"الحداثات العربية" يعرض في الرباط نفائس معهد العالم العربي

المعرض يقدم بانوراما غنية للحركات الطليعية التي أرست أسس الحداثات المتعددة للبلدان العربية منذ 1945 إلى يومنا هذا، بحضور راجح للوحات.
الخميس 2023/03/02
إبداعات نادرة لفنانين عرب في المهجر

الرباط - ينظم معهد العالم العربي معرضا حول الفن العربي المعاصر في الرباط، هو الأول الذي ينظمه المعهد الذي مقره في باريس خارج فرنسا. وقال مدير المعهد جاك لانغ “هذه أول مرة تخرج فيها نفائس معهد العالم العربي من بين جدرانه لتعرض خارج فرنسا”.

وينظم معرض “الحداثات العربية” بالشراكة مع المؤسسة الوطنية للمتاحف بالمغرب في متحف محمد السادس بالرباط. ويشمل في المجموع 116 لوحة لفنانين من 16 بلدا عربيا، جلها لوحات تشكيلية مع منحوتات وصور فوتوغرافية أنجزت منذ افتتاح جامعة الدول العربية عام 1945 إلى الآن.

ويستمر المعرض في الرباط حتى الخامس عشر يونيو المقبل، قبل أن ينتقل إلى متحفين آخرين في طنجة (شمال) ومراكش (جنوب).

وأوضحت مفوضة المعرض ومسؤولة المتاحف بمعهد العالم العربي ناتالي بونديل أن “هذا المشروع يقدم من خلال رؤية لا استعمارية نظرة حول هؤلاء الفنانين الذين أثبتوا مكانتهم وينتمون إلى تاريخ الفن العالمي”.

هذا المشروع يقدم من خلال رؤية لا استعمارية نظرة حول هؤلاء الفنانين الذين أثبتوا مكانتهم وينتمون إلى تاريخ الفن العالمي

من جهته، اعتبر الفنان التشكيلي ومدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر مهدي قطبي أن “هذا المعرض الحدث يعيد الاعتبار للفنانين العرب الرائعين الذين عملوا منذ عدة أعوام”.

وأشار جاك لانغ الذي سبق أن تولى حقيبة الثقافة في فرنسا، في كلمة مقتضبة إلى “الروابط الاستثنائية غير القابلة للتدمير التي تجمع فرنسا والمغرب”. وأبرز السفير الفرنسي لدى المغرب كريستوف لوكورتييه أن “هذا المعرض يندرج في إطار التعاون القائم بين المعاهد المغربية والفرنسية”.

وبحسب السفير الفرنسي، فإن هذا الحدث الفني يدور حول ثلاثة محاور رئيسية، وهي علاقة الثقة بين المؤسسة الوطنية للمتاحف والمعاهد الثقافية الفرنسية، وهي “مهمة لإرساء حوار بين البلدين يجمع المؤسسات والفنانين وجامعي التحف الفنية المرتبطة بالاستكشاف الفني للثقافة العربية”، إضافة إلى البعد التربوي لهذا المشروع الذي سيسمح “لما يقرب من ألف طالب مغربي باكتشاف هذا المعرض”.

ويقدم المعرض، الموزع على أربعة أقسام وهي “عالم عربي في المرآة”، و”مجالات متعددة للتجريد”، و”بين الآلام والآمال وتقل التاريخ”، إضافة إلى قسم “وغدا؟ الإنسانية تمضي قدما إلى الأمام”، للزوار فرصة اكتشاف العديد من المواضيع منها تراث العديد من الدول العربية، وخصائص التجريد الشرقي، والسياق السياسي والأيديولوجي لما بعد الحرب الذي تميز بصعود القومية والاشتراكية، وكذلك الحالة الإنسانية.

ويقدم هذا المعرض بانوراما غنية للحركات الطليعية التي أرست أسس الحداثات المتعددة للبلدان العربية منذ 1945 إلى يومنا هذا، بحضور راجح للوحات، ولكن أيضا لمنحوتات

وصور فوتوغرافية وأعمال غرافية لفنانين من ستة عشر بلدا عربيا هي المغرب، الجزائر، المملكة العربية السعودية، البحرين، مصر، الإمارات العربية المتحدة، العراق، الأردن، لبنان، ليبيا، فلسطين، قطر، السودان، سوريا، تونس واليمن.

14