الجيش يبدأ عملية موسعة لاجتثاث فلول داعش غربي العراق

بغداد - أعلنت خلية الإعلام الأمني بالعراق انطلاق عملية أسود الجزيرة الثانية، من بين عشرة محاور تهدف إلى تعقب فلول خلايا تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" غربي العراق.
وذكرت الخلية في بيان الاثنين أن "قيادة القوات البرية والقيادات والقطعات الملحقة بها باشرت بتنفيذ عملية أسود الجزيرة الثانية من خلال قيادة عمليات الجزيرة - غرب نينوى - صلاح الدين، وبإسناد جوي من قبل القوة الجوية وطيران الجيش".
وأوضحت أن "هذه العملية تأتي للبحث والتفتيش عن بقايا عصابات داعش الإرهابية ضمن نطاق المسؤولية غربي البلاد".
وتحاول القوات العراقية إعادة توجيه جهودها لمواجهة تنظيم داعش الذي سجّل خلال الفترة القريبة الماضية عودة قوية إلى النشاط على الأراضي العراقية، من خلال تكثيفه لعملياته في عدد من المناطق بشمال العراق وغربه.
وكان الجيش العراقي أطلق العملية الأولى لأسود الجزيرة في مايو العام الماضي لملاحقة عناصر تنظيم داعش وتفتيش المناطق الصحراوية بين محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين، وصولا إلى الحدود العراقية - السورية أقصى غربي العراق.
وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية، وهو في الأساس جماعة خرجت من رحم تنظيم القاعدة، على مساحات شاسعة من أراضي العراق وسوريا في 2014، وفرض حكما من الترويع شمل قطع الرؤوس في العلن وتفجيرات نفذها أنصار له في الخارج.
وفي 2017 أعلن العراق تحقيق النصر على داعش باستعادة كامل أراضيه التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014، إلا أن التنظيم الإرهابي لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق، ويشن هجمات بين فترات متباينة في عدة محافظات في محاولة منه لإرساء قواعد التنظيم من جديد بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها، والتي انتهت بانهيار قواعده في كل من سوريا والعراق وتصفية كبار قادته.
وشهدت الأشهر القليلة الماضية أكثر من 25 هجوما دمويا ألقى مسؤولون عراقيون بمسؤوليتها على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وقُتل أكثر من 30 في تفجير في يناير في سوق مزدحمة في بغداد.
ومايو الماضي قُتل ما لا يقل عن 19 من قوات الأمن العراقية والكردية العراقية في مختلف أرجاء البلاد، وفقا لبيانات عسكرية وتصريحات مسؤولين أمنيين، مما دفع الرئيس العراقي إلى الدعوة إلى توخي الحذر من خطر نهوض تنظيم الدولة الإسلامية مرة أخرى.
وينتشر في العراق نحو 3 آلاف جندي من قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، بينهم 2500 جندي أميركي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في البلاد.
وعلى مدى الأشهر الماضية تعرضت قواعد عسكرية تضم قوات أميركية في العراق وسفارة واشنطن ببغداد لهجمات بالصواريخ، اتهمت واشنطن فصائل مسلحة موالية لإيران بالمسؤولية عنها، لكنها لم تتأكد من مصادر الهجمات الموجهة ضد مصالحها، ما جعلها ترصد مكافأة مالية بملايين الدولارات لمن يملك معلومات عن الموضوع.
والاثنين، أفادت مصادر أمنية بتعرض قاعدة "فيكتوريا" العسكرية التي تستضيف جنودا أميركيين إلى هجوم بطائرة مسيرّة غربيّ العاصمة العراقية بغداد، دون وقوع خسائر بشرية.
وقالت إن القذائف المتفجرة سقطت على سور القاعدة العسكرية، ما تسبب في حدوث أضرار مادية بالسور دون وقوع إصابات بشرية.
وكانت القاعدة تعرضت لهجوم بثلاث طائرات مسيّرة مساء الأربعاء، دون وقوع إصابات أو أضرار، وفق وزارة الدفاع العراقية.