الحرائق المتعمدة.. سلاح الجيش السوداني لمواجهة قوات الدعم السريع

جهات سودانية محلية تدين حرق آبار النفط وتصفه بـ"السلوك الإجرامي الذي يهدف إلى تدمير البنية التحتية الذي طال جل المؤسسات في البلاد بالتخريب المتعمد".
الثلاثاء 2024/05/14
تدمير ممنهج للبنية التحتية

الخرطوم- قالت مصادر سودانية إن الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان بدأ يعتمد بشكل حثيث على سلاح جديد في مواجهته قوات الدعم السريع يتمثل في إشعال الحرائق.

يأتي ذلك تزامنا مع نشر دراسة أجراها مشروع “سودان ويتنس”، الذي يديره “مركز مرونة المعلومات” الحقوقي غير الربحي، خلصت إلى أن الحرائق المستخدمة كسلاح في السودان “دمرت المزيد من القرى والبلدات غربي البلاد” في أبريل الماضي بمعدل أكبر من أي شهر آخر منذ بدء الحرب قبل أكثر من عام.

وكانت قوات الدعم السريع قد قالت الخميس الماضي إن “استخبارات الجيش السوداني أحرقت آبار النفط في حقل ‘زرقة أم حديد’ بولاية شرق دارفور، في عمل وصفته بالتخريبي القصد منه زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والإقليم ووقف الإنتاج وتدمير البنى التحتية”.

وخلال الأيام الماضية تعرَّض عدد من آبار النفط في ولاية شرق دارفور لأعمال حرق، وسط اتهامات للجيش السوداني بالوقوف وراء هذه الحوادث.

◄ مجموعات من الحرائق تتزامن مع شن غارات جوية، ما يشير إلى أن الحرائق تستخدم كسلاح حرب بشكل عشوائي

وشملت الحرائق البئر النفطية في حقل “سفيان” محلية أبوكارنكا ولاية شرق دارفور، إضافة إلى حقل “زرقة أم حديدة” المشترك بين ولايتي شرق دارفور وغرب كردفان.

وقد أدانت جهات محلية حرق آبار النفط ووصفته بـ”السلوك الإجرامي الذي يهدف إلى تدمير البنية التحتية الذي طال جل المؤسسات في البلاد بالتخريب المتعمد”.

وقالت مديرة مشروع “سودان ويتنس” أنوك ثيونيسن، في بيان صحفي الاثنين، “وثقنا أنماط الحرائق الكثيرة والدمار المستمر في القرى والبلدات الواقعة غربي السودان، وهي كبيرة وصغيرة، منذ اندلاع الصراع في أبريل من العام الماضي”.

وأضافت “عندما نرى تقارير تفيد بنشوب قتال أو شن غارات جوية تتزامن مع مجموعات من الحرائق، فهذا يشير إلى أن الحرائق تستخدم كسلاح حرب بشكل عشوائي. هذا الاتجاه يتفاقم، ويتسبب في نزوح جماعي”.

ويشهد السودان أعمال عنف منذ منتصف أبريل 2023، عندما اندلعت التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه النظامية، وتحولت إلى قتال عنيف في جميع أنحاء البلاد.

وسرعان ما امتدت الاشتباكات إلى أجزاء أخرى من السودان، ومن بينها إقليم دارفور الذي شهد هجمات وحشية.

أنوك ثيونيسن: وثقنا أنماط الحرائق الكثيرة والدمار المستمر في القرى والبلدات الواقعة غربي السودان
أنوك ثيونيسن: وثقنا أنماط الحرائق الكثيرة والدمار المستمر في القرى والبلدات الواقعة غربي السودان

ومنذ بدء الصراع اشتعلت النيران أكثر من مرة في 51 مخيما يؤوي نازحين. وغالبا ما تكون الحرائق مرتبطة بالصراع في السودان، وفقا للدراسة.

وقتل حوالي 27 شخصا وجرح 130 آخرون يوم الجمعة الماضي في معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمدينة الفاشر في دارفور، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة الأحد.

ومنذ عدة أسابيع يحذر المجتمع الدولي من مخاطر اشتباكات دامية في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في دارفور التي لا تزال خاضعة لسيطرة الجيش في الإقليم الواقع غرب السودان.

وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة الأحد أن “معارك وقعت في العاشر من مايو بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الفاشر بشمال دارفور أسفرت عن مقتل 27 شخصا تقريبا وجرح 130 ونزوح المئات”.

وليل السبت – الأحد قالت رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية كليمنتين نكويتا سالامي إن قصفا “بالأسلحة الثقيلة” وقع في الفاشر، ما يشكل تهديدا لنحو 800 ألف نازح يقيمون في المدينة التي يبلغ إجمالي عدد قاطنيها مليونا ونصف مليون شخص.

ويأتي إعلان الأمم المتحدة عن هذه الحصيلة التي قالت إنها تستند إلى “تقارير غير مؤكدة” فيما تعاني المدينة من انقطاع شبه تام للاتصالات، ما يجعل العاملين في المؤسسات الصحية والإنسانية والمنظمات الحقوقية غير قادرين على التواصل مع الخارج إلا في ما ندر.

ووفق الأمم المتحدة أصبحت 70 في المئة من المرافق الصحية السودانية خارج الخدمة بسبب القتال.

ويواجه 1.7 مليون سوداني في إقليم دارفور خطر المجاعة، كما أسفر النزاع عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى ونزوح أكثر من 8.7 مليون سوداني من ديارهم.

2