الحكومة الأميركية تمنع توريد رقائق إلكترونية إلى هواوي الصينية

واشنطن - ألغت الحكومة الأميركية التراخيص التي تسمح لشركة معدات الاتصالات والهواتف الذكية الصينية العملاقة هواوي بشراء الرقائق المستخدمة في أجهزة اتصالات الجيل الرابع من شركتي كوالكوم وإنتل الأميركيتين.

وتم إخطار بعض الشركات الثلاثاء بأن تراخيصها قد ألغيت على الفور، وفقا لشخص مطلع على الأمر.

وتأتي هذه الخطوة بعد إصدار أول كمبيوتر محمول من هواوي يدعم الذكاء الاصطناعي الشهر الماضي، وهو “ميتابوك إكس برو” المدعوم بمعالج كور ألترا 9 الجديد من إنتل.

وأثار إطلاق الكمبيوتر المحمول انتقادات من المشرعين الجمهوريين، الذين قالوا إنه يوحي لهم بأن وزارة التجارة أعطت الضوء الأخضر لشركة إنتل لبيع الشريحة إلى هواوي.

وقالت وزارة التجارة في بيان “لقد ألغينا تراخيص معينة للصادرات إلى هواوي”، رافضة تحديد التراخيص التي سحبتها.

وكانت رويترز أول من تحدث عن هذه الخطوة، بعد ضغوط متضافرة من صقور الصين الجمهوريين في الكونغرس الذين يحثون إدارة جو بايدن على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لإحباط هواوي.

وقالت عضوة الكونغرس الجمهورية إليز ستيفانيك في بيان “هذا الإجراء سيعزز الأمن القومي الأميركي ويحمي البراعة الأميركية ويقلل من قدرة الصين الشيوعية على تطوير تكنولوجيتها”.

وقال ميشيل ماكول رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي لوكالة بلومبيرغ للأنباء إنه تم سحب تراخيص توريد هذه الرقائق الأميركية إلى الشركة الصينية.

من ناحيتها أكدت وزارة التجارة الأميركية، فقط، سحب بعض تراخيص  التصدير إلى شركة هواوي، لكنها لم تحدد الشركات المعنية. ورغم ذلك قال ماكول إنه تم إبلاغ لجنته بسحب التراخيص.

وتتهم الحكومة الأميركية شركة هواوي بأنها قريبة للغاية من السلطات الصينية ولذلك ترى أن هذه الشركة التي تنتج معدات الاتصالات والهواتف الذكية تمثّل خطرا على الأمن القومي الأميركي.

وتحرم العقوبات الأميركية الشركة الصينية بالفعل من الحصول على التكنولوجيا الأميركية الحديثة منذ سنوات. ونتيجة لذلك تعاني هواتف هواوي الذكية من أجل التواجد خارج السوق الصينية، رغم أنها تفوقت على سامسونغ إلكترونيك الكورية الجنوبية كأكبر شركة للهواتف الذكية في العالم عام 2020.

ومع التراخيص الخاصة التي تم سحبها الآن، كانت كوالكوم على سبيل المثال قادرة على تصدير رقائق اتصالات الجيل الرابع وليس الجيل الخامس الأسرع إلى الشركة الصينية.

وتحاول هواوي إنتاج رقائق محلية لتحل محل الرقائق الأميركية المحظورة. كما تواصل العمل بقوة في السوق المحلية الصينية للهواتف الذكية.

ورفض متحدث باسم إنتل التعليق. ولم تستجب هواوي على الفور لطلبات التعليق.

وتم وضع هواوي على قائمة القيود التجارية الأميركية في عام 2019 وسط مخاوف من أنها قد تتجسس على الأميركيين، كجزء من جهد أوسع لإعاقة قدرة الصين على تعزيز جيشها. وتعني إضافتها إلى القائمة أنه يتعين على موردي الشركة السعي للحصول على ترخيص خاص يصعب الحصول عليه قبل الشحن.

ومع ذلك، حصل موردو هواوي على تراخيص بالمليارات من الدولارات لبيع سلع وتكنولوجيا هواوي، بما في ذلك ترخيص مثير للجدل بشكل خاص، صادر عن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، والذي سمح لشركة إنتل بشحن المعالجات المركزية إلى هواوي لاستخدامها في أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بها منذ عام 2020.

وباعت كوالكوم رقائق 4G القديمة للهواتف منذ حصولها على ترخيص من المسؤولين الأميركيين في عام 2020. ومع الإيداع التنظيمي في وقت سابق من هذا الشهر، قالت كوالكوم إنها لا تتوقع الحصول على المزيد من إيرادات الرقائق من هواوي بعد هذا العام.

وبدأت هواوي العام الماضي في استخدام شريحة G5 التي صممتها وحدة هاي سيلكون الخاصة بها والتي يعتقد معظم المحللين أنها مصنعة في انتهاك للعقوبات الأميركية. وقالت كوالكوم في الإيداع هذا الشهر إن صفقة براءات الاختراع الخاصة بها مع هواوي تنتهي في وقت مبكر من السنة المالية 2025 وأنها بدأت مفاوضات لتجديد الصفقة. ويجادل النقاد بأن مثل هذه التراخيص ساهمت في عودة الشركة.

وصدمت هواوي الصناعة في أغسطس الماضي بهاتف جديد مدعوم بشريحة متطورة تصنعها شركة صناعة الرقائق الصينية SMIC، على الرغم من قيود التصدير الأميركية على الشركتين.

وساعد الهاتف مبيعات الهواتف الذكية من هواوي على الارتفاع بنسبة 64 في المئة على أساس سنوي في الأسابيع الستة الأولى من عام 2024، وفقا لشركة الأبحاث كاونتربوينت. كما ساهمت أعمال مكونات السيارات الذكية في عودة ظهور هواوي، حيث حققت الشركة أسرع نمو في إيراداتها في أربع سنوات في عام 2023.