الجيش السوداني يعزز سيطرته في أم درمان باستعادة سوق ليبيا

سيطرة الجيش على المنطقة تفتح الطريق أمامه لتوسيع نطاق سيطرته في مناطق غرب أم درمان، التي لازالت تحت سيطرة الدعم السريع.
السبت 2025/03/29
تطورات ميدانية متسارعة تزيد من حدة الصراع

الخرطوم – يمثل استعادة الجيش السوداني اليوم السبت السيطرة على "سوق ليبيا" في أم درمان تطورا ميدانيا هاما، يعكس تحولا في موازين القوى في العاصمة الخرطوم، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع.

وهذه المرة الأولى التي يستعيد فيها الجيش السوداني سيطرته على "سوق ليبيا" في أم درمان، منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليه في الأيام الأولى لاندلاع الحرب في أبريل 2023.

وتعد "أم درمان" واحدة من 3 مدن مجتمعة تشكل العاصمة السودانية، وتعتبر أكبر مدن البلاد من حيث المساحة وثاني أكبر المدن من حيث عدد السكان بعد الخرطوم. تقع المدينة على الضفة الغربية لنهر النيل وتتصل بالعاصمة عبر عدة جسور.

وقال المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبدالله علي في بيان نشره عبر حساب الجيش على فيسبوك الجيش السوداني "قواتنا تبسط سيطرتها على سوق ليبيا بأم درمان وتستولي على أسلحة ومعدات الدعم السريع".

وبدوره، أكد مصدر عسكري - فضل عدم ذكر اسمه - إن قوات الجيش "تمكنت صباح السبت من التغول في عمق سوق ليبيا، بعد معارك مع قوات الدعم السريع".

وأفاد بأن السيطرة على السوق تمت بعد تمكن الجيش من استعادة الأحياء القريبة منه خلال الأيام الماضية.

وبث عناصر من الجيش السوداني مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، توثق تجولهم داخل سوق ليبيا، الذي يعد أشهر أسواق العاصمة السودانية.

ويكتسب "سوق ليبيا" أهمية استراتيجية كبيرة، كونه أحد معاقل قوات الدعم السريع في غرب أم درمان، وسيطرة الجيش عليه تفتح الطريق أمامه لتوسيع نطاق سيطرته في مناطق غرب أم درمان، التي لازالت تحت سيطرة الدعم السريع.

وتأتي هذه التطورات في مدينة أم درمان ثالث بعد أن تمكن الجيش خلال اليومين الماضيين من السيطرة على معظم اجزاء الخرطوم ومدينة بحري بشكل كامل، مما يسلط الضوء على تحول موازين القوى على الأرض، وتصاعد وتيرة المعارك.

والخميس، أعلن الجيش السوداني، أن قواته تمكنت من تطهير آخر جيوب الدعم السريع في محافظة الخرطوم، بعدما نجح الأربعاء في استعاد السيطرة على مطار الخرطوم ومقرات أمنية وعسكرية وأحياء عدة شرق وجنوب العاصمة، للمرة الأولى منذ أبريل 2023.

وتحمل هذه التطورات تأثيرات محتملة على مسار الصراع والحل السياسي في السودان، وتزيد من المخاوف بشأن الأوضاع الإنسانية في البلاد.

ومن المتوقع أن يقوم كلا الطرفين بتغيير استراتيجياتهم العسكرية بعد هذه التطورات التي حدثت على أرض الواقع، وقد يلجأ الدعم السريع إلى حرب العصابات، بينما سيسعى الجيش إلى استغلال تقدمه الميداني لتحقيق مكاسب أكبر.

وتؤكد قوات الدعم السريع أنها لم تخسر معركة الخرطوم وأنها تقوم بإعادة التموضع وانفتاحها على جبهات القتال مهددة باسترجاع ما خسرته من مواقع.

ويرى مراقبون أن هذه التطورات قد تؤثر على مسار الحل السياسي في السودان، حيث قد يسعى كل طرف إلى تعزيز موقفه التفاوضي من خلال تحقيق مكاسب ميدانية، مشيرين إلى أن الحل السياسي يبقى هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في السودان، وتجنيب البلاد مزيدًا من الدمار والخراب.

ومنذ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا دامية أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح أو لجوء نحو 15 مليونا، بحسب تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما قدّرت دراسة لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

وفي الآونة الأخيرة، تراجعت قوات الدعم السريع في عدة ولايات، بينها الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق.

ومن أصل 18 ولاية، لم تعد الدعم السريع تسيطر سوى على جيوب غرب وجنوب مدينة أم درمان غربي الخرطوم، وأجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان.

كما تسيطر الدعم السريع على 4 ولايات في إقليم دارفور (غرب)، بينما يسيطر الجيش على الفاشر عاصمة شمال دارفور الولاية الخامسة في الإقليم.