الجيش اللبناني يغلق جميع مداخل عين الحلوة مع تجدد الاشتباكات

صيدا (لبنان) – أغلق الجيش اللبناني اليوم الاثنين جميع مداخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان، عقب تجدد الاشتباكات بين مجموعات إسلامية وقوات الأمن الوطني الفلسطيني التابعة لحركة "فتح" بعد هدوء حذر شهدته المنطقة، أسفرعن سقوط 9 قتلى و40 جريحا.
ويشهد مخيم عين الحلوة الإثنين تبادلاً لإطلاق النار إثر يومين من مواجهات عنيفة أوقعت ستة قتلى و30 جريحا وأسفرت عن حركة نزوح.
واندلعت اشتباكات عنيفة مساء السبت في عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وأكثرها كثافة سكانية، بين عناصر من حركة فتح وآخرين ينتمون إلى مجموعات إسلامية متشددة. وقد أسفرت بداية عن مقتل عنصر من المجموعات الإسلامية، قبل أن يقتل قيادي في حركة فتح وأربعة من رفاقه الأحد في كمين محكم.
وتم التوصل الأحد إلى وقف لإطلاق النار لكن الاتفاق لم يحل دون وقوع مناوشات محدودة طوال الليل زادت حدتها صباح الإثنين.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بسماع دوي تبادل للطلقات النارية الرشاشة والقذائف.
وكذلك، أشارت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إلى "ارتفاع وتيرة الاشتباكات" التي تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة.
ويتركز تبادل إطلاق النار، وفق الوكالة، من ناحية حي الطوارئ الذي يعتبر معقلاً للمجموعات الإسلامية المتشددة.
وحتى مساء الأحد، ارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات إلى 9 قتلى بينهم القيادي في "فتح" أبو أشرف العرموشي و3 من مرافقيه، إثر تعرضهم لكمين بحي البساتين داخل المخيم، وفقا للوكالة.
وأفاد موقع "المركزية" اليوم الاثنين، بأن حصيلة القتلى في المخيم ارتفع إلى تسعة قتلى و40 جريحا بعد تجدد الاشتباكات.
وتتسارع الجهود في لبنان لوضع حد للانفلات الأمني في المخيم. ويعقد ظهر الاثنين، اجتماعا في مكتب النائب البرلماني، أسامة سعد، بمدينة صيدا جنوب البلاد لبحث سبل وقف إطلاق النار في المخيم.
ويشارك في الاجتماع العاجل هيئة العمل الفلسطيني المشترك وعدد من ممثلي الأحزاب اللبنانية في المدينة.
وقال مسؤول شارك في مفاوضات وقف إطلاق النار لوكالة الصحافة الفرنسية "هناك ضغوط لمنع التصعيد تماما ويفترض أن تعود الأمور لطبيعتها قريباً".
وشوهد صباح الإثنين العشرات غالبيتهم نساء وأطفال يحملون أمتعة خفيفة يغادرون المخيم عبر حواجز الجيش اللبناني. وقد لجأ العشرات خلال اليومين الماضيين إلى مسجد قريب.
وسقطت قذائف عدة خارج حدود المخيم خلال اليومين الماضيين. وكذلك، أجلى مستشفى محاذ للمخيم مرضاه إلى مستشفيات أخرى في صيدا التي أغلق عدد من المحال فيها أبوابه خشية التصعيد.
ويقطن في مخيم عين الحلوة أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجل لدى الأمم المتحدة، انضم إليهم خلال الأعوام الماضية آلاف الفلسطينيين الفارين من النزاع في سوريا. ويعرف عن المخيم ايواؤه مجموعات إسلامية متشددة وخارجين عن القانون.
وغالباً ما يشهد المخيم عمليات اغتيال وأحيانا اشتباكات خصوصا بين الفصائل الفلسطينية ومجموعات إسلامية متشددة.
ولا تدخل القوى الأمنية اللبنانية المخيمات بموجب اتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، وتتولى الفصائل الفلسطينية نوعاً من الأمن الذاتي داخل المخيمات.
ولا تزال مساحة المخيم كما هي بحدوده عند نشأته، رغم تضاعف أعداد سكانه مرات عديدة، حيث تمنع السلطات اللبنانية البناء الجديد فيه، ولا تسمح إلا بترميم المباني القديمة، بحجة منع توطين الفلسطينيين خارج بلادهم الأصلية، وأي مشروع سكني تقوم به "الأونروا" (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين) في المخيم لا بد أن يكون بالتنسيق مع قيادة الجيش اللبناني.
وثمّة أكثر من 450 ألف فلسطيني مسجّلين لدى "الأونروا" في لبنان. ويعيش معظمهم في 12 مخيّمًا رسميًّا للاجئين، غالبا في ظروف بائسة، ويواجهون مجموعة من القيود القانونية.