الجيش اللبناني يقترب من تفكيك كامل البنى العسكرية لحزب الله جنوب الليطاني

حزب الله هو القوة العسكرية الوحيدة التي تحتفظ بسلاحها في لبنان خارج القوات الشرعية، بحجة مقاومة إسرائيل.
الخميس 2025/05/01
ملف شائك

بيروت - فكّك الجيش اللبناني “ما يفوق 90 في المئة” من البنى العسكرية العائدة لحزب الله في منطقة جنوب نهر الليطاني المحاذية للحدود مع إسرائيل منذ سريان وقف إطلاق النار، وهو أحد الشروط التي تضمنها اتفاق الهدنة بين الحزب المدعوم من إيران وإسرائيل.

وقال مصدر أمني الأربعاء “أنجزنا تفكيك ما يفوق 90 في المئة من البنية في منطقة جنوب الليطاني. من المحتمل وجود مواقع قد لا نعلم بوجودها، لكن في حال اكتشفناها، سنقوم بالإجراءات اللازمة حيالها.” وأضاف “حزب الله انسحب وقال افعلوا ما تريدون… لم تعد ثمة تركيبة عسكرية للحزب في جنوب الليطاني.”

ويسري منذ نوفمبر الماضي اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، بعد نزاع امتد أكثر من عام تكبد خلاله الحزب خسائر فادحة في البنية العسكرية والقيادية.

ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب مقاتلي حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كلم من الحدود) وتفكيك بناه العسكرية، في مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).

حزب الله أكد أنه لن يسمح بـ"نزع سلاحه"، لكنه أبدى استعداده لحوار بشأن "الإستراتيجية الدفاعية" للبنان، شرط انسحاب إسرائيل

وقال المصدر الأمني “لن نسمح لأحد بإعادة تأهيل البنية العسكرية في جنوب الليطاني، وقمنا بردم العديد من الأنفاق وإغلاقها. وأحكمنا إقفال القطاع لمنع نقل الأسلحة من شمال النهر إلى جنوبه، وسنضبط وسائل القتال على الحواجز.”

وكان يفترض بموجب الاتفاق أن تسحب إسرائيل كل قواتها من جنوب لبنان. لكنها أبقت وجودها العسكري في خمسة مرتفعات تعتبرها “إستراتيجية”. كما تشنّ ضربات شبه يومية ضد ما تقول إنه أهداف عسكرية أو عناصر من الحزب.

وأضاف المصدر الأمني “طبّقنا ما علينا من (قرار مجلس الأمن) 1701، وليطبق العدو الإسرائيلي ما عليه. ثمة مراكز عسكرية كانت للجيش سابقا لا زال العدو يسيطر عليها” في البلدات الحدودية.

وأنهى القرار 1701 حربا بين حزب الله وإسرائيل في 2006، وشكّل أساسا لاتفاق وقف إطلاق النار الأخير بينهما. ويدعو القرار إلى نزع سلاح كل المجموعات المسلحة على كل الأراضي اللبنانية.

واكتسب النقاش بشأن “حصر السلاح بيد الدولة” زخما مع تصاعد الضغوط الأميركية على لبنان. وقال المصدر الأمني إن الجيش صادر أسلحة من مناطق خارج جنوب الليطاني.

وأكّد الرئيس اللبناني جوزيف عون في مقابلة بثتها مساء الأربعاء قناة “سكاي نيوز عربية” أن هناك قرارا بـ”سحب السلاح على كل الأراضي اللبنانية،” وأن السلطات أعطت “الأفضلية للجنوب (…) لنزع فتيل أي مشكلة على الحدود.” وتابع المصدر الأمني “شمال الليطاني، صادرنا مخازن ولم نجد ممانعة من الحزب لأنها كانت تشكّل خطرا على السكان، والحزب كان متعاونا جدا،” مضيفا “طالما وجدنا أسلحة سنصادرها.”

وقال حزب الله إنه لن يسمح بـ”نزع سلاحه”، لكنه أبدى استعداده لحوار بشأن “الإستراتيجية الدفاعية” للبنان، شرط انسحاب إسرائيل ومباشرة الدولة عملية إعادة إعمار ما دمّرته الحرب.

وحزب الله هو القوة العسكرية الوحيدة التي تحتفظ بسلاحها في لبنان خارج القوات الشرعية، بحجة مقاومة إسرائيل. إلا أن خصومه يتهمونه باستخدام السلاح للتحكم في القرارات السياسية. وتراجع نفوذ حزب الله السياسي بعد الحرب الأخيرة.

2