الجيش اليمني قاب قوسين من تحرير شبوة الاستراتيجية

يحقق الجيش اليمني والقوى المساندة له انتصارات استراتيجية في عدة جبهات، لعل آخرها اقترابه من تحرير محافظة شبوة بالكامل من أيدي الحوثيين، الأمر الذي ستكون له تداعيات كبيرة في الصراع الدائر في هذا البلد.
الأحد 2016/03/20
ساعة النصر اقتربت

صنعاء - أحرز الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في اليمن تقدما جديدا في جبهة “بيحان” التي تعد آخر المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في محافظة شبوة (جنوب صنعاء).

وقال الناشط الإعلامي اليمني عبدالوهاب بحيبح الموجود في مناطق المواجهات أن اللواءين 19 و26 مشاة التابعين للجيش الوطني تمكّنا من السيطرة على مناطق استراتيجية هامة في “بيحان” في ظلّ تقهقر ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وأضاف بحيبح في اتصال هاتفي مع “العرب” أن قوات من اللواء 19 مشاة تمكنت من السيطرة على العلم وجبل لحيضر المطل على مفرق الحمى.

وعن الأهمية الاستراتيجية لهذا التحرك العسكري لفت بحيبح إلى أن تحرير بيحان يعد إعلانا لتحرير محافظة شبوة بالكامل وكذلك قطع طريق إمدادات هام كان يزوّد الحوثيين بالسلاح والوقود، كما يجعل هذا التحرك قوات الجيش الوطني على تماس مع محافظة البيضاء، بموازاة مديرية السوادية التي تضم أكبر معسكر للحرس الجمهوري في المحافظة والذي بسقوطه تكون البيضاء قد تحرّرت عمليا.

وعلى الصعيد الميداني أيضا شهدت مدينة تعز مواجهات عنيفة حيث شنت ميليشيا الحوثي والقوات الموالية لصالح هجوما معاكسا بهدف استعادة مواقع كان سيطر عليها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الأيام الماضية.

ووفق مصادر يمنية لـ”العرب” فقد تركّزت المواجهات في محيط معسكر اللواء 35 مدرع الذي خسرته الميليشيات في المعارك الأخيرة. وأكدت المصادر مقتل العميد محمد العوني قائد أركان حرب اللواء 35 مدرع المعيّن من الرئيس عبدربه منصور هادي والذي قاد معركة تحرير المعسكر.

ويربط مراقبون سياسيون بين حالة التصعيد الميداني من جهة وتصاعد التصريحات المتفائلة بالتوصّل لحلّ سياسيّ للأزمة اليمنية، حيث يسعى كل طرف لتعزيز فرصه في العملية التفاوضية التي تمكنه من إحراز انتصارات سياسية توازي انتصاراته العسكرية على الأرض.

تحرير بيحان يعد إعلانا لتحرير محافظة شبوة بالكامل وكذلك قطع طريق إمدادات هام كان يزود الحوثيين بالسلاح والوقود

وأعلن المتحدث باسم التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، اللواء السعودي أحمد عسيري الأربعاء عن اقتراب نهاية “المرحلة الرئيسية من المعارك” في اليمن.

وفي قراءته لآفاق الحل السياسي في هذا البلد في ظل التحولات السياسية والعسكرية قال المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي في تصريح لـ”العرب”، “نحن أمام ترتيبات لحلّ تم إنجاز الشق الأهم منه وهو التهدئة على الحدود، لكن ثمة ملامح عسكرية للحل العسكري يستدعيه تصعيد الانقلابيين في تعز، والقصف النوعي لطيران التحالف في صنعاء. والرهان بات معقودا على نجاح المبعوث الدولي في التوصل لصيغة حلّ تعيد الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته إلى صنعاء”.

وفي هذا السياق وصل المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى العاصمة اليمنية صنعاء في مهمة تهدف لعرض آخر صيغة من التوافق التي يمكن أن تمهد لجولة ثالثة من المشاورات بين الحكومة الشرعية والمتمردين.

وبدا المبعوث الدولي متفائلا بإحراز تقدم سياسي في منشور له على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” معتبرا أن زيارته الجديدة للعاصمة صنعاء تحمل “تباشير مهمة تلوح في الأفق السياسي معززة بمباركات الداخل والخارج”.

وكان في استقبال ولد الشيخ أحمد ممثل عن “وزارة الشؤون الخارجية” التابعة للمتمردين الحوثيين علي حجار، وفق مدير مطار صنعاء خالد الشايف.

والتقى المبعوث الأممي قبيل مغادرته إلى صنعاء بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في مقر إقامته بالرياض، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للحكومة الشرعية عن الرئيس عبدربه منصور قوله إن “كل الأبواب مفتوحة للتوصل إلى سلام شامل ودائم وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن الدولي”.

وتلزم قرارات مجلس الأمن، وخصوصا منها القرار 2216، المتمردين بالانسحاب من الأراضي الواسعة التي استولوا عليها منذ أكثر من عام خصوصا من صنعاء، وإعادة الأسلحة التي استولوا عليها من الجيش.

وتحاول الأمم المتحدة إعادة إ طلاق المحادثات بين الأطراف المتحاربة، وكانت جلسة أولى قد نظّمت في سويسرا في ديسمبر 2015.

وفيما اعتبر استعراضا للقوة وردّا على تهميش دوره في الحوارات الإقليمية والدولية، دعا حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح أنصاره للخروج في مظاهرة حاشدة في السادس والعشرين من الشهر الجاري، في مؤشر على اتساع الخلاف بين شركاء الانقلاب في اليمن.

3