"الحصان" قصص تجريبية تعالج قضايا الإنسان

قصص "الحصان" تكسر الجدار الفاصل بين الحقيقة والوهم.
الاثنين 2024/07/29
الواقع كالحصان يركض في فضاء مفتوح

عمان - تتسم قصص مجموعة “الحصان” للأديبة الأردنية هند أبوالشعر بالتجريب والتجديد.

وبحسب الباحث محمود فليح القضاة في دراسته التي رصدت البناء الفني في قصص المجموعة التي صدرت طبعتها الثانية عن “الآن ناشرون وموزعون” مؤخرا، فإن الكاتبة واكبت تطور فن القصة القصيرة على الصعيد النوعي، واستخدمت تقنيات جديدة في سياق القصة الحديثة، فانتقلت كتابتها من القص التقليدي البسيط إلى التجريب والبحث عن أشكال قصصية جديدة.

فمن يقرأ مجموعة “الحصان”، وفقاً للقضاة، يجد اهتمام القاصة الواضح بالقضايا الإنسانية والاجتماعية والقومية، وبالدور الذي تلعبه المرأة في المجتمع، فكان حضور المرأة كبيرا في قصص المجموعة وبدت بأكثر من صورة، حيث ظهرت بصورة الأم، والابنة، والجدة، والمحبوبة، ومن هنا يمكن القول إن هذه القصص تمثل إضافة نوعية في الكتابة القصصية في الأردن.

من جهته، يؤكد الناقد سليم النجار على ارتباط القاصة هند أبو الشعر في كتاباتها عموما بخطاب البوح والاعتراف، أو “الكتابة من الداخل”، وهي نوع من الكتابة المشغولة بهاجس الذاتية والمتصلة بسرد تفاصيل الحياة اليومية.

ويضيف النجار أن قصص “الحصان” تستند إلى تكسير الجدار الفاصل بين الحقيقة والوهم، كما كسره بريخت في مسرحه الملحمي الجدلي، حيث تسرّع الكتابة منذ البداية إلى إخبار المتلقّي أن عالم القصة المقدّم إليه ليس إلّا تخييلًا في تخييل، ومن ثم فهو عالم من الفرضيات المختلفة والمحتملة التي تجرّد الواقع متخيلًا وتخييلًا.

ويرى النجار أن قصص أبو الشعر ترفض مقولة نظرية الإيهام الواقعية، فالواقع كالحصان يركض في فضاء مفتوح، يترك للمتلقي أن يتخيل كما يشاء، أو يتصوّر أن هذا الواقع، وفي كلتا الحالتين، يبقى الحصان هو المفردة الحقيقية الجدلية في واقعها، والمتخيّل في ذهن المتلقي.

اشتملت المجموعة على العديد من القصص، من بينها: الغزال يركض باتجاه الشمس، صبيحة يوم الجمعة، خمس دقائق، الأقدام تمّر مسرعة، الموت وسط الزنابق، الموت في الفضاء الرمادي، التحديق في عينين رائقتين، لعبة الإشارات الضوئية، اللقمــة، أوراق تجمعّت في خريف ما.

يذكر أن هند أبوالشعر أصدرت سابقا في القصة القصيرة ” شقوق في كف خضره”، “المجابهة”، “عندما تصبح الذاكرة وطنا”، “الوشم”، “مارشات عسكرية”، “أضاعوني”. وفي الرواية: “العتبة”.

13