الجيش العراقي ينتشر في الناصرية لاحتواء الاحتجاجات

بغداد - بدأت قوات الجيش العراقي الأحد انتشارها بالناصرية مركز محافظة ذي قار (جنوب)، في مسعى لاحتواء احتجاجات تشهدها المدينة منذ أيام.
وقال ضابط شرطة بالمحافظة، مفضلا عدم نشر اسمه، إن "قوات الجيش بدأت صباح الأحد انتشارها بمركز الناصرية، بدلا من قوات مكافحة الشغب".
وأضاف المصدر أن "القرار أصدره المحافظ الجديد عبدالغني الأسدي، استجابة لمطالب المتظاهرين بإبعاد قوات مكافحة الشغب، التي يتهمونها بقتل وإصابة زملائهم".
وأردف "المحافظ الجديد أصدر أمرا لجميع القوات الأمنية في المحافظة بعدم استخدام الرصاص الحي تجاه المتظاهرين".
وتأتي هذه التطورات الميدانية تزامنا مع إصدار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أمرا بتشكيل لجنة عليا من كبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية، للتحقيق في الأحداث التي رافقت المظاهرات الاحتجاجية في محافظة ذي قار.
وذكر بيان لخلية الإعلام الأمني في قيادة العمليات المشتركة أن القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي أمر بتشكيل لجنة عليا، برئاسة الفريق الركن باسم الطائي وعضوية عدد من كبار ضباط وزارتي الدفاع والداخلية والأمن الوطني للتحقيق في الأحداث التي حصلت في مدينة الناصرية خلال الأيام الثلاثة الماضية، والتي أدت إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المتظاهرين والقوات الأمنية.
وشهدت الناصرية احتجاجات خلال الأيام الستة الماضية، تخللتها أعمال عنف أسفرت عن مقتل 5 متظاهرين وإصابة 287 آخرين بينهم 147 أمنيا.
ورغم استجابة الكاظمي مساء الجمعة لمطالب المتظاهرين في محافظة ذي قار (جنوب) بإقالة المحافظ ناظم الوائلي الذي يتهمونه بـ"الفساد وسوء الإدارة"، بعد مظاهرات لـ5 أيام متوالية، إلا أن المظاهرات استمرت السبت.
وكانت مصادر طبية وشهود عيان أفادوا بإصابة 41 شخصا مساء السبت نتيجة المصادمات بين المتظاهرين وقوات الشرطة العراقية في شوارع مدينة الناصرية، وذلك على خلفية تجدد الاضطرابات في محيط مبنى محافظة ذي قار لليوم السادس على التوالي.
وشهد العراق السبت احتجاجات في 5 محافظات (من أصل 18) معظمها جنوبية، اثنان منها رافقتهما أعمال عنف خلفت 46 إصابة، وفق مصادر أمنية وطبية وشهود عيان.
وهذه أوسع احتجاجات بالعراق منذ أشهر، إذ شهدت البلاد آخر حركة احتجاجات منسقة في أكتوبر الماضي، في الذكرى السنوية الأولى للحراك الشعبي.
ولم تقتصر المظاهرات على ذي قار، وامتدت شرارتها السبت إلى محافظات بابل والنجف والديوانية وكلها جنوبية، إضافة إلى العاصمة بغداد (وسط).
وكان تردي مستوى المعيشة والأوضاع الاقتصادية وفساد المسؤولين، القاسم المشترك الذي تحرك المتظاهرون من أجل القضاء عليه في المحافظات الخمس، وفق شهود عيان ومصادر محلية.
وقال ثلاثة شهود عيان إن العشرات من المتظاهرين تجمعوا في ساحة عدن شمالي بغداد تضامنا مع متظاهري الناصرية، فيما قال مصدر طبي في مستشفى الحكيم العام بمحافظة النجف إن "5 متظاهرين أصيبوا على الأقل بجروح واختناق إثر تعرضهم للغازات المسيلة للدموع".
ووفق روايات شهود عيان، فرقت قوات مكافحة الشغب المتظاهرين قرب جسر ثورة العشرين وسط مدينة النجف بإطلاق الرصاص الحي في الهواء والغاز المسيل للدموع.
وفي بابل، أغلقت الشرطة السبت مبنى المحافظة بعد محاصرته من محتجين يطالبون باستقالة المحافظ حسن منديل، بدعوى "سوء الإدارة والفساد"، وفق مصدر أمني وشهود عيان.
وفي الديوانية، أقدم العشرات من المتظاهرين على قطع شارع الحكيم وسط المدينة (مركز محافظة تحمل الاسم ذاته) بالإطارات المشتعلة، احتجاجا على "قمع متظاهري الناصرية"، وفق ما أبلغ شهود عيان، قبل أن يعاد فتحه.
ويشهد العراق احتجاجات مستمرة على نحو متقطع منذ أكتوبر 2019، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، واستمرار الفساد المالي والسياسي، فيما تعهد الكاظمي بمحاربة الفساد وتحسين الأوضاع الاقتصادية.