"الحقيبة" أول رواية تفاعلية مغربية تنشر على تيك توك

الرواية عمل جديد من الأدب الرقمي عبر منصة تيك توك كوسيط للوصول إلى القارئ، تعتمد على التفاعل.
الاثنين 2024/07/08
روايتي بوليسية شبابية

الرباط- أطلق الروائي المغربي عبدالواحد استيتو رواية تفاعلية جديدة، على تطبيق تيك توك الصيني الشهير، حملت عنوان “الحقيبة”، في تجربة تعد الأولى من نوعها في المغرب، خاصة أنها تستهدف الشبان واليافعين.

الرواية نشرت على شكل مقاطع فيديو مرفقة بقراءة لمحتواها بصوت الكاتب، ما يتيح للقراء والمشاهدين متابعة هذا العمل والتفاعل معه، بل والمساهمة في رسم بعض ملامح شخصياته من خلال اقتراحات يضعونها في التعليقات.

“الحقيبة، هي رواية تفاعلية تنشر فصلا بعد فصل على منصة تيك توك، وتشاركون أنتم في صنع أحداثها وتحديد مصائر أبطالها، تحكي الرواية قصة سائق تاكسي يعيش في مدينة طنجة المغربية (شمال)، وتقع أمام عينيه جريمة قتل، قبل أن يكتشف أن الزبون الذي راح ضحية الجريمة قد نسي لديه حقيبة غامضة، يفتح يوسف الحقيبة، يجد ماذا؟ تابعوا الفصل الأول من الرواية، ونكتب جميعا أول رواية تفاعلية في العالم على هذه المنصة”.

هكذا بدأ استيتو أولى حلقات روايته في منصة تيك توك، ما جعل العديد من المشاهدين يتفاعلون مع هذا العمل الرائد.

ويقول استيتو إن هذه الرواية عمل جديد من الأدب الرقمي عبر منصة تيك توك كوسيط للوصول إلى القارئ، وتعتمد “التفاعل” الذي سبق أن وظفه في أعمال سابقة، مثل رواية “على بعد ملمتر واحد فقط”، التي فازت بجائزة الإبداع العربي كأول رواية تفاعلية على منصة فيسبوك.

وعن اختياره تيك توك لنشر عمله الأدبي، يشير الكاتب إلى أن “الإحصائيات تبيّن أن هذه المنصة سحبت البساط من تحت غالبية مواقع التواصل الاجتماعي في ما يخصّ نسبة اليافعين والشباب الذين يستعملونها”.

ويلفت إلى أن روايته الجديدة تستهدف هذه الفئة خصوصا، وهي رواية بوليسية شبابية، مضيفا أن الدافع لذلك هو هاشتاغ “بوك توك” الخاص بالكتب على المنصة، والذي ساعد في بيع 20 مليون كتاب للعديد من المؤلفين في العام 2021.

وبحسب الروائي المغربي، فإن “قاعدة القرّاء الشباب بهذه المنصة كبيرة جدا على المستوى العالمي، ويجري العمل على توفير الأدب والرواية للمستخدمين الشباب، ودفعهم نحو حب القراءة، في وقت لا يتوقف فيه الحديث والشكوى من العزوف عن القراءة”.

لكنه يرى أن “قاعدة القرّاء، مهما اتسعت، لا تزال بسيطة جدا مقارنة بباقي المناطق والدول”.

يعتمد الروائي المغربي على ما أسماه “الرواية التفاعلية المرئية”، وهي رواية مسموعة مع عرض مشاهد مرئية تقريبية للأحداث، باعتبار أن تيك توك ليست منصة سمعية فقط، وتحتاج إلى الصورة لتعزيز ما يُنشر فيها.

أما على مستوى التفاعل، فيمكن للقراء التفاعل من خلال التعليقات، ومن خلال استطلاعات الرأي (التي ستنشر لاحقا)، وأيضا من خلال خاصية “المباشر”، حيث تتم مناقشة الأحداث مباشرة مع القراء والمتابعين.

إحصائيا، تجاوز عدد متابعي صفحة الرواية بحلول الأحد السابع من يوليو الجاري أربعة آلاف ومئة قارئ، مع مشاهدات للفصول الستة المنشورة تراوحت بين 17 ألفا ونحو 55 ألفا، مع مجمل تسجيلات إعجاب بمقاطع الرواية المنشورة تجاوز الـ6 آلاف.

وسبق للروائي استيتو (من مواليد 1977 بطنجة)، أن فاز بجائزة الإبداع العربي – فرع الأدب، من قبل مؤسسة الفكر العربي سنة 2018، عن روايته “على بعد ملمتر واحد فقط”، كونها أول رواية عربية تفاعلية على منصة فيسبوك، وصدرت لاحقا بشكل ورقي.

بعدها أصدر روايتين بالطريقة نفسها هما “المتشرد” و”الديبة”، ثم “طينجو” التي جاءت على شكل رواية تطبيق تفاعلي ذكي، أما آخر عمل فكان “في حضرتهم” وهي رواية تفاعلية مشتركة مع الكاتبة السودانية “آن الصافي” على منصة فيسبوك.

يؤمن استيتو بأن الكتابة التفاعلية تقتضي الاهتمام ببعض العناصر في الكتابة لضمان استمرار متابعة القراء وتفاعلهم مع النص، ويأتي على رأسها الاهتمام بالحبكة والتشويق مع الاعتماد على أسلوب بسيط بعيدا عن الإطناب اللغوي الذي يراه مرهقا للقارئ، لكنه في الوقت ذاته يشدد على أن الاهتمام بهذه العناصر ينبغي ألا يتحول إلى إمعان في السطحية أو الاستهانة بفكر القارئ وعقله. فهذا النمط من الكتابة التفاعلية بدأ يحقق نوعا من التراكم يضمن له مكانة هامة في المستقبل كما أن هناك نوعا من الاهتمام النقدي به لكنه يظل محدودا إلى الآن.

12