الحشد الشعبي يدفع بأنصاره إلى الشوارع للمطالبة بخروج القوات الأميركية

بغداد - دفع الحشد الشعبي، السبت، بالمئات من أنصاره إلى شوارع بغداد للمطالبة بخروج القوات الأميركية من العراق، بعد تصويت في البرلمان في هذا الاتجاه مطلع العام الجاري عقب اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس.
ويرى مراقبون أن الاحتجاجات تهدف أساسا إلى الضغط على حكومة الكاظمي رغم أن قرار إنهاء الوجود الأميركي ليس بيدها، وأيضا الضغط على واشنطن التي لا تزال تترقب الإعلان عن اسم الفائز في انتخابات الرئاسة الأميركية والتي ولم تتضح بعد نتيجتها النهائية رغم أن المؤشرات ترجح كفة المرشح الديمقراطي جو بايدن على منافسه الجمهوري دونالد ترامب.
وردد المتظاهرون الذين رفعوا أعلام الحشد الشعبي، تحالف الفصائل الموالية لإيران والتابع رسميا للحكومة العراقية، شعارات مثل "أميركا طلعي برا بغداد تبقى حرة" و"بقاؤكم في العراق هو اللعب بالنار"، فيما كانوا يقفون قرب أحد مداخل المنطقة الخضراء حيث تقع السفارة الأميركية ومقر الحكومة والبرلمان العراقيين.
وكان مجلس النواب العراقي قد تبنى قرارا بعد 48 ساعة من مقتل سليماني والمهندس يدعو الحكومة إلى وضع جدول زمني لمغادرة القوات الأميركية التي تضم 5200 جندي من العراق.
وقالت الحكومة آنذاك إنها حكومة تصريف أعمال لذلك لا تستطيع تطبيق هذا الإجراء فورا، وسلمت المهمة لحكومة مصطفى الكاظمي التي تولت السلطة في مايو وتعهدت بجدولة الوجود الأجنبي. وقد دعت إلى إمهال الأميركيين "ثلاث سنوات" لمغادرة البلاد.
وخلال الأشهر الماضية، تعرضت السفارة الأميركية في بغداد ومصالح أميركية عسكرية وغير عسكرية لاعتداءات عدة تبنتها إجمالا مجموعات غير معروفة لكن يشتبه في ارتباطها بإيران.
ومنتصف أكتوبر أعلنت الفصائل العراقية الموالية لإيران أنها وافقت على التوقف عن مهاجمة السفارة الأميركية في بغداد شرط أن تعلن واشنطن انسحاب قواتها نهاية العام الحالي.
وبالفعل خفضت الولايات المتحدة عدد جنودها في البلاد إلى نحو ثلاثة آلاف بسبب "النصر" الذي أعلن في نهاية 2017 على الجهاديين وعلى إثر انتشار وباء كوفيد - 19.
ونشرت الولايات المتحدة آلافا من جنودها في العراق في 2014 لقيادة تحالف دولي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية الذي اجتاح بعد ذلك ثلث أراضي البلاد.
ويترقب العراق صدور نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، فيما سبق أن هددت إدارة الرئيس دونالد ترامب في سبتمبر بإغلاق سفارتها في بغداد ما لم تتوقف الهجمات ضدها.