الجيش يسعى لقطع الإمدادات عن قوات الدعم للحد من تقدمها في الخرطوم

قوات الدعم تتمكن من إسقاط مقاتلة تابعة للجيش فيما شهدت بعض الأحياء في العاصمة السودانية اشتباكات بالمدفعية والأسلحة الثقيلة.
الأربعاء 2023/07/05
الخرطوم تشهد تصعيدا عسكريا غير مسبوق

الخرطوم - اندلعت معارك ضارية اليوم الثلاثاء بأنحاء أم درمان في الجزء الغربي من العاصمة السودانية في الوقت الذي يسعى فيه الجيش لقطع طرق الإمداد، التي تحاول قوات الدعم السريع إدخال تعزيزات من خلالها للمدينة حيث تشير كل المعطيات ان قوات الدعم باتت تحقق تقدما هاما في اغلب المحاور.
وقال شهود إن الجيش شن ضربات جوية وقصفا بالمدفعية الثقيلة، فيما وقعت معارك برية في عدة أجزاء من أم درمان. وقالت قوات التدخل السريع إنها أسقطت طائرة مقاتلة، ونشر سكان محليون مقاطع مصورة تظهر طيارين يقفزان من طائرة. ولم يصدر تعليق من الجيش حتى الآن.
واندلع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل مما أدى لمعارك يومية بالعاصمة، وأجج عمليات القتل بدوافع عرقية في إقليم دارفور بغرب البلاد، وهدد بجر البلاد إلى حرب أهلية طويلة الأمد.
وسرعان ما سيطرت قوات الدعم على مساحات من العاصمة واستدعت مقاتلين إضافيين من دارفور وكردفان مع تصاعد الصراع ونقلتهم عبر الجسور من أم درمان إلى بحري والخرطوم، حيث تشكل هذه المناطق الثلاث معا العاصمة الأوسع عبر ملتقى نهر النيل.
وقال سكان محليون اليوم الثلاثاء إن الاشتباكات في أم درمان كانت الأعنف منذ أسابيع وإن الجيش حاول كسب مساحات من الأرض، كما حاول صد هجوم لقوات الدعم السريع على قاعدة للشرطة.
وقالت مناهل عباس (33 عاما) من حي الثورة في أم درمان "نحن في حي الثورة ضرب ثقيل جدا منذ ساعات طيران ومدافع ورصاص.. أول مرة بالنسبة لنا يكون الضرب بهذا المستوى بدون توقف ومن كل الاتجاهات".
وأسقطت طائرة حربية الثلاثاء في الخرطوم حيث قال شاهد في شمال الخرطوم "رأينا طيارين يهبطون بالمظللات فيما كانت الطائرة تتهاوى قبل أن تسقط".وأكد مصدر في قوات الدعم إسقاط طائرة للجيش.

كما أكدت قوات الدعم في بيان أنها "أوقفت الطيار بعد هبوطه" واتهمت كذلك الجيش الذي يقوده الفريق أول عبد الفتاح البرهان بارتكاب "مجازر بشعة" في الخرطوم.
وقال أحد سكان أم درمان (شمال الخرطوم) الثلاثاء إن "مواجهات عنيفة وقعت واستخدمت فيها كل أنواع الأسلحة".
وأفاد شهود آخرون بأنهم رأوا "طائرات تغير على موقع بالقرب من مبنى التلفزيون" الذي شنت قوات الدعم السريع هجوما عليه هذا الاسبوع.
وفي شرق العاصمة، أفاد سكان كذلك بوقوع اشتباكات بأسلحة أوتوماتيكية.
وقال شاهد إن الجيش "أطلق مقذوفات وقذائف المدفعية" على قواعد لقوات الدعم السريع في وسط وشمال العاصمة.
وأضاف آخر أن منازل دمرت ونقل مدنيون الى واحد من المستشفيات القليلة التي ما زالت تعمل في الخرطوم.
ونشب الصراع بين الجانبين بسبب خلافات حول خطة مدعومة دوليا للانتقال إلى الحكم المدني بعد أربعة أعوام من الاطاحة بعمر البشير من السلطة خلال انتفاضة شعبية.
وتوسطت السعودية والولايات المتحدة في اتفاقات عدة لوقف إطلاق النار خلال محادثات في جدة تم تعليقها الشهر الماضي بعد أن انتهك كلا الطرفين اتفاقات الهدنة.
وأمس الاثنين، أعلن زعماء قبائل من جنوب دارفور تحالفهم مع قوات الدعم في خطوة من شأنها تصعيد الصراع في غرب السودان. وتشكلت قوات التدخل السريع في الأساس من عناصر مسلحة ذات أصول عربية ساعدت في سحق تمرد في دارفور بعد سنة 2003 قبل أن تتطور لتصبح قوات محلية معترفا بها رسميا.
وتشير أحدث إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن الصراع شرد 2.8 مليون تقريبا منذ أن بدأ في منتصف أبريل من بينهم نحو 650 ألفا عبروا الحدود إلى دول مجاورة.