الحرب التجارية الصينية الأميركية ترمي بمبيعات آيفون إلى القاع

نيويورك (الولايات المتحدة) – خفضت شركة آبل الأميركية توقعات إيراداتها للمرة الأولى منذ حوالي عقدين، في خطوة غير معتادة، مرجعة ذلك إلى تراجع الطلب في الصين.
وانحسار أرباح آبل جاء بسبب تباطؤ مبيعات جهاز آيفون في الصين التي يرزح اقتصادها تحت وطأة الضبابية المحيطة بالعلاقات التجارية مع الولايات المتحدة بسبب الحرب التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب عليها قبل أشهر.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء الاقتصادية عن الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك القول إن “مبيعات الشركة ستسجل 84 مليار دولار في الربع الذي انتهى في ديسمبر الماضي، بينما كانت التقديرات السابقة تشير إلى أنها ستتراوح بين 89 و93 مليار دولار”.
وكانت الشركة حققت مبيعات 88.3 مليار دولار بمقارنة سنوية، ومن ثم فإن التوقعات الجديدة تعني أن مبيعات الشركة شهدت تباطؤا لأول مرة في الربع الذي يشهد موسم العطلات، منذ تولي كوك لمنصبه في 2011.
وهذا الإعلان، الذي تم من خلال خطاب وجهه كوك إلى المستثمرين، يأتي بعد أسابيع من المؤشرات الصادرة من آبل ومورديها بأن الشركة تكافح من أجل بيع إصدارات هواتف آيفون التي كشفت عنها في سبتمبر الماضي.
وكتب كوك في الخطاب “رغم أننا كنا نتوقع بعض التحديات في الأسواق الناشئة الرئيسية، فإننا لم نتوقع حجم التباطؤ الاقتصادي، وخاصة في الصين”.
وأضاف أن “الجزء الأساسي من خفض التقديرات يتعلق بهواتف آيفون وأجهزة الكمبيوتر ماك والأجهزة اللوحية آيباد”.
وتسببت الخطوة التي نالت من أسهم شركة آبل في تسليط الضوء بشكل متزايد على محاولات بكين إنعاش النمو الاقتصادي، وقد أثار خفض التوقعات قلق الموردين الآسيويين وأدى إلى موجة بيع في الأسواق العالمية عموما.
ويبرز تقلص الإيرادات في ربع السنة المنتهي كيف أن التباطؤ الاقتصادي في الصين كان أكثر حدة من توقعات الكثيرين، مما فاجأ الشركات والقادة في بكين وأجبر البعض على تعديل خططهم في السوق.
ودفع أول تحذير بشأن الإيرادات من آبل الأسهم الأوروبية إلى الانخفاض مع تلقي قطاع التكنولوجيا ضربات عنيفة على نحو خاص، إذ هبطت أسهم صناع الرقائق الموردين للشركة المنتجة للهاتف آيفون هبوطا حادا.
ونزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنحو 0.7 بالمئة مع انضمام أوروبا إلى موجة البيع التي شهدتها الأسواق الآسيوية وذاك في ظل تفاقم المخاوف من تباطؤ النمو العالمي بعد إعلان آبل.
كما انخفض سهم الشركة الأميركية العملاقة المدرج في بورصة فرانكفورت بنحو 8.9 بالمئة بعد أن خفض عملاق التكنولوجيا توقعات إيراداته.
وتعرض صناع الرقائق الموردون لشركة آبل لبعض أسوأ الخسائر. وفقد سهم أي.أم.أس، التي تزود أحدث هواتف آيفون بحساسات التعرف على الوجه، 19.4 بالمئة متذيلا الأداء على المؤشر ستوكس.
وهوى سهم ديالوغ لأشباه الموصلات بنحو 7.8 بالمئة، في الوقت الذي تراجعت فيه أسهم شركات إنفنيون وأي.أس.أم.أل وأي.أس.أم إنترناشونال ولوجيتك وأس.تي ميكرو-إلكترونيكس ما بين 3.4 و5.9 بالمئة.
وتختزل أزمة شركات التكنولوجيا التي تكبدت خسائر هائلة طيلة الأسابيع الماضية حجم التحديات البنيوية العميقة التي لا تقتصر عليها بل تمتد إلى جميع الأسواق المالية.
والخسائر التي سجلتها بورصة وول ستريت أمس تعد مؤشرا على أن الصعوبات التي واجهتها الأسواق المالية نهاية 2018 ستتواصل.
وقال نيل ويلسون كبير محللي الأسواق المالية في ماركتس.كوم “لفترة كان هناك عرف في الأسواق أنه ما دامت آبل في وضع جيد فإن الجميع سيكونون في وضع جيد. بالتالي فإن الإنذار الذي وجهته آبل في شأن أرباحها يعتبر إنذارا لمراقبي الأسواق”.