الجيش الليبي يكسب أول معاركه في الطريق إلى طرابلس

القاهرة - بدأ الجيش الليبي يخوض أهم مرحلة في معاركه ضد الجماعات الإرهابية بإعلانه التوجه غربا لتطهير المنطقة من الميليشيات المتطرفة بعد نجاحه شرقا، و نجحت القوات في السيطرة على مدينة غريان الواقعة على بعد نحو 80 كيلومتر جنوبي العاصمة الليبية طرابلس.
وقال قائد في غرفة عمليات المنطقة الغربية في "الجيش الوطني الليبي"، إن قواته سيطرت بالكامل على مدينة غريان.
وأشارت مصادر بالقيادة العامة للجيش بقيادة المشير خليفة حفتر إلى أنه بعد السيطرة على غريان بالكامل، تقدم الجيش الوطني نحو مدينة صرمان والأصابعة، وهما من أقرب المدن لطرابلس حيث تبعدان نحو 50 كلم عنها.
وسبق أن اندلعت اشتباكات بين قوات الجيش الوطني الليبي وميليشيات مسلحة تابعة لطرابلس في بلدة الأصابعة غربي العاصمة الليبية، بعد أن تمت مهاجمة معسكرات الكتيبة 107 والكتيبة 111 التابعة للجيش الليبي، بالبلدة التي تبعد 120 كلم عن طرابلس، بهدف طردها ومنع تقدّمها نحو العاصمة.
وقال المتحدث باسم قوات الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري إن قواته التي بدأت التحرك غربا، اشتبكت مع ميليشيات تابعة لحكومة طرابلس جنوبي العاصمة الليبية.
وأضاف المسماري إن هناك "أعداداً كبيرة تتبع لقواتنا موجودة في محيط طرابلس"، وأكد أن "طرابلس تحت سلطة ميليشيات خارجة عن القانون، وأن "دورنا ملاحقة تلك الميليشيات".
وقال مراقبون في هذا السياق أن تحركات الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، تؤكد العزم على تحرير طرابلس من الميليشيات المسلحة التي كان لها دور أساسي في هشاشة الوضع الأمني للبلاد باعتبارها قوات خارجة عن القانون وراعية للإرهاب.
وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد إعلان القيادة العامة للجيش الليبي بأوامر من المشير خليفة حفتر بتوجه الوحدات العسكرية إلى الغرب من أجل تطهير ما تبقى من الجماعات الإرهابية الموجودة في آخر أوكارها بالمنطقة الغربية

وفي سياق رده على انتقادات لنوايا القيادة العامة إزاء تحركها الأخير نحو المنطقة الغربية ، قال المسماري: "لا نريد طرابلس من أجل كرسي أو من أجل سلطة أو من أجل مال، نريد طرابلس من أجل الكرامة، نريد طرابلس من أجل هيبة هذه الدولة".
في المقابل، أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، حالة النفير العام لجميع القوات العسكرية والأمنية من الجيش والشرطة والأجهزة التابعة لهما.
وقال متابعون للشأن الليبي إن فشل حكومة فائز السراج في السيطرة على الميليشيات المسلحة الإرهابية المنتشرة في المناطق التي تخضع لسلطتها، يعد الدافع الأساسي لتسريع خليفة حفتر بشن عملية تطهير الغرب الليبي من المتشددين بعد أن نجح في تحرير بقية مناطق الليبية شرقا.
وأفادت المصادر ذاتها بأن تحرير طرابلس سيقطع الطريق أمام الدعم التركي القطري لجماعة الإخوان المسلمين التي تلعب دورا محوريا في عدم استقرار البلاد.
وعبر من جهته، الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الموجود حاليا في ليبيا عن قلقه إزاء "خطر المواجهات" بعد تحركات قوات الجيش الليبي، نحو غرب البلاد.
وعبر غوتيريش في تغريدة على تويتر "عن قلقه العميق إزاء التحركات العسكرية وخطر المواجهات في ليبيا" وذلك في اليوم الثاني لزيارته إلى هذه الدولة.
وعلى وقع هذه التطورات، توقف المراقبون أمام توقيت تحرك الجيش الليبي لتحرير المنطقة الغربية بما فيها العاصمة طرابلس، الذي يأتي في إطار ما أشارت إليه مصادر إعلامية بأن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يزور ليبيا، تزامنا مع الاستعدادات الجارية للملتقى الوطني الجامع الذي يُفترض تنظيمه في منتصف الشهر الجاري في مدينة غدامس.
ويرى مُراقبون أن هذه الزيارة المُرتقبة التي تسبق موعد انطلاق الملتقى الوطني الليبي في غدامس، إن تمت، فهي ستكون بمثابة رسالة دعم أممية لجهود غسان سلامة، ومحاولة لدفع الليبيين إلى تجاوز خلافاتهم لإخراج البلاد من أزمتها.
وكان غوتيريش قد أظهر اهتماما كبيرا بالملف الليبي في تصريحات أدلى بها للصحافيين على هامش القمة العربية التي عقدت بتونس، التي قال فيها إن هناك "مؤشرات تقول إن قائدي ليبيا المتنافسين، في إشارة إلى المشير خليفة حفتر وفائز السراج، قد يتوصلان إلى حل حول الخلاف بينهما بشأن قيادة الجيش وأن هناك مؤشرات على أن التناقضات يمكن التغلب عليها".