"الحرف البحرينية" كتاب يسرد بالكلمات والصور تاريخ الفنون الحرفية

المنامة- أطلقت دار النشر أسولين (Assouline) ومقرها في نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، بالتعاون مع هيئة البحرين للثقافة والآثار، يوم الثلاثاء، كتاب الحرف البحرينية (Bahrain Crafts).
ويأتي إصدار الكتاب تأكيدا على أهمية الحفاظ على الإرث الثقافي البحريني، كما يهدف إلى إلقاء الضوء على جهود إحياء الحرف التقليدية في مملكة البحرين، في بيئة تجمع ما بين الحرف والفن والتصميم، مما يسهم في توفير فرص الإبداع والتنمية.
ويسرد الكتاب حكاية الحرف التقليدية البحرينية في أربعة فصول رئيسية، هي: الحرف المرتبطة بالبحر، الحرف التي تمارس على البر، حرف الزينة، وحرف المناسبات والاحتفالات.
ومن أبرز الحرف البحرية يتطرق الكتاب إلى حرفة صناعة السفن التي لها تاريخ عريق في البحرين، إذ تعتبر صناعة أصيلة ومتغلغلة في الهوية البحرينية، وقد طور الحرفيون البحرينيون على مر القرون العديد من أنواع السفن حسب وظيفة كل منها، بدءا من صيد السمك إلى الغوص وصيد اللآلئ ونقل الأمتعة والأفراد.
أما حرف البر فلعل أبرزها فن النسيج، وهو فن أصيل في البحرين توارثته الأجيال أبا عن جد، ولايزال يمارس في مناطق عدة مثل بني جمرة والجسرة وغيرها، إضافة إلى صناعة الفخار والحرف اليدوية المرتبطة بالنخلة هي خير دليل على استغلال الحرفي البحريني لخامات البيئة المحلية وتطويعها لصناعة الأدوات التي يحتاج إليها في استخداماته اليومية لتسيير أموره الحياتية والمعيشية.
ويحتوي الكتاب على مجموعة من الصور التاريخية، والصور التي تم التقاطها حديثا، لصنع سرد مميز يروي قصة الحرف بين الماضي والحاضر.
وحول أهمية الكتاب، أكد الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار أن إصدار كتاب “الحرف البحرينية” يؤكد الاهتمام المتزايد بالحفاظ على إرثنا الثقافي والحرف التقليدية التي تشكل جزء أساسيا من هويتنا الوطنية وتراثنا الثقافي غير المادي، قائلا “يمكننا أن نعثر على ملامح الجمال في جميع الحرف اليدوية، حيث إنها شواهد على ثقافة وتاريخ الشعوب، كما نعيشها اليوم”.
وأضاف “من خلال تعاون الهيئة في نشر الكتاب، فإنها تسعى إلى إبراز الجمال الكامن في كل حرفة، ونقل قصص الحرفيين الذين أسهموا في الحفاظ على هذه التقاليد الحية”، مشيرا إلى أن التعاون مع دار أسولين يعزز من هذه الجهود لإيصال رسالة الثقافة البحرينية إلى العالم.
وتوجه رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار بالشكر إلى جميع من ساهم في هذا العمل القيم، وخص بالذكر دار أسولين، كما أشاد بجهود القائمين على مضمون الكتاب من نصوص وصور.
والكتاب عبارة عن ثمرة العمل المشترك بين المؤلفة الشيخة مريم بنت هشام آل خليفة، الباحثة في المجال الثقافي والمتخصصة في الأزياء والأقمشة التقليدية، مع خبرة تمتد عشر سنوات في دراسة وجمع المنتجات التقليدية، والمصور الفرنسي هارالد غوتشالك، صاحب الخبرة الطويلة في مجال التصوير الفوتوغرافي، والذي لديه مشاركات في أكثر من 60 معرضا فرديا وجماعيا خلال مسيرته.
ويؤكد الكتاب على أهمية الحرف في البحرين في اتحاد بين الكلمة التوثيقية والصور لتشكل رحلة للقارئ بين مختلف فنون البحرين العريقة وحكاياتها وتواريخها وأنماطها وجمالياتها.
وتعد الصناعات الحرفية من أهم الأشياء التي تميز التاريخ والثقافة البحرينية. فقد أكد مركز البحرين للتميز أن للصناعات الحرفية دور في إبراز الثقافة البحرينية. وقد اشتهرت الفنون الحرفية بانتشارها بين قرى البحرين. واعتمد مركز الجسرة للحرفيين أحد أهم المراكز التي تظهر المهن الحرفية في البحرين والتي هي: صناعة الفخار تصنع منها الأواني والجرات وتشتهر في قرية عالي، النسيج تشتهر في قرية بني جمرة، صناعة السلال وأشياء أخرى من الخوص، وصناعة نماذج للسفن القديمة. واشتهرت أيضا البحرين برسم الحناء والتفنن به.
ويذكر أن دار أسولين تأسست عام 1994 في فرنسا، ومقرها حاليا مدينة نيويورك، وتهدف إلى إنشاء نمط جديد ومعاصر في إعداد الكتب الثقافية، وذلك عبر توظيف العناصر البصرية الجذابة، والسرديات الغنية، وقامت الدار بنشر حوالي 1,700 إصدار منذ إنشائها، إضافة لعمل العديد من الإصدارات الخاصة.
ويتوفر الكتاب، الذي صدر باللغة الإنجليزية حاليا، في متجري الهدايا بمتحف البحرين الوطني، ومتحف موقع قلعة البحرين، ومتجري صنع في البحرين بمركز الجسرة للحرف وباب البحرين، إضافة للموقع الرسمي لدار أسولين ومتاجرها حول العالم.