الحركة النسائية المغربية تستعد للرد على موقف بنكيران من مدونة الأسرة

الرباط - اجتمعت عدد من فعاليات الحركة النسائية المغربية وجمعيات مهتمة بحقوق الطفل، منتصف الأسبوع الجاري، للرد على تصريحات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران المؤيدة لزواج القاصرات ومعارضته لمطالب تجريم هذا النوع من الزيجات المنافية للمرجعية الدينية والدستورية للبلاد
ونقل موقع "مدار 21" المغربي المحلي عن مصادر قولها من المرتقب أن تصدر هذه الفعاليات بيانا مشتركا، كما قررت تنظيم عدد من الندوات واللقاءات للرد على هذه التصريحات، "وذلك للدفاع عن مطالب الحركة النسائية المغربية، خاصة أن نقاش مدونة الأسرة يتطلب ذلك، وحتى فكرة الخروج في مسيرات للتعبير عن رفضنا لمثل هذه الخرجات والمزايدات وارد".
وسبق لمنظمة "ماتقيش ولدي" (لا تلمس ابني)، والتي تعتبر واحدة من بين أشهر الجمعيات المدافعة عن حقوق الطفل في المغرب، أن دخلت على خط جدل تصريحات بنكيران، معلنة عن استنكارها لتصريحات رئيس الحكومة الأسبق.
وأضافت المنظمة في بيان لها أنها "تستنكر بشكل تام هذا التوجه الغير الصائب لعبدالاله بكيران نظرا للمآسي التي يخلفها هذا الزواج، بحكم أننا نتحدث عن قاصرين وقاصرات في مرحلة النمو النفسي وطور إنماء شخصيتهم، بخلاف ما كان عليه أقران سنهم في المراحل التاريخية خلال القرون الأولى".
واعتبرت أن "الشريعة الاسلامية بثوابتها صالحة لكل زمان ومكان، وتساير المستجدات الخاصة بكل عصر زمني استنادا على آليات منها الاجتهاد والقياس وآليات اخرى تساعد على ذلك"، وأن "تزويج القاصر في هذا الزمن هو حكم بالإعدام على شخصيته ومستقبله، والكل يعي تماما ما يعنيه ان تكون قاصرا في هذا العصر".
وتابعت المنظمة "وللأمين العام أن ينظر الى ضحايا هذا الزواج خاصة في القرى وما خلفه من مآسي انسانية يتحمل المجتمع كله تكلفتها، ان قلنا ان القاصر وحده من يعاني من سلبيات هذا الزواج".
وأكدت المنظمة أنها تعتبر "دائما وابدا تزويج القاصر جريمة في حقه وهو اعتداء جنسي تحت غطاء القانون، وجب تجريمه ووقفه، وتدعو الجميع الى تفادي الاستغلال السياسي لقضايا الطفولة، بل يجب توحيد الصفوف وفتح نقاش وطني بين جميع الفعاليات المدنية والحقوقية والسياسية والاكاديمية والدينية مع احترام توجهات كل طرف، والاتحاد من اجل حماية الطفولة المغربية، لأنها مستقبل تنمية المملكة و ازدهارها".
والأحد الفارط، وخلال مهرجان وطني حول إصلاح مدونة الأسرة، نظمه حزب العدالة والتنمية بالدار البيضاء، اعتبر بنكيران، أن مطالب عدد من الهيئات بخصوص تعديل مدونة الأسرة، والمتعارضة مع المرجعية الدستورية والدينية للبلاد، مليئة بالتناقضات الكبيرة والصارخة.
وقال بنكيران إن الذين ينادون بتجريم تزويج الطفلات، لا يريدون من القاضي أن يكون هو الحكم في مثل هذه القضايا التي هي قليلة أصلا، بل يطالبون بالتجريم التام بدعوى حماية حقوق الطفلات وضمان تمدرسهن، في وقت لا يكترثون فيه للآلاف من الفتيات لا يستكملن دراستهن.
وأضاف، كما يطالبون بتشريع العلاقات الرضائية، أي أنهم يقبلون هذه العلاقات خارج إطار الزواج ويرفضونها في إطار الزواج، فضلا أنهم يدعمون الإجهاض، وهو جريمة قتل في حق إنسان لا ذنب له ولا جريرة.
وأما العنف ضد النساء، فنبه الأمين العام إلى أنه لا ينتشر لدينا بنفس المستوى الذي يعانيه الغرب، مبرزا أنه في فرنسا على سبيل المثال، تُقتل 140 في كل سنة على يد زوجها أو رفيقها أو خليلها، مشددا أن سبب هذا هو القطع مع معاني الصبر والعفاف والأخلاق في الروابط الأسرية والعائلية.