الحرس الثوري في القائمة السوداء: إيران تحذر وأوروبا ليست حاسمة

طهران - حذّر الحرس الثوري الإيراني السبت الاتحاد الأوروبي من ارتكاب “خطأ” إدراجه على القائمة السوداء للمنظمات “الإرهابية”، وذلك بعد دعوة البرلمان الأوروبي إلى فرض عقوبات عليه.
وقال قائد الحرس اللواء حسين سلامي إن على الأوروبيين “تحمّل العواقب في حال أخطأوا”، وذلك في تصريحات أوردها موقع “سباه نيوز” التابع للحرس هي الأولى له منذ قرار البرلمان الأوروبي.
وأضاف “أوروبا لم تتعلم من أخطائها الماضية وتعتقد أنها بهذه البيانات يمكنها أن تهز هذا الجيش العظيم المليء بقوة الإيمان والثقة والقدرة والإرادة”، مشددا على أن الحرس “لا يقلق على الإطلاق من تهديدات كهذه (…) لأنه كلما أعطانا أعداؤنا فرصة للتحرك، نتحرك بشكل أقوى”.
وأتى قرار البرلمان الأوروبي في فترة من التوتر المتزايد بين طهران وبروكسل على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها إيران، واتهام الغربيين للجمهورية الإسلامية بتزويد روسيا بطائرات مسيّرة استخدمتها ضد أوكرانيا.
الاجتماع المقبل لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يبحث فرض حزمة رابعة من العقوبات على إيران بسبب "قمع" الاحتجاجات
وطلب البرلمان الخميس من الاتحاد الأوروبي إدراج الحرس الثوري على القائمة السوداء لـ”المنظمات الإرهابية”، بما يشمل فيلق القدس الموكلة إليه العمليات الخارجية، وقوات التعبئة (الباسيج).
ودعا النصّ الذي أقره النواب الأوروبيون إلى حظر “أي نشاط اقتصادي أو مالي” مع الحرس الثوري من خلال شركات أو مؤسسات قد تكون مرتبطة به.
ويبحث الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية في الثالث والعشرين يناير فرض حزمة رابعة من العقوبات على إيران على خلفية “قمع” الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق، ودعم إيران لروسيا في مجال المعدات العسكرية.
وأتت تصريحات سلامي خلال استقباله السبت رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف الذي أمضى مسيرة في الحرس الثوري تولى خلالها مناصب أبرزها قيادة القوة الجوية.
ورأى قاليباف أن “الأعداء ليست لديهم معرفة دقيقة عن الشعب والحرس الثوري، فهم يظنون أن الحرس الثوري هو قوة عسكرية بحتة”، مشددا على أن “الحرس والباسيج جزء من الشعب الايراني”.
وشدد على أنه “إذا أراد البرلمان الأوروبي إغلاق نافذة العقلانية والسير في اتجاه الدفاع عن الإرهاب وإلحاق الضرر بالحرس الثوري الإسلامي، فإن مجلس الشورى الإسلامي مستعد للتعامل بحزم مع أي من إجراءاته”.
وسبق للولايات المتحدة أن أدرجت الحرس الثوري على قائمة المنظمات “الإرهابية” عام 2019. وأوروبيا، يعود هذا الإجراء المعقّد قانونيا إلى المجلس الأوروبي المخول الوحيد بتطبيق العقوبات.
ويُعتبر موضوع رفع “الحرس الثوري” الإيراني من قائمة الإرهاب الأميركية أهم قضية عالقة أمام مفاوضات فيينا للتوصل إلى اتفاق.
وظلت طهران تكرّر أنّ ذلك من خطوطها الحمراء، ولن تتنازل عنه. وفي الجانب الآخر، ظلت الولايات المتحدة ترفض التجاوب مع هذا الطلب الإيراني، مؤكدة أنها ستبقي العقوبات على الحرس الثوري ومؤسساته.
وفي مايو الماضي صوّت أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية 62 صوتا مقابل معارضة 33، لصالح اقتراح يسعى لمنع إدارة الرئيس جو بايدن من رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية، وهي عقبة في طريق إحياء الاتفاق النووي.
وعندما صنفت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية عام 2019، كانت هذه أول مرة تضع فيها واشنطن جزءا من جيش دولة أخرى في القائمة السوداء، وكان يُنظر إلى هذا التحرك من قبل البعض باعتباره أقراصا سامة تجعل من الصعب إحياء الاتفاق النووي الذي تخلى عنه الرئيس السابق ترامب عام 2018.
وتأسس الحرس الثوري بعيد انتصار الثورة بقيادة روح الله الخميني عام 1979، وهو تحت إمرة المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي.
ويعد الحرس الثوري من القوات المسلحة الإيرانية، لكنه يتمتع بقوات ذاتية متخصصة برية وبحرية وجو - فضائية.
وأدى الحرس الذي يقدّر عدد أفراده بأكثر من 125 ألف شخص، دورا أساسيا في تطوير القدرات العسكرية الإيرانية، خصوصا الصواريخ والطائرات المسيّرة.
أما قواته البحرية المقدّرة بنحو عشرين ألف عنصر، فتؤدي مهاما في النطاق الحيوي للجمهورية الإسلامية كالخليج ومضيق هرمز وأبعد منهما.