الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا يتصدر الانتخابات

بريتوريا - تصدّر المؤتمر الوطني الأفريقي الذي يتولى منذ 1994 الحكم في جنوب أفريقيا، نتائج الانتخابات التشريعية، كما تفيد النتائج الأولية الجزئية التي وزعتها اللجنة الانتخابية المستقلة حول ربع الدوائر في البلاد.

وتفيد هذه الأرقام أن المؤتمر الوطني الأفريقي، الحزب التاريخي لنلسون مانديلا الذي يحوز الأكثرية المطلقة في الجمعية الوطنية المنتهية ولايتها، حصل على 54.65 بالمئة من الأصوات.

وحل التحالف الديمقراطي أبرز أحزاب المعارضة، في المرتبة الثانية بحصوله على 26.49 بالمئة من الأصوات، متقدما بفارق كبير على القوة السياسية الثالثة في البلاد، حزب مقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية، الذي حصل على 8.7 بالمئة. وأكد التحالف الديمقراطي، أنه سيتقدم بشكاوى ضد لجنة الانتخابات، زاعما وجود ثغرات سمحت لبعض الناخبين بالإدلاء بأصواتهم أكثر من مرة.

وقال زعماء الحزب المعارض، إن العديد من الناخبين صوّتوا أكثر من مرة، مؤكدين أن الحبر الذي استخدم لتلوين أصابع الناخبين كان سهل الإزالة عند غسله فيما أكدت لجنة الانتخابات المستقلة وجود إجراءات أمان أخرى من أجل حماية عملية التصويت مثل الاحتفاظ بصورة عن هوية الناخب.

وتراجعت شعبية المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي فاز في كل الانتخابات إثر سقوط نظام التمييز العنصري وإحلال الديمقراطية في 1994 إبان حكم جاكوب زوما (2009-2018) الذي شهد العديد من الفضائح. لكن خلفه سيريل رامابوزا الرئيس الحالي للدولة، حدّد لنفسه مهمة تقضي ببث ديناميكية جديدة في الحزب، واعدا بالتصدي للفساد والبطالة والتفاوت الاجتماعي.

وصوّت المواطنون في جنوب أفريقيا الأربعاء، لاختيار برلمان جديد وتسعة مجالس إقليمية وعبروا عن إحباطهم من الفساد المستشري وارتفاع معدل البطالة والتمييز العرقي الذي لا يزال مستمرا بعد 25 عاما من صعود حزب التحرير السابق بقيادة نلسون مانديلا إلى السلطة في أول انتخابات متعددة الأعراق في عام 1994.

 وقال داوي شولتز محلل الموقع المتخصص في شؤون الانتخابات إن نصيب الحزب الحاكم من الأصوات انخفض بسبب ضعف الإقبال على المشاركة وتراجع الدعم بين الناخبين من الأغلبية السوداء.

وأضاف “انخفاض الدعم من الناخبين السود مشكلة كبيرة لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، في 2014 حصل الحزب على 80 بالمئة من أصوات الناخبين السود لكن يبدو أنه هذا العام سيحصل على 75 بالمئة في النهاية”.

وتعهدت جميع الأحزاب السياسية تقريبا خلال حملاتها الانتخابية، بإنهاء الفساد والحد من الجريمة والبطالة، وهي أمور تمثل تحديات رئيسية في أكبر الاقتصادات الصناعية في أفريقيا.