الحرب الإعلامية الجزائرية ضد المغرب تتبنى الهجمات السيبرانية

شباب مغاربة يردون بقرصنة مؤسسة البريد الجزائرية ونشر بياناتها.
الاثنين 2025/04/14
معارك خاسرة

اعترف الإعلام الجزائري بالقرصنة الإلكترونية التي قامت بها جهات محلية وعبر عن فخره بها، في ممارسة خطيرة لا تبتعد عن الانتهاكات السابقة ببث الأخبار الكاذبة ضد المغرب، بينما يحذر خبراء في الأمن الرقمي من تصاعد وتيرة القرصنة، وهو ما قد يتطور إلى حرب سيبرانية شاملة.

الجزائر - انتقلت وسائل إعلام جزائرية في استهداف المغرب من إستراتيجية نشر الشائعات والأخبار الكاذبة، إلى التفاخر والإشادة بالهجمات الإلكترونية التي قام بها قراصنة ضد مؤسسات رسمية مغربية في انتهاك خطير للمعايير المهنية والتزامات الدول في مجال الأمن السيبراني.

وظهر إعلاميون في إحدى القنوات المقربة من السلطات الجزائرية وهم يشيدون بما وصفوه بـ”الإنجاز”، والمتمثل في عملية قرصنة استهدفت موقعا مغربيا. والاحتفاء بما قام به مجموعة من الهاكرز في مشهد يتنافى مع القيم المهنية والأخلاقية للإعلام، ويشكل انتهاكا صارخا للقوانين الدولية التي تجرم الهجمات السيبرانية وعمليات الاختراق الإلكتروني.

كما شجعت حسابات وسائل إعلام جزائرية على مواقع التواصل الاجتماعي على هذه الجريمة الإلكترونية. واستنكر ناشطون هذه الممارسات، وجاء في تعليق:

Tanja7com@

وقال البعض أن القرصنة محاولة للفت الانتباه والانشغال عن الضجة السياسية الواسعة التي تسببت بها الحكومة الجزائرية بعد إسقاطها لطائرة مسيرة لمالي وما لحقتها من توترات متصاعدة مع دول الساحل الافريقي، وقال أحدهم:

RaymondSadik@

واعتبر ناشطون أن العملية عدائية منظمة تستوجب الرد:

twit_sine@

وأثارت حادثة قرصنة وتسريب وثائق من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في المغرب جدلا واسعا في البلاد، حيث لا يزال المغاربة يناقشون حجم الأجور الضخمة في القطاع الخاص، وخاصة في بعض الشركات التي تتلقى دعما ماليا من الدولة.

وفتحت السلطات المغربية تحقيقا في الموضوع، وأصدرت وزارة الدفاع توجيهات لتعزيز الأمن الرقمي، بينما اتهمت الحكومة جهات معادية بالوقوف وراء هذا الهجوم الإجرامي، خاصة بعد أن تبنى قراصنة جزائريون الهجوم.

وفي المقابل، رد شباب مغاربة بقرصنة مؤسسة البريد الجزائرية ونشر بياناتها. وسبق أن حدث أمر مشابه بين الجزائر ومالي، حيث قام قراصنة جزائريون باختراق مؤسسات حساسة مثل الجيش والمطارات، ليرد عليهم قراصنة ماليون بدعم من الأتراك، باختراق وزارة الداخلية والقرض الشعبي الجزائري، وتسريب 40 مليون ملف، وسط جدال واسع على الشبكات الاجتماعية حول الحرب الإلكترونية التي بدأتها الجزائر:

MAHMOUDABABOU@

وكتب ناشط:

bxx_mohamed@

وعلقت ناشطة:

la3yon_OFFICIEL@

ويحذر خبراء في الأمن الرقمي من تصاعد وتيرة أفعال القرصنة هذه التي يقودها أفراد على خلفية نزاعات إقليمية، أو التوترات في منطقة الساحل، مما قد يتطور إلى حرب سيبرانية شاملة بين الدول، وهو ما قد يؤدي إلى خسائر فادحة على عدة مستويات.

والأخطر من ذلك أن وسائل الإعلام الجزائرية تقوم بتغذية هذه التوترات والهجمات الإلكترونية والتحريض عليها، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول مدى إدراك المجتمع الدولي لحقيقة الأدوار التي يلعبها هذا النوع من الإعلام في التحريض غير المباشر على أعمال إجرامية رقمية.

◙ وزارة الدفاع أصدرت توجيهات لتعزيز الأمن الرقمي، بينما اتهمت جهات معادية بالوقوف وراء الهجوم السيبراني

ويؤكد المتابعون أن السلوك الإعلامي المستهتر لا يسيء فقط إلى العلاقات الثنائية بين الدول، بل يعد مؤشرا مقلقا على تغاضي السلطات الجزائرية عن خطاب خطير، يعاكس تماما التزاماتها المعلنة بشأن حماية المعطيات ومحاربة الجرائم السيبرانية.

وأضافوا أن الكرة اليوم في ملعب الجهات الدولية والإقليمية المعنية بحماية الفضاء الرقمي، من أجل مساءلة هذه التجاوزات ووضع حد لتغول خطاب القرصنة والفوضى تحت غطاء “الوطنية المزيفة.”

وتواصل الماكينة الإعلامية الجزائرية نهجها القائم على التضليل ونشر الاخبار الكاذبة وبث رسائل دعائية بهدف تشويه صورة المغرب، في حين يرفع العديد من الناشطين والمثقفين والإعلاميين في الجزائر الصوت عاليا استنكارا لهذه المحاولات لضرب استقرار البلاد، داعين إلى محاسبة الجهات التي تروج للأخبار الكاذبة، معتبرين أن نشر الأكاذيب بهدف إثارة الفوضى يعكس نوايا عدائية واضحة.

وسبق أن هاجم الناشط السياسي والإعلامي الجزائري سعيد بنسديرة وكالة الأنباء الجزائرية، منتقدًا استخدامها لغةً مسيئة تتضمن السب والشتم في دفاعها عن النظام الجزائري. وتخلت عن أي شكل من المهنية والموضوعية، واعتبر أن هذا السلوك يعكس تراجعًا كبيرًا في مستوى الصحافة الرسمية الجزائرية.

5