الجيش السوري يتصدى لتقدم قسد في دير الزور رغم انهماكه بمعركة حماة

دمشق - أعلن الجيش السوري الثلاثاء تصديه لهجوم شنه "مجلس دير الزور العسكري" التابع لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" على القرى المحررة بريف دير الزور الشمالي شرق البلاد، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمي السوري، تزامنا مع شنه غارات "مركزة" على ريف إدلب وحماة.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن وحدات من الجيش والقوات الرديفة -وهي قوات مساندة للجيش السوري- تتصدى اليوم الثلاثاء لهجوم شنته قوات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في الريف الشمالي لمحافظة دير الزور .
وقوات سوريا الديمقراطية هي تحالف يقوده الأكراد في شمال وشرق سوريا وقد عمل مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمجابهة تنظيم الدولة الإسلامية.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية وتضم مقاتلين من العرب، على ربع سوريا، بما في ذلك حقول النفط والمناطق التي ينتشر فيها نحو 900 جندي أميركي.
من جانبها، أفادت إذاعة "شام إف إم" المقربة من الحكومة السورية اليوم بأن اشتباكات عنيفة منذ ساعات الصباح الأولى وحتى الآن تخوضها وحدات الجيش بالتعاون مع الأهالي ضد ميليشيا قسد بعد محاولتها التقدم باتجاه المناطق الآمنة، دون تغيير على خارطة السيطرة.
وأشارت الإذاعة السورية إلى أن الاشتباكات تدور عند أطراف بلدات الصالحية ومراط والطابية وخشام والحسينية بريف دير الزور الشمالي الشرقي.
وبدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء أن قوات "مجلس دير الزور العسكري" التابع لـ"قسد"، ومسلحين من المنطقة بدأت فجر الثلاثاء بالهجوم على قرى ضمن مناطق سيطرة قوات الجيش السوري بريف دير الزور الشرقي.
وأشار المرصد السوري، الذي يعتمد على شبكة ناشطين على الأرض، إلى أن الهجوم بدأ من محور قريتي الصالحية وخشام، وتمكنت القوات المهاجمة من السيطرة على قرية الحسينية بعد اشتباكات مسلحة، وتهدف العملية للسيطرة على هذه القرى بعد أن أفرغت القوات الروسية مقراتها منها قبل أيام، حيث دفعت قوات سوريا الديمقراطية تعزيزات عسكرية كبيرة استعدادا للبدء بالعملية.
وبين المرصد أن هجوم قوات سوريا الديمقراطية يهدف للسيطرة على مسافة تقدر بنحو 100 كم مربع، وتشمل 7 قرى، لإعادة قرابة 70 ألف نازح إلى المنطقة.
والقرى السبع تقع في الضفة الشرقية لنهر الفرات، في ريف دير الزور الشمالي، وهي: الحسينية والصالحية وحطلة ومراط ومظلوم وخشام والطابية. وتقع تحت سيطرة الجيش السوري.
وأفاد بأن هذه القرى السبع كانت خاضعة لسيطرة القوات السورية، مشيرا إلى أنها تعتبر ذات أهمية استراتيجية للتحالف الدولي لقربها من القاعدة الأميركية في معمل "كونيكو" للغاز، كونها تقع شرق نهر الفرات، وتشكل نقطة تماس مباشر مع مناطق سيطرة (قسد)، بخلاف بقية المناطق التي يفصلها نهر الفرات.
وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن إلى أن قوات النظام والميليشيات الإيرانية ما تزال تسيطر على القرى السبع في ريف دير الزور وسط تقدم لقوات سوريا الديمقراطية ومسلحين محليين عشائريين باتجاه هذه القرى وسيطروا على 3 قرى.
وتشهد المنطقة الممتدة من مركز مدينة دير الزور إلى بلدة البوكمال على الحدود السورية ـ العراقية وجودا مكثفا للجماعات المسلحة المدعومة من إيران.
وتتقاسم القوات الحكومية والميليشيات الإيرانية من جهة وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي من جهة ثانية السيطرة على محافظة دير الزور المتاخمة للحدود العراقية.
ويأتي ذلك فيما تخوض هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها الثلاثاء معارك عنيفة ضد قوات الجيش السوري مع محاولتها التقدم باتجاه مدينة حماة الاستراتيجية في وسط سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في إطار هجومها غير المسبوق.
وأفاد المرصد عن "اشتباكات في ريف حماة الشمالي، حيث تمكنت الفصائل خلال الساعات الأخيرة من السيطرة على مدن وبلدات عدة في المنطقة، بينها طيبة الإمام وحلفايا ومعردس". وتزامنت مع "تنفيذ الطيران السوري والروسي عشرات الضربات على المنطقة".
وتُعدّ الاشتباكات، وفق المرصد، "الأعنف" بين الطرفين، منذ بدأت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصائل حليفة لها، هجوما واسعا الأربعاء ضد القوات الحكومية في محافظة حلب (شمال).
وجاءت الاشتباكات بعدما كان الجيش السوري أرسل تعزيزات عسكرية الى المنطقة، ساهمت خلال اليومين الماضيين في إبطاء تقدم الفصائل.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري الثلاثاء أن "الطيران الحربي السوري الروسي المشترك يوجه ضربات جوية وصاروخية مركزة على ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي ويوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين".
وشوهدت في ريف حماة الشمالي صباح الثلاثاء عشرات الدبابات والآليات العسكرية التابعة لقوات النظام متروكة على جانبي الطريق المؤدي الى مدينة حماة.
وقال مقاتل عرّف عن نفسه باسم أبوالهدى الصوراني "نعمل على التقدم باتجاه مدينة حماة بعد تمشيط" البلدات التي تمت السيطرة عليها.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن الفصائل "تسعى للتقدم باتجاه مدينة حماة، بعد تأمين سيطرتها على مدينة حلب".
وتعد حماة مدينة استراتيجية في عمق سوريا، تربط حلب بدمشق، ومن شأن الاقتراب منها، وفق عبدالرحمن، أن "يشكل تهديدا للحاضنة الشعبية للنظام"، مع تمركز الأقلية العلوية التي يتحدر منها الرئيس بشار الأسد في ريفها الغربي.
وإثر بدئها هجومها الأربعاء، تمكنت الفصائل من بلوغ مدينة حلب، وسيطرت على كافة أحيائها باستثناء أحياء في شمالها تحت سيطرة مقاتلين أكراد.
وبذلك، باتت المدينة خارج سيطرة القوات الحكومية بالكامل لأول مرة منذ اندلاع النزاع عام 2011.
وسيطرت الفصائل كذلك على عشرات البلدات والقرى في كل من محافظات حلب وإدلب وحماة.
وفي ريف حلب الجنوبي الشرقي، دارت ليل الإثنين الثلاثاء "اشتباكات شرسة" بين الفصائل وقوات النظام التي تمكنت من استعادة السيطرة على مدينة خناصر والتقدم باتجاه بلدة أم عامود من أجل فك الحصار عن مواطنين محاصرين من الطائفة الشيعية محاصرين من قبل فصائل المسلحة. وفقا للمرصد.
ودفع التصعيد المستمر منذ أيام قرابة خمسين ألف شخص الى الفرار من منازلهم، في موجة نزوح تسلّط الضوء على التداعيات الإنسانية الخطرة للتطورات الميدانية في هذه المنطقة، بحسب الأمم المتحدة.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "قلقه" إزاء تصاعد العنف في شمال سوريا، داعيا إلى وقف فوري للقتال، بحسب ما أعلن الناطق باسمه ستيفان دوجاريك الإثنين.
وقال دوجاريك "على جميع الأطراف بذل ما في وسعها لحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية، خصوصا من خلال السماح بمرور آمن للمدنيين الذين يفرون من الأعمال العدائية".