الحريري يعود لبيروت بلا مواقف سياسية إلا ذكرى اغتيال والده

بيروت - وصل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، إلى بيروت مساء الأحد، بعد عام عن اعتكافه السياسي، للمشاركة في الذكرى الثامنة عشر لاغتيال والده، رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، الثلاثاء، وسط توقعات بلقاء العديد من السياسيين دون إطلاق أي مواقف خلال زيارة يرجّح أن تتواصل ثلاثة أيام.
وفور وصوله إلى العاصمة اللبنانية، توجه الحريري إلى ضريح والده في وسط بيروت، حيث قرأ الفاتحة على روحه وأرواح الذين قتلوا معه يوم اغتياله في 14 فبراير 2005.
وشهدت بعض المناطق اللبنانية المحسوبة سياسيا على "تيار المستقبل"، ولا سيما الطريق الجديدة في بيروت، إطلاقا للمفرقعات النارية، وسط هتافات حزبية ومواكب دراجات نارية، احتفالا بعودة الحريري إلى لبنان.
وسبق وصوله تحضيرات قامت بها النائبة السابقة بهية الحريري لتنسيق المشاركة في الذكرى حيث قالت أمام الوفود "كلما مضى الوقت كلما رأينا كم الخسارة كبيرة باغتياله لأن من قتل رفيق الحريري أراد قتل البلد ودوره ووظيفته، لكن رفيق الحريري باق في وجدان الناس ولا أحد يستطيع انتزاعه من قلوبهم".
ورأت "أن تعليق الرئيس سعد الحريري العمل السياسي لم يكن تعليقاً للعمل بالشأن العام وهو لم ولا ولن يترك الناس".
ووفق وسائل إعلام محلية فإن "تيار المستقبل" سينظم وقفة وفاء لرفيق الحريري على ضريحه في وسط بيروت الثلاثاء عند الواحدة ظهرا أي في التوقيت الذي اغتيل فيه.
وذكرت أن الوقفة ستكون صامتة ولن يتخللها إطلاق أي مواقف سياسية حتى أن الحريري سيكون ملتزما بالصمت.
ويراد للصورة على الضريح أن تكون رسالة واضحة بأن الحريري هو الذي يمثل البيئة السنية ولا يزال زعيم السنّة، وهذا جزء من الشعارات التي سيرفعها المناصرون، وبعد الوقفة على الضريح يمكن أن يواكب عدد من الجموع الحريري إلى بيت الوسط.
ومن المتوقع أن يعقد الحريري لقاءات مع رجال دين لا سيما المفتين الذين تم انتخابهم مؤخرا وهو قد وجه لهم دعوات على الغداء، كما أنه سيلتقي عددا من رجال الدين المسيحيين والمطارنة.
كما أن عددا من النواب الحاليين والسابقين ولا سيما النواب السنّة طلبوا مواعيد من الحريري للقائه، وهو سيعقد لقاءات معهم لكن مع التشديد على عدم إطلاق أي مواقف سياسية منسوبة إليه، أو إطلاق مواقف من على منبر بيت الوسط، في التزام حازم من الحريري بقرار اعتكافه السياسي.
وكما في بيروت كذلك في الولايات المتحدة حيث يستعد بهاء الحريري لإحياء ذكرى والده في مركز رفيق الحريري في واشنطن.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة الذي يسود خلاف بينه وبين سعد الحريري سينظم لقاء سياسيا في ذكرى الاغتيال في فندق الموفمبيك بمشاركة أمين عام الجامعة العربية السابق عمرو موسى.
وفي 24 يناير 2022، علّق الحريري عمله في الحياة السياسية، داعياً "تيار المستقبل" إلى القيام بالخطوة نفسها، وعدم الترشح للانتخابات النيابية التي أجريت في 15 مايو الماضي، وعدم التقدم بأي ترشيحات من التيار أو باسمه.
وربط الحريري خطوته باقتناعه بأن لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني، والتخبّط الدولي، والانقسام الوطني، واستعار الطائفية، واهتراء الدولة، مؤكداً أن "قرارنا هو تعليق أي دور أو مسؤولية مباشرة في السلطة والنيابة بمعناها التقليدي، وسنبقى من موقعنا كمواطنين متمسّكين بمشروع رفيق الحريري لمنع الحرب الأهلية والعمل من أجل حياة أفضل لجميع اللبنانيين".
وقوبِل قرار الحريري باستقالات عدة من "التيار"، شملت أبرز القياديين فيه، ممن اختاروا خوض المعركة النيابية بأسمائهم، ومن خارج العباءة الحزبية، وذلك لمواجهة حزب الله" وحلفائه، ومنع توسع نفوذه برلمانيا وفي مراكز الدولة، لكن العدد الأكبر منهم عجز عن الفوز والوصول إلى سدة البرلمان.
والتزم عدد كبير من مناصري الحريري قرار مقاطعة الانتخابات النيابية وعدم المشاركة في عملية الاقتراع، في وقت كان لشقيقه الأكبر بهاء الحريري حركة واسعة انتخابيا، محاولا تسويق نفسه تحت عنوان مواصلة مسيرة والده، ومناهضة حزب الله، وخوض معركة استرداد الوطن، بيد أنه عجز عن ذلك، وخسرت اللوائح الانتخابية التي دعمها، كما مرشحوه.
وغادر الحريري لبنان بعيد اعتزاله السياسة، واتجه صوب مجال الأعمال في الخارج، والتزم طوال السنة الصمت السياسي، وبقي خارج المشهد، الذي شكل أبرزَ خرق فيه لقاؤه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المجمع الرئاسي بأنقرة، يوم 28 أكتوبر 2022، الذي وُضعِ في خانة مجال الأعمال والاستثمار، لا السياسي، وسط تأكيد الحريري أنه لا يزال على قراره.
واغتيل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005، في انفجار ضخم وقع قرب فندق السان جورج في وسط بيروت، أدى إلى مقتل 21 شخصاً آخر وإصابة 226 شخصاً، وأدانت المحكمة الخاصة بلبنان، ذات الطابع الدولي، حسن حبيب مرعي، وحسين حسن عنيسي، وسليم جميل عياش، (عناصر في حزب الله)، غيابيا، لدورهم في الاعتداء، وفرضت عليهم خمس عقوبات سجن مؤبد.