مادية".

واتهم مكتب رئيس الوزراء في بيان "جبهة تحرير شعب تيجراي" بأنها ألبست عناصرها بزات عسكرية مثل تلك التي يرتديها جنود الجيش الأريتري من أجل "توريط الحكومة الإريترية في مزاعم كاذبة بالعدوان على شعب تيجراي".

وفي بيان نشرته وسائل إعلام محلية، قالت حكومة إقليم تيجراي إن قيادة وجنود قيادة الشمال المتمركزة في ميكيلي “قرروا الوقوف إلى جانب شعب تيغراي والحكومة الإقليمية”، وهو إعلان تعذر التحقق من صحته حاليا.

ولم يكن من الممكن التأكد على الفور من روايات الحكومات.

وقال "نيتبلوكس" الموقع الالكتروني الذي يراقب عمليات قطع الإنترنت، إن الشبكة قطعت على ما يبدو في المنطقة اعتبارا من الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي.

وفي الوقت نفسه، لم تعرف طبيعة الرد العسكري الفدرالي.

وتصاعد التوتر في الأيام الأخيرة بين أديس أبابا وتيجراي التي لا تعترف بسلطة الدولة الماضي.

ورفض قادة الإقليم الذين هيمنوا على السياسة الوطنية لثلاثين عاما قبل وصول أحمد أبي إلى السلطة في 2018، تمديد البرلمان الفدرالي لولاية النواب – الوطنيين والمحليين -، وقرروا تنظيم انتخابات في منطقتهم في سبتمبر.

ومنذ ذلك الحين، يعتبر كل معسكر المعسكر الآخر غير شرعي. وصوّت أعضاء مجلس الشيوخ الإثيوبي في أوائل أكتوبر لمصلحة قطع الاتصالات والتمويل بين السلطات الفدرالية والمسؤولين في تيجراي.

وفي إطار هذا التوتر فرضت عمليات مراقبة على الطواقم والمعدات العسكرية في تيجراي.

ومنعت جبهة تحرير شعب تيجراي الجمعة جنرالا عينته أديس أبابا من تولي منصبه هناك واضطر إلى العودة أدراجه بعدما تم إبلاغه بأن “تعيينه لا يعتبر شرعيا".

تضم تيجراي جزءا كبيرا من الأفراد والمعدات العسكرية للدولة الفدرالية، إرث الحرب التي وقعت من 1998 إلى 2000 بين إثيوبيا وإريتريا الواقعة على حدود الإقليم.

وكشف تقرير لمجموعة الأزمات الدولية الجمعة أن المنطقة تضم "أكثر من نصف مجمل أفراد القوات المسلحة والفرق المؤللة" في البلاد.

وحذرت المنظمة من احتمال وقوع “نزاع مدمر قد يمزق الدولة الإثيوبية".

وقال مسؤولون في تيغراي مؤخرا إنهم لن يبدأوا نزاعا عسكريا. وقال غيتاتشو رضا ، المسؤول البارز في جبهة تحرير شعب تيغراي الماضي "لن نكون أول من يطلق النار ولا أول من يفشل".

وقال وونديمو أسامنيو وهو مسؤول كبير آخر في تيجراي قبل ساعات من إعلان رئيس الوزراء، مساء الثلاثاء، إن الحكومة الفدرالية تحشد القوات على الحدود الجنوبية لتيجراي، في معلومات لا يمكن التحقق منها من مصدر مستقل.

وأضاف وونديمو "أعتقد أنه عندما يتعلق الأمر بالتعبئة العسكرية، فهذا ليس لعب أطفال. هذا يمكن أن يطلق حربا شاملة”، مؤكدا أن “ما يفعلونه هو لعب بالنار".

وتابع "يمكن أن يحدث أي شيء في أي وقت. شرارة صغيرة يمكن أن تشعل المنطقة بأكملها، لذلك أعتقد أننا في حالة تأهب قصوى ويمكنني أن أؤكد أننا قادرون على الدفاع عن أنفسنا".