الجيش السوداني يبدأ بالتفكك من الداخل مع اعتقال ضباط بتهمة الإعداد لانقلاب

رئيس تحرير صحيفة السوداني يكشف عن أن توقيف أربعة ضباط بمنطقة وادي سيدنا العسكرية بسبب قيامهم بحملة عسكرية ضد قوات الدعم السريع في أم درمان دون التنسيق مع قيادة الجيش.
الثلاثاء 2024/02/06
مخالفة أوامر البرهان يعني الانقلاب

الخرطوم – أعلنت وسائل إعلام سودانية، اليوم الثلاثاء أن استخبارات الجيش اعتقلت عددا من الضباط بمنطقة وادي سيدنا العسكرية في أم درمان بتهمة "الإعداد لانقلاب"، ما يشير إلى أن الجيش بدأ يتفكك من الداخل بعد  

ونقلت صحيفة "السوداني عن مصادر لم تسمها القول إن حملة الاعتقالات "استهدفت ضباطا نشطين في إدارة العمليات بأم درمان بصورة خاصة".

وذكر مصدر مطلع أن "الضباط المعتقلين الذين تم وضعهم بالإيقاف الشديد، هم، العقيد الركن م. ي. ع.، قائد المتحرك الاحتياطي في معسكر سركاب، والمقدم مهندس م. إ.، مدير الإدارة الفنية بالدفاع الجوي ومسؤول عن الرادارات وأجهزة التشويش المضاد للمسيرات، والرائد الركن م. ح. ق.، مسؤول عمليات الدعم والإسناد الاستراتيجي لمواقع المدرعات والشجرة".

وأبلغ مصدر عسكري من قاعدة وادي سيدنا صحيفة (السوداني) أن "الاستعدادات جارية لاعتقال عميد ركن قائد لأحد المتحركات بمدينة أم درمان"، مؤكدا أن "اعتقالات الضباط تزامنت مع زيارة عضو مجلس السيادة، مساعد القائد العام للجيش، الفريق إبراهيم جابر، لمنطقة وادي سيدنا العسكرية".

وأضاف المصدر العسكري أن "الضباط الذين تم اعتقالهم من أكفأ ضباط القوات المسلحة، ضبطًا وربطًا وتعليما، ويمثلون روح متحركات أم درمان الحالية، وخاضوا معارك شرسة ضد العدو".

وتابع "يبدو أن هناك خللا ما في هذا الأمر، فلا طبعهم يجعلهم يقومون بمثل هذه التحرك ضد القيادة من تلك المنطقة تحديدًا، فالانقلاب ليس هذا مكانه، لكل من يعلم استراتيجية عسكرية".

وكشف عطاف محمد خطار رئيس تحرير السوداني في تصريح لقناة "العربية" السعودية اليوم الثلاثاء أن اعتقالات الضباط تمت لمخالفتهم الأوامر العسكرية وليس بتهمة الانقلاب، وذلك لقيامهم بحملة عسكرية ضد قوات الدعم في أم درمان دون التنسيق مع القيادة العسكرية. وأضاف أن الأمر لا يمكن حسمه أو فصله إلا عبر محكمة عسكرية وتحقيق عسكري.

وتتواصل، منذ 11 أشهرا، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.

وظهرت الخلافات بين قائد الجيش السوداني، الفريق الأول عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع الفريق الأول محمد حمدان دقلو، للعلن بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمكون المدني، في 5 كانون ديسمبر 2022، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.

واتهم دقلو الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم، وعدم تسليم السلطة للمدنيين، بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات الدعم السريع، تمردا ضد الدولة.

وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.

وتسببت المواجهات المستمرة بنزوح حوالي مليوني شخص، بينهم أكثر من 476 ألفا عبروا إلى دول مجاورة، وفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.