الجيش الليبي يشترط تحديد المجموعات الإرهابية في مؤتمر برلين

بيان للجيش الليبي يؤكد أنه لا مجال لنجاح أي عملية سياسية في البلاد، ما لم يتم القضاء على المجموعات الإرهابية، وتفكيك الميليشيات ونزع سلاحها.
الجمعة 2019/11/22
الجيش الليبي يتمسك بالحسم العسكري

طرابلس -  جدد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر تمسكه بالحسم العسكري لإنهاء فوضى الميليشيات المسلحة في طرابلس، قبل انعقاد مؤتمر برلين الذي سيخصص لبحث الوضع في ليبيا.

وأصدرت القيادة العامة للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، الأربعاء، بيانا حددت فيه موقفها من المؤتمر، الذي ستستضيفه العاصمة الألمانية الفترة المقبلة، وسيجمع الأطراف الدولية المؤثرة في الملف الليبي، بهدف إيجاد حل سياسي ينهي الصراع القائم في البلاد.

وأكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، في تصريحات صحافية أنه “لا مجال لنجاح أي عملية سياسية في البلاد، ما لم يتم القضاء على المجموعات الإرهابية، وتفكيك الميليشيات ونزع سلاحها”.

وأضاف، بمناسبة الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر برلين، أن من الضروري أن يخرج  مؤتمر برلين بـ”توصيف للمجموعات الإرهابية والأطراف الداعمة لها، فيما يراعي قرارات مجلس الأمن، خاصة ما يتعلق بالأطراف الداعمة للمجموعات الإرهابية”.

وحذر بيان الجيش الليبي من أن الميليشيات الإجرامية تشكل عائقا أمام قيام الدولة والحل السياسي وإيجاد سلطة في طرابلس تمتلك إرادة سياسية لها أرضية دستورية.

وتابع البيان أنه “لا يخفى على أحد أن ما يقوده رئيس المجلس الرئاسي ليس إلا خليط من المجموعات الإرهابية والميليشيات المسلحة، فرضت نفسها بقوة السلاح، والتي ليس من المتصور أن تحارب أو تفكك نفسها”.

وذكر البيان أن “أي مسار سياسي أو اقتصادي لن يكتب له النجاح ما لم يسبقه حسم المسار الأمني والعسكري، وفقا لأسس وقواعد تمكن من استعادة الدولة وقرارها السيادي، بعيداً عن سلطة المجموعات الإرهابية والميليشيات الإجرامية التي تحكم طرابلس الآن”.

أحمد المسماري: لا نجاح لأي عملية سياسية دون القضاء على الإرهاب
أحمد المسماري: لا نجاح لأي عملية سياسية دون القضاء على الإرهاب

ويشير مراقبون إلى أن بيان الجيش الليبي يبعث رسائل جديدة إلى مؤتمر برلين، يؤكد من خلالها تمسكه بالحسم العسكري، في ظل استمرار حكومة الوفاق والميليشيات التي تقف وراءها في عرقلة واستهداف معركة تحرير طرابلس من الإرهاب، وهو ما كشفت عنه التطورات الميدانية الأخيرة.

وتمكنت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي من إسقاط طائرة إيطالية في مدينة ترهونة، الأربعاء، في خطوة تفضح مساندة روما للميليشيات التي تقف وراء دعم حكومة الوفاق.

وطلب الجيش من روما توضيح سبب تواجد الطائرة داخل الأجواء الليبية.

وإسقاط طائرة أجنبية ليس المناسبة الأولى التي يفضح فيها الجيش الليبي وقوف أطراف خارجية في صفوف الميليشيات المسلحة، حيث تمكن الجيش الاثنين من استهداف مستودع لأسلحة تركية في مدينة مصراتة.

وتراهن الميليشيات، ومن خلفها حكومة الوفاق التي يهيمن عليها الإسلاميون، على تحقيق انتصار عسكري يمكنها من التفاوض من موقع أفضل، حيث تدرك أن المؤتمر سيكون حاسما في تحديد توجه المجتمع الدولي نحو حل الأزمة الليبية.

وتضغط حكومة الوفاق عبر مواصلتها استهداف مواقع الجيش بهدف إجباره على العودة إلى مواقعه قبل تاريخ 4 أبريل، خاصة أنه نجح في تحقيق مكاسب ميدانية مهمة، فيما توقع الخبراء والمراقبون قرب حسم معركة تحرير طرابلس لصالحه.

وأمام خسائرها وتراجعها في المعركة تستنجد حكومة الوفاق بدعم أطراف خارجية بعينها، تشترك معها في الأيديولوجيا والمصالح الإستراتيجية.

وسبق أن كشفت تقارير إعلامية تزويد أطراف خارجية، وتحديدا تركيا وقطر، لحكومة الوفاق بالسلاح والعتاد الحربي، حيث يعمل هذا المحور على حماية نفوذ تيار الإسلام السياسي في المنطقة وتحقيق أهدافه.

ورغم تكرار محاولات استهدافه، حقق الجيش الليبي تقدما في معركته ضد الإرهاب، وكشفت التطورات الميدانية الأخيرة تطورا إيجابيا في اتجاه القضاء على المسلحين الإرهابيين.

واستغل الجيش الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر برلين ليجدد تأكيده أنه لا حل سياسيا في الأفق دون التخلص من الميليشيات، خاصة في ظل غموض موقف المجتمع الدولي من توجيهات الجيش الليبي حول الأزمة الليبية.

وناقش سفير ألمانيا لدى ليبيا، أوليفر أوفيتشا، الخميس، مع أعضاء بمجلس النواب الليبي في مدينة طبرق (شرق)، مجريات المؤتمر.

وفي تغريدة عبر تويتر قال أوفيتشا “أجرينا اجتماعا بنّاء مع أعضاء مجلس النواب في طبرق، ناقشنا خلاله عملية مؤتمر برلين الجارية”.

وكان المبعوث الليبي غسان سلامة تحدث عن مؤتمر دولي بشأن ليبيا أعلنت برلين في ما بعد عزمها عن تنظيمه، يليه مؤتمر ليبي- ليبي.

4