الحريري: خطة الإنقاذ الاقتصادي في لبنان عملية انتحارية

رئيس الوزراء اللبناني الأسبق ينتقد مقاربة حكومة دياب لمعالجة الأزمة المالية والاقتصادية الحادة في البلاد.
السبت 2020/04/11
الحريري: خطة الانقاذ مبنية على مصادرة أموال اللبنانيين

بيروت - انتقد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري الحكومة بسبب مسودة برنامج لمعالجة أزمة مالية طاحنة مؤكدا أنها تتجه على ما يبدو إلى "خطة انتحار اقتصادي".

وتشمل المسودة التي ظهرت هذا الأسبوع اقتراحا "بمساهمة استثنائية عابرة من كبار المودعين" في إطار إجراءات للتعامل مع خسائر فادحة في النظام المالي، وذلك ضمن إجراءات أخرى صعبة.

وقال الحريري في تغريدة على تويتر "منذ تشكيل هذه الحكومة وهي تعد اللبنانيين والعالم بخطة إنقاذ اقتصادي... لكن يبدو أنها تتجه إلى خطة انتحار اقتصادي، مبنية على مصادرة أموال اللبنانيين المودعة في المصارف".

وتسلط الانتقادات الضوء على الصعوبات التي تواجهها حكومة رئيس الوزراء حسان دياب التي تشكلت بدعم من جماعة حزب الله  التي تساندها إيران، وحليفتها الشيعية حركة أمل والتيار الوطني الحر المسيحي بزعامة الرئيس ميشال عون وهي تسعى لمعالجة تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في لبنان.

ويعارض رئيس البرلمان نبيه بري، زعيم حركة أمل، أيضا وبقوة أي خصم من الودائع المصرفية واصفا إياها بأنها مقدسة.

ويخشى الثنائي الشيعي اللبناني حزب الله وحركة أمل من نضوب الروافد المالية التي تؤمن استمراريته وسيطرته على مقاليد السلطة في لبنان، في ظل تدهور متسارع للوضع المالي للبلاد والذي يكاد يخرج عن السيطرة.

من جهته اعتبر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أن الحكومة تستهدف "مصادرة أموال الناس".

وقال سمير جعجع زعيم حزب القوات اللبنانية المسيحي إن المساس بالودائع غير مقبول بالمرة.

وتتوقع مسودة البرنامج الحكومي خسائر قدرها 83.2 مليار دولار في القطاع المصرفي نتيجة انخفاض قيمة الأصول التي في حيازة المصرف المركزي وانخفاض قيمة محفظة القروض المصرفية وإعادة هيكلة الدين الحكومي.

وتقول أيضا إن إعادة هيكلة على مراحل لميزانيات البنوك التجارية العمومية ستتضمن عملية إنقاذ كاملة من المساهمين الحاليين تتمثل في شطب رؤوس أموال بقيمة 20.8 مليار دولار، في حين تجري تغطية الباقي البالغ 62.4 مليار دولار من خلال "مساهمة استثنائية عابرة من كبار المودعين".

وتقول كذلك إن صندوقا خاصا سيعوض خسائر المودعين من المبالغ القادمة من برنامج سيرصد ويستعيد أصولا مكتسبة بشكل غير مشروع.

ويواجه لبنان أزمة مالية متفاقمة، دفعت رئيس الجمهورية ميشال عون إلى قرع جرس الخطر خلال لقاء جمعه مع ممثلي المجموعة الدولية الداعمة. وعكست تصريحات عون خلال اللقاء حالة فزع وبدا وكأنه يستجدي الدعم من خلال قوله “نرحب بأية مساعدة من الأصدقاء”.

ويرى خبراء أن الوضع في لبنان بات خطير جدا، في ظل غياب أي إمكانية لأن تقدم المجموعة الدولية أي دعم مالي لعدة اعتبارات، جزء منها يتعلق بعدم قيام الحكومة الحالية بوضع أي خطة إصلاحية (أحد الشروط المسبقة للحصول على دعم)، فضلا عن وجود خلفيات سياسية في علاقة بسيطرة حزب الله، المصنف تنظيما إرهابيا لدى الولايات المتحدة وعدد من الدول، على السلطة في البلاد.