الحظر الجوي للجيش الليبي يدفع حكومة السراج لإغلاق مطار معيتيقة

طرابلس - أعلنت إدارة مطار معيتيقة الدولي مساء الأربعاء تعليق الملاحة الجوية "حتى إشعار آخر"، وذلك عقب تهديد الجيش الليبي بإسقاط أي طائرة تحلّق في سماء طرابلس سواء أكانت مدنية أم عسكرية، في خطوة تهدف لتطويق تجاوزات حكومة الوفاق التي سمحت بتحول المطار إلى قاعدة لاستقبال المرتزقة والمليشيات بدعم من تركيا.
وتصر تركيا بشكل واضح على تأجيج نيران النزاع الليبي بدعم ميليشيات حكومة الوفاق في خرق لكل القوانين الدولية وخدمة لأجنداتها المستفيدة من عرقلة مساعي حلحلة الأزمة في البلاد.
ويؤكد الجيش الليبي في كل مناسبة على اعتماد حكومة الوفاق في قتالها على مرتزقة أجانب في صفوف ميليشيات طرابلس، قبل أن تخرج هذه التجاوزات مؤخرا إلى العلن، وسبق وأن اعتقل الجيش الليبي عناصر تركية كانت تقاتل إلى جانب الميليشيات.
وقالت إدارة المطار في بيان إنّه تم "تعليق حركة الملاحة الجوية بمطار معيتيقة الدولي لحين إشعار آخر ونقل الرحلات لمطار مصراتة الدولي" الواقع على بعد 200 كلم شرق العاصمة.
وأتى قرار المطار عقب إعلان قوات المشير حفتر فرض "حظر جوي" فوق طرابلس وضواحيها.
وقال الناطق باسم قوات حفتر اللواء أحمد المسماري خلال مؤتمر صحافي "نعلن تفعيل منطقة الحظر الجوي" فوق العاصمة الليبية وضواحيها.
وأضاف أنّ "قاعدة معيتيقة الجوية ومطار معيتيقة هي مناطق عسكرية ممنوع منعاً باتا استخدامها للطيران المدني أو العسكري. إنّ تحليق أيّ طائرة، مدنية أو عسكرية، أياً كانت تبعية هذه الطائرة وتبعية الشركة المالكة لها، سيشكّل خرقاً لإطلاق النار وبالتالي سيتم تدميرها بشكل مباشر".
وبرّر المسماري هذا القرار بأنّ مطار معيتيقة يستخدم لغايات عسكرية من أجل استقدام مقاتلين من تركيا التي تدعم حكومة الوفاق الوطني المناوئة لحفتر والمعترف بها من الأمم المتحدة.
وكانت القوات الموالية لحكومة الوفاق أعلنت في وقت سابق الأربعاء أنّ المطار تعرّض لقصف "بستة صواريخ غراد" أطلقها الجيش الليبي. وعقب القصف علّقت إدارة مطار معيتيقة الرحلات لبضع ساعات.
ويشن قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، هجوماً منذ 4 ابريل للسيطرة على طرابلس وتحريرها من سطوة الميليشيات.
وأكد الجيش الليبي أنه أسقط "طائرة مسيرة تركية" بعد اقلاعها من مطار معيتيقة، متهما حكومة الوفاق باستخدامه لاغراض عسكرية.
وذكر الناطق باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري على صفحته الرسمية بـ"فيسبوك" أن "قوات الدفاع الجوي بالقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية أسقطت طائرة تركية مسيرة بعد إقلاعها من قاعدة معيتيقة الجوية وكانت تحاول الإغارة على موقع وحداتنا العسكرية في طرابلس".
وفي الأسابيع الأخيرة ضاعفت الدول الكبرى جهودها من أجل إيجاد حل سياسي للنزاع الطاحن الذي تشهده ليبيا.
وتدعم تركيا حكومة الوفاق في طرابلس بشكل علني لا يخلو من استفزازات حيث ارسلت مرتزقة للقتال في طرابلس بموجب اتّفاق مثير للجدل وقّعه الطرفان في نوفمبر.
وتعمل أطراف عديدة على غرار تركيا وقطر على دعم حكومة الوفاق وميليشياتها بالسلاح والعتاد لصد قوات الجيش الليبي التي تحاول تحرير العاصمة طرابلس.
ويرى مراقبون أن استنجاد حكومة فائز السراج بالدعم التركي والقطري يعكس حجم الخسائر التي تكبدتها الميليشيات وعدم قدرتها مواجهة قوات الجيش الليبي في معركة تحرير طرابلس، حيث تمكن من تحقيق نجاحات كبيرة بمجرد إعلان انطلاق المعركة ضد هذه الميليشيات التي تسيطر على العاصمة الليبية.