الحدود السورية – الأردنية الهشة بوابة حزب الله لتهريب المخدرات إلى دول الخليج

مسؤولون أردنيون يعربون عن قلقهم المتزايد من تصاعد محاولات تهريب المخدرات من سوريا.
الاثنين 2022/01/17
تصاعد محاولات التهريب

عمان - لقي ضابط في الجيش الأردني حتفه الأحد وأصيب ثلاثة أخرون عندما أطلق مهرّبو مخدرات النار على موقع للجيش على الحدود أثناء محاولتهم التسلل من سوريا، فيما تؤكد مصادر أردنية أن جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران وفصائل مسلحة لها نفوذ في جنوب سوريا تقف وراء عمليات التهريب عبر الأردن باتجاه دول الخليج وأوروبا.

وذكر بيان للجيش الأردني أن المهربين فروا عائدين إلى سوريا. وقال “إن القوات المسلحة الأردنية تتعامل بكل قوة وحزم مع أي عملية تسلل أو محاولة تهريب لحماية الحدود ومنع من تسول له نفسه العبث بالأمن الوطني الأردني”.

وأعرب مسؤولون أردنيون عن قلقهم المتزايد من تصاعد محاولات تهريب المخدرات من سوريا خلال العام الماضي بما في ذلك كميات كبيرة تم العثور عليها مخبأة في شاحنات سورية تمر من خلال معبرها الحدودي الرئيسي إلى منطقة الخليج.

حزب الله يعد المتهم الأول في تهريب المخدرات إلى دول الخليج عبر الأردن خاصة باتجاه المملكة العربية السعودية

وقال الجيش الأردني في العام الماضي إنه أسقط طائرة مسيرة تحمل كمية كبيرة من المخدرات عبر الحدود.

ويقول خبراء مخدرات تابعون للأمم المتحدة إن سوريا التي تشهد حربا أهلية منذ عشر سنوات أصبحت موقع الإنتاج الرئيسي في المنطقة للمخدرات المتجهة إلى الأردن والعراق والخليج وأوروبا.

وأعلنت السلطات السورية في الأشهر الأخيرة ضبط كميات ضخمة من المخدرات كانت متجهة إلى أسواق الخليج، وتقول إنها تبذل قصارى جهدها لوقف الإنتاج الواسع في البلاد.

وكان الأردن قرر إعادة فتح الحدود مع سوريا ‏(مركز حدود جابر)، اعتباراً من التاسع والعشرين من سبتمبر 2021 أمام حركة الشحن والمسافرين.

ويعد حزب الله المتهم الأول في التهريب إلى الأردن، حيث يعتبر المملكة طريقاً رئيساً لمرور المخدرات إلى دول الخليج خاصة باتجاه المملكة العربية السعودية.

ومنذ بدء الأزمة السورية لم تتوقف محاولات تهريب المخدرات باتجاه الأردن الذي وجد نفسه مضطراً لمضاعفة جهوده نظراً إلى غياب الجيش السوري عن الجهة المقابلة، ما جعل الحدود مقصدا لتجار المخدرات والتهريب نظرا إلى سهولة اختراقها من الجانب السوري.

ويقول أستاذ العلوم السياسية عامر ملحم إن عملية تهريب المخدرات التي يقف خلفها حزب الله اللبناني من سوريا ليست جديدة، والأردن يعي تماماً من يقف خلفها.

تهريب وترويج المخدرات من أهم الأدوات والوسائل التي تستخدمها إيران وحزب الله لتوفير التمويل ومتابعة نشاطهما وسط تزايد الضغط عليهما

وسبق أن اتهم الأردن بشكل صريح حزب الله بالوقوف وراء محاولات تهريب المخدرات إلى أراضيه.

ويرى ملحم أن الأردن أمامه حل آخر بجانب الخيار العسكري لحماية الحدود، وهو إجراء اتصالات مع الجانب السوري لإيجاد حلول لهذه المشكلة خاصة وأن علاقاته مع دمشق شهدت تحسناً جيداً في الفترة الأخيرة.

لكن محللين يعتقدون أن الحديث إلى الجانب السوري لن يفيد عمّان بشيء خصوصاً لانشغال دمشق بأمور أخرى وتحكم حزب الله والميليشيات الإيرانية في جزء كبير من الأماكن هناك.

ويشير هؤلاء إلى أن الحل قد يكون بقرار دولي يردع حزب الله اللبناني في ظل وجود أرضية جاهزة لذلك نظراً إلى الأزمات التي يتسبب بها الحزب سواء في داخل لبنان أو خارجه.

ودفعت الضغوط الدولية على إيران وأذرعها ومنها حزب الله إلى البحث عن وسائل جديدة للحصول على التمويل، وهو ما فعله الحزب عن طريق توسيع شبكته لتهريب المخدرات.

ويقول مراقبون إن تهريب وترويج المخدرات من أهم الأدوات والوسائل التي تستخدمها إيران وحزب الله لتوفير التمويل ومتابعة نشاطهما وسط تزايد الضغط عليهما، إلا أن تشديد الدول المجاورة لإجراءاتها في مكافحة تهريب المخدرات عبر مطاراتها ومعابرها الحدودية قد أجبر إيران وأذرعها على البحث عن طرق جديدة لتهريب المخدرات ومنها استعمال الطائرات المسيرة.

2