"الحقيبة" تمثال يسلط الضوء على محنة اللاجئين حول العالم

أدنبرة – كشف فنان فر من روسيا بسبب موقفه المعادي للحرب في أوكرانيا، عن تمثال لحقيبة في مهرجان أدنبرة للفنون لإلقاء الضوء على محنة اللاجئين.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية بي.إيه ميديا أن العمل الفني الذي قام به كوستيا بينكوفيتش هو عبارة عن حقيبة أشبه بالقفص، ومصنوعة من الحديد المسلح الذي استخدم أيضا في صناعة قضبان السجون في روسيا.
وجاء مصدر الإلهام لهذا العمل الفني بعدما تحدث الفنان مع لاجئين فروا من أوكرانيا بينهم امرأة قالت له “حقيبتي هي كل المتبقي لي من حياتي السابقة”.
وتوضح صورة الوكالة الفنان الروسي وهو يقف بجوار مجسم حديدي أصفر اللون، على شكل حقيبة كبيرة، يتكأ عليها، فهو كغيره من عشرات الفنانين ومئات الآلاف من اللاجئين مهجّر لا يملك سوى حقيبة.
ويُعرض العمل الفني في اسيمبلي جاردنز في شارع جورج ستريت بأدنبرة حتى التاسع والعشرين من أغسطس الجاري.
وقال بينكوفيتش الذي فر من روسيا في مارس “فكرة الغياب أو تقييد الحريات، والاعتراف بضحايا قمع الدولة يتكرر ثانية في عملي”.
وأضاف “لقد اضطررت للفرار من روسيا شخصيا وأصبحت، إلى حد ما، موضوعا لأعمالي لأن حقيبة السفر هي كل ما لدي الآن ويربطني بالماضي”.
ويأمل الفنان روسي المولد في أن يكون عمل “الحقيبة” شاهدا على محنة اللاجئين.
وتفيد إحصاءات منظمة الأمم المتحدة بأن الحرب الروسية على أوكرانيا تسببت في زيادة عدد النازحين داخل بلادهم والمهجرين خارجها قسرا حول العالم إلى أكثر من 100 مليون شخص، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق.
ومذ بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا، غادر العديد من الفنانين روسيا، منهم المخرج كيريل سيريبرينيكوف والممثلة شولبان خاماتوفا. أمّا الذين لا يزالون في روسيا، فيخضعون لضغط متزايد ليدعموا غزو أوكرانيا. كما لا يستطيع العديد من الشخصيات المعارضة للكرملين تأدية عروض في روسيا.
وتأثر عدد من المعارض الفنية أيضا. ففي أبريل الماضي أوقف غاليري تريتياكوف عرض الفنان الروسي – الأميركي غريشا بروسكين الذي كان مكرّسا لـ”الأيديولوجيات وأساطيرها”.
ومهرجان أدنبرة العالمي يقام في أدنبرة، اسكتلندا، سنويا لأداء الفنون ويستمر لمدة ثلاثة أسابيع من شهر أغسطس. ويستقطب المهرجان الدولي الطبقات العليا المهتمة بالموسيقى (خاصة الموسيقى الكلاسيكية)، كما تؤدى الأعمال المسرحية والأوبرا والرقص من جميع أنحاء العالم. كما يستضيف المهرجان مجموعة من المعارض الفنية البصرية والمحادثات وورش العمل.
وظهرت فكرة هذا المهرجان من أجل “توفير منبر لازدهار روح الإنسان” وإثراء الحياة الثقافية في اسكتلندا وبريطانيا وأوروبا التي برزت بعد الحرب العالمية الثانية.