الجيش السوداني يسيطر على مدينة رئيسية في شمال كردفان

استعادة الجيش السوداني لمدينة أم روابة تأتي بعد سلسلة من الانتصارات العسكرية والسيطرة على عدد من المدن والمواقع في خضم إصرار البرهان على الحسم العسكري.
الجمعة 2025/01/31
البرهان ضرب بعرض الحائط كل محاولات لايجاد حلول سلمية للازمة السودانية

الخرطوم - أعلن الجيش السوداني الخميس أنه استعاد السيطرة على مدينة رئيسية في ولاية شمال كردفان من قوات الدعم السريع التي كانت تسيطر عليها منذ مايو 2023 فيما تأتي استعادة هذه المدينة بعد سلسلة من الانتصارات العسكرية والسيطرة على عدد من المدن والمواقع في خضم إصرار رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان على الحسم العسكري.
وقال الجيش في بيان "طهرت قواتنا المسلحة مدينة أم روابة من مليشيا آل دقلو وكبدتهم خسائر فادحة".
وتقع أم روابة على طريق سريع استراتيجي يربط شمال كردفان بوسط السودان. وهي ثاني أكبر مدن الولاية، وتبعد حوالى 480 كيلومترا جنوب غرب العاصمة الخرطوم.
وتأتي استعادة السيطرة على المدينة الاستراتيجية في وقت أعلن الجيش أيضا إحراز تقدم في قطاع الخرطوم الشمالي (بحري).
وقال مصدر عسكري الأربعاء "أكمل الجيش السيطرة على وسط وجنوب بحري حتى جسر المك نمر الرابط ما بين بحري ووسط الخرطوم".

ويعتقد أن التقدم العسكري السريع والهام الذي حققته الجيش السوداني بأتي بعد حثوله على دعم عسكري من قبل دول عديدة خاصة ايران وتركيا حيث تم استخدام المسيرات بشكل كبير في الهجمات.
والأسبوع الماضي زار قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان مقر القيادة العامة في العاصمة الخرطوم، بعد يومين على استعادة جيشه المبنى الذي كانت تحاصره قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
وتعد استعادة الجيش لمبنى القيادة العامة أكبر انتصار له في العاصمة منذ استعادة أم درمان، المدينة الواقعة على الضفة الغربية للنيل، قبل نحو عام.
وأضاف الجيش أن قواته تمكّنت من "طرد (قوات الدعم السريع) من مصفاة الخرطوم للبترول بالجيلي". وكان الدعم السريع تسيطر على المصفاة منذ اندلاع الحرب.
والشهر الماضي تمكن الجيش السوداني من استعادة مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط حديث عن عمليات انتقام واسعة ضد المدنيين هنالك.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 نزاعا داميا بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب ولا سيما استهداف المدنيين وشنّ قصف عشوائي على منازل وأسواق ومستشفيات، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.
وقبيل انتهاء ولايته، فرض الرئيس الأميركي السابق جو بايدن عقوبات على البرهان. واتّهمت إدارته الجيش السوداني بشن هجمات على مدارس وأسواق ومستشفيات واستخدام الحرمان من الغذاء سلاحا في الحرب.
وجاءت تلك العقوبات بعد نحو أسبوع على فرض واشنطن عقوبات على دقلو الذي اتّهمت قواته بـ"ارتكاب إبادة جماعية".
وتفيد أرقام رسمية بأن ما يصل إلى 80 في المئة من منشآت الرعاية الصحية في أنحاء البلاد خرجت عن الخدمة.
وأدّى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.