الحسابات الداخلية تطغى على طريقة تعاطي الأردن مع أزمة قطر

الأربعاء 2017/06/28
الإعلام القطري يحرج الطراونة

عمان- أكدت أوساط دبلوماسية أردنية أن عمان لا تنوي المضي قدما في اتخاذ المزيد من الإجراءات الرادعة لسياسات قطر الداعمة للإرهاب، لحسابات داخلية أكثر منها خارجية. ولطالما عرفت العلاقة بين قطر والأردن توترا مكتوما بسبب استفزازات الدوحة خاصة عبر منبر الجزيرة بيد أن عمان ترى بضرورة الحذر في التعاطي مع الأزمة الجارية.

واقتصر الأردن على تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع الدوحة، وذلك بعد أيام قليلة من اتخاذ كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر قرارا بقطع العلاقات الدبلوماسية وما رافقه من إجراءات حظر النقل الجوي والبري من وإلى قطر. وتتهم الدول المقاطعة قطر بدعم التنظيمات الإرهابية، وبالسعي لزعزعة أمن واستقرار المنطقة عبر الانفتاح على دول مثل إيران.

ووضعت الدول المقاطعة قائمة من الشروط لإعادة العلاقات مع الدوحة من ضمنها وقف دعم التنظيمات المتطرفة وحظرها. ويقول متابعون إن بعض هذه الشروط لا تلقى تأييدا من قبل النظام الأردني خاصة تلك المتعلقة بجماعة الإخوان المسلمين.

ويتعلل الأردن بحضور جماعة الإخوان في الحياة السياسية حيث لها تمثيل في مجلس النواب، وتأييد القرارات العربية بخصوص هذه النقطة بالذات سيسبب إشكالات كبيرة. ومؤخرا صرح رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة بأن بلاده ستبقي على الحد الأدنى في إجراءاتها تجاه قطر، وبأنه لا نية لوضع جماعة الإخوان أو حركة حماس في القائمة السوداء أسوة ببعض الدول العربية.

وأصدر الطروانة الثلاثاء بيانا توضيحيا أكد من خلاله أن ما صرح به لا يعدو كونه مجرد تحليل وليس موقفا رسميا. وينتهج النظام الأردني سياسة مختلفة في التعاطي مع الإخوان، تقوم على احتوائهم وتحجيم نفوذهم دون الدخول في مواجهة مباشرة معهم، أو رغبة في إنهاء حضورهم.

وسبق وأن أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني هذا النهج خلال لقائه بالرئيس دونالد ترامب في واشنطن قبل أشهر، حيث طلب منه الأخير تقديم وجهة نظره بشأن إدراج الجماعة ضمن القائمة السوداء، وهذا ما أثار فتورا في العلاقة مع مصر، التي كانت تنتظر موقفا أردنيا مغايرا، وهي التي اكتوت ولا تزال بأعمال الجماعة التي تصنفها “إرهابية”.

ويرى خبراء أن الموقف الأردني مفهوم لجهة أن جماعة الإخوان ومنذ تشكلها في الأردن كانت متماهية مع النظام، قبل أن تتبنى خطا متمايزا مع انطلاق ما عرف بـ”الربيع العربي” في العام 2011 حيث اعتبرت أن الفرصة قد حانت للتمرد والمطالبة بالمزيد من الامتيازات، لتعود بعد ذلك مجددا وتغازل النظام بعد إداركها أن لا مجال لتحقيق طموحاتها.

ويقول مراقبون إن موقف الأردن قد يجلب له انتقادات عربية وخليجية هو في غنى عنها، كما أن التمسك باستراتيجيته تجاه الإخوان ليس مضمونا، فسبق وأن أبدوا نزوعا نحو المواجهة، لولا أن الظروف لم تجر في صالحهم.

2