الحد من فاعلية المسيرات يشغل طرفي الصراع في السودان

أجهزة التشويش تصدرت في الآونة الأخيرة قائمة مشتريات الجيش والدعم السريع للحد من فاعلية سلاح المسيرات.
الثلاثاء 2024/07/30
"التشويش" سلاح أساسي في الحرب

الخرطوم - يجري سباق من نوع آخر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للحصول على أجهزة تشويش على المسيرات التي أصبحت سلاحا أساسيا في المعارك الجارية بين الطرفين.

وذكرت تقارير إخبارية سودانية أن أجهزة التشويش تصدرت في الآونة الأخيرة قائمة مشتريات الجيش والدعم السريع للحد من فاعلية سلاح المسيرات الذي كانت له الكلمة الفصل في عدد من المعارك.

ونقل موقع “سودان تربيون” عن مصدر مطلع قوله إن الجيش حصل مؤخرا على أجهزة تشويش متطورة، فيما كشف مصدر ثان عن امتلاك الجيش لأجهزة تشويش روسية وصينية وإيرانية مع إضافة بعض التعديلات لتلائم طبيعة المعركة الحالية في الخرطوم أو المدن.

وأوضح أن التعديلات تمت بمنظومة الصناعات الدفاعية ممثلة في مجموعة الصافات التي تتبع المنظومة ومجموعة أطياف والزرقاء الهندسية.

رجال أعمال داعمون للجيش يحجمون عن تمويل صفقات السلاح ما ألقى بظلاله على شراء أسلحة من بينها المسيرات

وكانت قوات الدعم السريع قد اقتحمت مقر الزرقاء الهندسية في منطقة شمبات بالخرطوم بحري خلال شهر مايو 2023.

ولا توجد تأكيدات بشأن سيطرة الدعم السريع على أجهزة تشويش خاصة بالطيران الحربي أو الطائرات دون طيار من المجمع، غير أن مصادر متطابقة قالت لـ”سودان تربيون” إنها شاهدت في تلك الفترة خروج قوات الدعم السريع بشاحنات مغطاة لم يعرف ما حملته من داخل المجمع.

ومع ذلك يؤكد المصدر أن الجيش يمتلك أجهزة تشويش “رياسم ب” وهي روسية الصنع مع إضافة تعديلات بأيدي مهندسين سودانيين. كما يجزم المصدر بامتلاك الجيش أنظمة تشويش “سي أس أل آر 11” ونظام “إي جي 03″، وهي صينية الصنع مع إضافة تعديلات سودانية.

ويقول المصدر الخبير بالمسيرات لـ”سودان تربيون” إن أجهزة التشويش تعتمد على مجموعة متنوعة من التقنيات لتعطيل إشارات الاتصالات والتحكم التي تربط الطائرة دون طيار بوحدة التحكم الأرضية الخاصة بها.

ويعدد الخبير أنواع التشويش قائلا “ترددي وهو تقنية تقليدية، رقمي، جي بي أس، ليزر وكهرومغناطيسي”.

ويشير إلى أن نظام التشويش “رياسم ب” يكون دائمًا بصحبة فرق الحراسة المرافقة لقائد الجيش وأعضاء مجلس السيادة ويعد من أفضل الأنظمة حماية وأمانا.

ويحدد نوع المسيرات فاعلية التشويش، حسب التقنية التي تم تصنيع المسيرة بها، ويضيف الخبير الذي طلب حجب اسمه أن فاعلية أجهزة التشويش هي التي ترجح كفة المعركة في نهاية الأمر.

من جهة ثانية ذكر مصدر عسكري واسع الاطلاع أن بعض الأسلحة التي تم شراؤها للجيش أثبتت عدم فاعليتها بعد وصولها إلى السودان، مشيرًا إلى شبهات فساد أحاطت ببعض الصفقات.

وفي السياق ذاته كشف مصدر أن إحجام رجال الأعمال الداعمين للجيش عن تمويل صفقات السلاح ألقى بظلاله على شراء أسلحة جديدة ومن بينها المسيرات.

وأشار إلى أن موقف رجال الأعمال جاء بسبب مخاوف من عقوبات دولية بشأن تمويل الحرب.

وتابع المصدر قائلا إن “الفترة التي شهد فيها الجيش تقدمًا ملحوظًا في أم درمان كانت بفعل التعاون مع أوكرانيا، خاصة في مجال الطيران المسير، قبل أن يتجه السودان إلى التعاون مع روسيا”.

ولم يتوج التعاون مع روسيا بأي عمليات تسليح واضحة، إذ يقول المصدر ذاته إن “التعاون بين السودان وروسيا تعثر ولم يصل إلى اتفاقيات”.

ورغم الترويج الواسع من أنصار الجيش في مواقع التواصل الاجتماعي لدخول طائرات بيرقدار التركية إلا أن ضابطا رفيعا في الجيش قال لـ”سودان تربيون” إن المسيرات التركية بيرقدار لم تدخل البلاد مطلقًا.

وكانت منظمة العفو الدولية ذكرت في تقرير نشرته الأسبوع الماضي أنها تعرفت على أسلحة خفيفة وذخائر مصنعة حديثًا من عدد من الدول، تستخدمها مختلف أطراف النزاع في معارك السودان.

ولفتت المنظمة إلى أن “الجيش وقوات الدعم السريع استخدما أجهزة التشويش المتطورة ضد المُسيّرات وقذائف الهاون والبنادق المضادة للعتاد مصنوعة في الصين”.

وتشير البيانات المجمّعة على مستوى الشحنات إلى أن شركات تركية صدّرت مئات الآلاف من المسدسات الخلبية إلى السودان في السنوات الأخيرة مع الملايين من الخراطيش الخلبية.

وتعتقد منظمة العفو الدولية أنها ربما حُوّلت إلى أسلحة فتاكة في السودان على نطاق واسع، ما يؤشر على الحاجة إلى تدقيق أوثق في هذه التجارة التي بالكاد تخضع للأنظمة.

ولقي ما يزيد على 16650 شخصًا مصرعهم منذ تصاعد النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.

2