الجيش الليبي يقترب من السيطرة على منطقتي أبوسليم وعين زارة

طرابلس – تجددت العمليات العسكرية في محيط العاصمة الليبية طرابلس وعدد من المناطق الأخرى في غرب ليبيا، وسط أنباء عن تقدم وحدات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر في عدة محاور بعد إلحاق خسائر بشرية ومادية فادحة زعزعت تماسك المرتزقة والميليشيات الموالية لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، التي تؤكد التقارير الميدانية أن صفوفها تتصدع بشكل لافت.
وقال العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي التابعة للجيش الليبي في اتصال هاتفي مع “العرب”، إن “معارك عنيفة اندلعت الأحد في محيط العاصمة طرابلس، وخاصة في محاور وادي الربيع وأبو سليم، وعين زارة، حيث تمكنت وحدات الجيش من تحقيق تقدم ملحوظ إثر تقهقر الميليشيات ومرتزقة أردوغان التي مُنيت بالمزيد من الخسائر”.
وأكد أن وحدات الجيش تمكنت خلال هذه الاشتباكات من القضاء على إرهابي داعشي خطير في محور وادي الربيع، إلى جانب تدمير العديد من بطاريات المدفعية، لافتا إلى أن هذا التطور اللافت يأتي فيما استطاعت وحدات الدفاع الجوي إسقاط ثلاث مُسيرات تركية في محيط منطقة الوشكة في شرق مصراتة.
وتتزامن هذه التطورات الميدانية مع الذكرى السنوية الأولى لمرور عام على بدء معركة تحرير طرابلس التي كان حفتر قد أعلنها في الرابع من أبريل من العام الماضي بهدف تطهيرها من الإرهابيين.
وفي وقت سابق من مساء السبت، أعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي عن إسقاط أول طائرة تركية مُسيرة أقلعت من مطار مصراته في محاولة لاستهداف مواقع الوحدات العسكرية بمنطقة الوشكة، وذلك في الوقت الذي شن فيه سلاح الجو الليبي غارات على تمركز الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق بشرق مصراته.
وترافق ذلك مع نشر اللواء أحمد المسماري الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي، مقطع فيديو لعدد من المرتزقة التشاديين والأفراد التابعين للميليشيات التابعة لحكومة الوفاق، كانت الوحدات العسكرية الليبية قد ألقت القبض عليهم في وقت سابق.
وأشار في تغريدة له نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إلى أن المرتزقة الأسرى “يعملون تحت قيادة أسامة الجويلي، ومن الواضح أنه في الخطوط الأمامية المختلفة لكل ميليشيا ليبية هناك 4 مرتزقة غير ليبيين”.
وتؤكد وثيقة سرية مسربة من جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني، تناقلتها وسائل إعلام ليبية، وجود العديد من المرتزقة الأفارقة في صفوف الميليشيات، وذلك إلى جانب المرتزقة السوريين الذين زج بهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أتون الحرب الليبية. ووفقا للوثيقة المذكورة التي نشرتها صحيفة “الساعة 24” الإلكترونية الليبية، فإن هناك 3 ليبيين من قادة الميليشيات يتولون تجنيد المرتزقة الأفارقة لمساعدتهم في الأعمال القتالية ضد الجيش الليبي.
وذكرت أن أول تلك الشخصيات “هو شعبان مسعود خليفة هدية المشهور بـشعبان هدية، والذي يشغل منصب نائب سكرتير رئيس حكومة الوفاق، والذي يتمتع بعلاقة قوية بزعيم تنظيم القاعدة في ليبيا نزيه الركي، المعروف باسم أبوأنس الليبي”. ولفتت الوثيقة إلى أن الشخصية الثانية “هو أسامة الجويلي المتهم بارتكاب مجازر في مدينة الزنتان ومستشفى غريان، ويرتبط بتنظيم التكفير والهجرة، كما يرتبط شقيقه ارتباطا وثيقا ومباشرا بتنظيم القاعدة”، بينما الشخصية الثالثة “هي عبدالرؤوف كارة، وهو الذي يترأس سجن معيتيقة الأكثر قسوة والذي لديه صلات قوية بميليشيا الردع الخاصة”.