الحصول على تطعيم كامل لا يعني التحصين التام ضد كورونا

لا يعني الحصول على تطعيم كامل أن الشخص بات محصنا ضد وباء كورونا، حيث أكد الخبراء أن الانتشار الخطير للمتحور دلتا يجعل الحمل الفايروسي أعلى لدى المصابين، ما يعني أنهم معرضون للإصابة مرة أخرى رغم تلقيهم اللقاح.
برلين - بالنسبة إلى الكثيرين قد يعني حصول المرء على تطعيم كامل ضد فايروس كورونا إمكانية عودته إلى ممارسة حياته اليومية في ظل قدر أقل من القيود والمخاوف.
لكن ماذا عن استخدام الكمامات واتباع إجراءات التباعد الاجتماعي وإجراء اختبارات كورونا؟، وهل من الممكن أن يتسبب شخص تلقى جرعتي اللقاح في إصابة الآخرين أو حتى أن يصاب هو بالعدوى؟
ويقدم خبراء الصحة الإجابة على هذه الأسئلة، وتحديدا في ما يتعلق بإمكانية أن يكون شخص ما حاملا للعدوى رغم حصوله على تطعيم كامل.
ويقول معهد “روبرت كوخ” الألماني لمكافحة الأمراض، إن احتمال أن تأتي نتيجة اختبار كورونا لشخص تلقى جرعتي لقاح إيجابية منخفض، ولكن النسبة ليست صفرية.
وفي حين أنه من الصحيح أن البيانات تظهر أن الحمل الفايروسي ينخفض بصورة كبيرة لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالوباء بعد حصولهم على اللقاح، لا يزال هناك خطر بسيط باق من احتمال نشرهم فايروسات معدية خاصة مع ظهور المتحور دلتا.

أندرو بولارد: المتحور دلتا يمكن أن يصيب الأشخاص الذين تم تطعيمهم
ويقول كارستن فاتزل الأمين العام للجمعية الألمانية للمناعة، إنه “مع زيادة أعداد من تلقوا اللقاح، يزداد أعداد الإصابات الكبيرة.. تم تقليل ذلك، ولكن بناء على تأثير التطعيم بالنسبة إلي وبناء على الحمل الفايروسي لمن هم حولي، لا يزال من الممكن أن أصاب رغم أنني شخص حاصل على اللقاح”.
وأضاف أنه بالنسبة إلى كبار السن، وخاصة الذين يعانون من ظروف مرضية موجودة مسبقا، قد تصبح الأمور خطيرة: إذن، ما هو أفضل شيء يمكن القيام به في هذه الحالة؟
هناك الكثير من الأشخاص، وخاصة بين الشباب، الذين لم يحصلوا بعد على تطعيم كامل، ومن الممكن أن يصابوا بمضاعفات خطيرة جراء كوفيد - 19، أو أن يعانوا من آثار على المدى الطويل. ويعد ذلك سببا آخر يحتّم على الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح أن يحافظوا على المسافة بينهم وبين الذين لم يحصلوا على جرعتي اللقاح عندما يلتقوا بهم، وكذلك يجب عليهم استخدام الكمامة.
ومن ناحية أخرى، توصي اللجنة الألمانية الدائمة للتطعيمات بضرورة الالتزام باحتياطات السلامة الموصى بها، والتي تتضمن استخدام الكمامات وغسل الأيدي والأسطح والحفاظ على إجراءات التباعد الاجتماعي والتهوية الجيدة، حيث يقلل ذلك من خطر انتقال العدوى بصورة كبيرة.
وفي الوقت الحالي تنتشر الطفرة دلتا الأكثر عدوى بصورة سريعة في جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية.
ويقول فاتزل “عندما يكون المرء مصابا بالسلالة دلتا، يكون الحمل الفايروسي لديه أعلى”. ونتيجة لذلك، يزداد خطر الإصابة أيضا عندما تتم مخالطة شخص مصاب بها.
ولكن، هل يجب أن يستمر الشخص الذي تلقى اللقاح في الخضوع للاختبار للتأكد مما إذا كان مصابا بكورونا؟
البيانات تظهر أن الحمل الفايروسي ينخفض بصورة كبيرة لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالوباء بعد حصولهم على اللقاح
وإذا رغب الأشخاص الذين تلقوا اللقاح أو غيرهم في أن يلتقوا ببعضهم البعض على انفراد في حفل بإحدى الحدائق، على سبيل المثال، ينصح فاتزل الجميع بإجراء الاختبار مسبقا.
وأوضح أنه في حال اجتماع أشخاص حصلوا على اللقاح، وآخرين لم يتلقوا التطعيم معا، يزداد خطر الإصابة بينهم بالنسبة إلى كلا الطرفين.
ويؤكد خبراء وباحثون أن سلالة دلتا أكثر قابلية للعدوى ويمكن للحاصلين على التطعيم أن يتعرضوا إلى الإصابة مرة أخرى دون ظهور أعراض على الأشخاص الذين تلقوا اللقاح.
وكشفت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها في الآونة الأخيرة أن متحور دلتا ينتشر أسرع من مرض السارس وحمى إيبولا والإنفلونزا الموسمية والإنفلونزا الإسبانية، وهو سريع العدوى مثل جدري الماء.
ونقلت وسائل إعلامية عن عالم المناعة البريطاني أندرو بولارد قوله، إن “فكرة الوصول إلى مناعة القطيع في عالم به متحور دلتا أصبحت أسطورية”.
وقال أستاذ عدوى الأطفال والمناعة ومدير مجموعة أكسفورد للقاحات، إن انتشار عدوى “دلتا بشكل فعال يجعل من المستحيل على المملكة المتحدة وقف الفايروس بشكل فعال من خلال مجموعة من اللقاحات والأجسام المضادة”.
وبيّن أن “متحور دلتا يمكن أن يصيب الأشخاص الذين تم تطعيمهم”. وهذا يعني أن أي شخص لا يزال غير محصن في وقت ما سيواجه الفايروس وليس لدينا أي شيء من شأنه إيقاف هذا الانتقال، حسب تقديره.