الجيل الرقمي في تونس شباب له ثقافة وقضايا أخرى

ملتقى علمي يعرض أكثر من عشرين ورقة بحثية في اختصاص علم الاجتماع الرقمي.
الاثنين 2024/07/08
الأجيال الجديدة تصنع ثقافتها في الفضاء الرقمي

تونس - مثل موضوع “الجيل الرقمي” محور أعمال الملتقى الثاني للباحثين والباحثات حول قضايا الثقافة والشباب الذي انتظم بتونس من خمسة إلى سبعة يوليو الجاري بالشراكة بين صندوق الأمم المتحدة للسكان بتونس والجمعية التونسية للدراسات حول ثقافة الشباب والمرصد الوطني للشباب، بمشاركة عدد من الأساتذة الجامعيين والباحثين في علم الاجتماع.

وأشارت منسقة برامج الشباب بصندوق الأمم المتحدة للسكان مكتب تونس، وفاء الذوادي إلى أن هذا الملتقى العلمي يكتسي أهمية بالغة لاسيما وأنه خصص لعرض أكثر من عشرين ورقة بحثية في اختصاص علم الاجتماع الرقمي حول الشباب والعلاقة بالعالم الرقمي التي وقع تجميعها على امتداد سنة كاملة، وأنجزها دكاترة مختصون في علم الاجتماع وباحثون تونسيون وعرب.

ونذكر من المداخلات “رهانات السياسي والمواطني والتربوي زمن الرقمي” للأكاديمي سيف الغابري، و”الجيل الرقمي من الممارسة إلى الفعل الإستراتيجي دراسة ميدانية على عيّنة من تلاميذ مرحلة التعليم الثانويّ بمدينة صفاقس” للأكاديمي توفيق الجميعي، و”انتشار الوسيط الإلكتروني في المحيط المدرسي: إشكاليات الاستخدام وفرضيات الجمهور النشيط” للأكاديمي فريد الصغيري، و”الشباب التونسي والدراما التلفزيونية في ظل الثورة الرقمية: من المشاهدة الشرهة إلى التعبير والإبداع” للباحث نصر الدين التواتي.

الملتقى الثاني للباحثين والباحثات حول قضايا الثقافة والشباب يناقش حضور الشباب في الفضاء الرقمي

وأجمعت البحوث والورقات العلمية المقدمة على محاولة دراسة الظاهرة الرقمية مع الأجيال الجديدة من زوايا مختلفة، لتشكيل صورة أكثر وضوحا لاستقاء مآلات هذا الفضاء الرقمي ودرجة تأثيره التي لم تعد خافية على أحد اليوم، حيث بات الفضاء الرقمي مساحة لصناعة ثقافة الأجيال الناشئة، كما أنه فضاء لصناعة السياسات والإبداع الفني والممارسات الثقافية والاجتماعية وغيرها من عوالم يختزنها الفضاء الرقمي اليوم.

وبينت الذوادي أن البحوث ركزت على دراسة العديد من المحاور المرتبطة بعلاقة الشباب بالعالم الرقمي والتي تتمظهر في إطلاق تسمية "الجيل الرقمي" بالنسبة إلى جيل الشباب، الذي ولد ونشأ في الثورة الرقمية، مبرزة أن الحضور المكثف للشباب في الفضاء الرقمي دفع الباحثين إلى دراسة هذا الحضور واستقراء أبعاده والتأثير والتأثر.

ولاحظت أن هذا الحضور والإقبال على الفضاء الرقمي يطرحان اليوم على المجتمع وعلى علماء الاجتماع بالخصوص جملة من التحديات التي تؤكد توفير الدراسات العلمية والأكاديمية التي يمكن الاستئناس بها، لوضع السياسات والإستراتيجيات الشبابية، أو اتخاذ إجراءات التوقي في ظل بروز ظواهر سلبية على غرار العنف الرقمي والتنمر وأخرى إيجابية يمكن دعمها وتشجيعها في علاقة بالإبداع الثقافي والفني والتنموي وفي علاقة بالتجديد والابتكار.

وتم جمع الدراسات والمحاضرات في إصدارات علمية في كتيبين باللغة العربية والفرنسية حول علاقة الشباب في تونس بالفضاء الرقمي والعالم الرقمي.

وأبرزت الذوادي أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يدعم في تونس الإستراتيجيات الوطنية التي تعنى بالشباب وتكرس حقوقه وتعمل على تسهيل نفاذه لمختلف الخدمات، ومن بينها بالخصوص الإستراتيجية الوطنية للشباب في أفق 2035 التي أطلقتها تونس منذ بضعة أسابيع، والتي تتضمن محورا هاما يعنى بالعالم الرقمي.

وأشار المدير العام للمرصد الوطني للشباب فؤاد العوني من جهته إلى أن التحدي الأبرز المطروح اليوم في علاقة الشباب بالعالم الرقمي، عالم الغد والمستقبل المتحول هو “تحويل المخاطر إلى فرص يمكن الاستثمار فيها من أجل بناء المستقبل”.

مواهب شابة تطمح في فرصة للبروز
مواهب شابة تطمح في فرصة للبروز

وبين العوني أن 57 في المئة من التونسيين هم من فئة الشباب الأقل من 35 سنة، وهم يمثلون "فرصة ديمغرافية" بالنسبة إلى بلادنا خاصة وأنهم الأقدر على التمكن من آليات الحداثة والتكنولوجيا مما يؤكد الحاجة إلى العمل على تحويل التحديات الرقمية إلى فرص يستثمرها الشباب لغاية الإبداع والابتكار والتجديد العلمي والتكنولوجي.

وأبرز أن الإستراتيجية الوطنية للشباب في أفق 2035 تتضمن محورا بارزا حول علاقة الشباب بالعالم الرقمي والعمل على تشجيع الشباب وتحفيزهم على الإبداع والابتكار والتجديد التكنولوجي، مبينا أن المحاضرات التي قدمت في ملتقى الحمامات حول «الجيل الرقمي» ستساعد على المزيد من فهم العلاقة بين الشباب والعالم الرقمي واستشراف مستقبل هذه العلاقة وتطويع الآليات التي يمكن اعتمادها للتحفيز على الإبداع والابتكار خاصة وأن إستراتيجية الشباب تتميز بأنها مرنة وديناميكية وقابلة للتحيين بالاستفادة من كل المدخلات وخاصة منها الدراسات العلمية والأكاديمية الجديدة.

يذكر أن الملتقى ينظم برعاية جامعة تونس وبالتعاون بين مخبر الدراسات متعددة الاختصاصات حول الانتقالات والتحولات والتوارث، ومدرسة الدكتوراه البنيات والنظم والنماذج والممارسات في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة بجامعة تونس، والمرصد الوطني للشباب، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، والجمعيّة التونسيّة للدراسات حول ثقافة الشّباب.

ويمثّل هذا الملتقى فرصة لدراسة الظواهر المرتبطة بالعالم الرقمي. كما أنه محاولة لمعالجة المفاهيم السوسيولوجية المتعلقة بالرقمنة وتأثيراتها على الفرد والمجتمع.

13