الجيش الإسرائيلي يصل نهر الليطاني لأول مرة منذ عام 2000

القوات الإسرائيلية تعثر في منطقة وادي السلوقي، على مئات الأسلحة وعشرات المنشآت تحت الأرض، وتدمر منصات إطلاق صواريخ جاهزة للاستخدام.
الثلاثاء 2024/11/26
الجيش الإسرائيلي يطهر المنطقة من أسلحة حزب الله

القدس - وصل الجيش الإسرائيلي إلى نهر الليطاني، في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، وكذلك منطقة وادي سلوقي، للمرة الأولى منذ عام 2000، وذلك قبيل الإعلان عن وقف إطلاق النار ووسط تصعيد العمليات العسكرية والغارات في لبنان.

ونشر الجيش الإسرائيلي صورا لجنوده تُظهر ما قال إنه وصول قواته إلى نهر الليطاني، وهو الحد الذي يجب أن يعود حزب الله إلى ما وراءه وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 1701.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان إن قوات الجيش الإسرائيلي تواصل عملياتها "لتطهير مواقع إرهابية، إضافة إلى تدمير أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ في المناطق الوعرة والمبنية والجبلية جنوبي لبنان، التي استخدمت لتنفيذ هجمات ضد بلدات شمالي إسرائيل".

وذكر البيان المنشور على منصة إكس أن "قوات من وحدة الكوماندوز نفذت عملية في منطقة وادي السلوقي، حيث تمكنت من العثور على مئات الأسلحة، وكشفت عن عشرات المنشآت تحت الأرض، إضافة إلى تدمير منصات إطلاق صواريخ جاهزة للاستخدام".

وأشار بيان الجيش إلى أنه في منطقة نهر الليطاني "قاد فريق القتال التابع للواء ألكسندروني، بمشاركة وحدات خاصة، عمليات مبنية على معلومات استخبارية دقيقة"، وقد "استهدفت القوات خلالها ما وصف ببنى تحتية مخفية ضمن تضاريس معقدة، وخاضت مواجهات مباشرة مع المسلحين".

وبحسب البيان، فقد أسفرت العمليات "عن تدمير عشرات منصات الإطلاق وآلاف الصواريخ والقذائف، إضافة إلى مستودعات ذخيرة تضم مدافع مخفية على سفوح الجبال".

كما أوضح البيان أنه في منطقة نهر الليطاني "قاد فريق القتال التابع للواء ألكسندروني، بمشاركة وحدات خاصة، عمليات مبنية على معلومات استخبارية دقيقة"، حيث "استهدفت القوات خلالها ما وصف ببنى تحتية مخفية ضمن تضاريس معقدة، وخاضت مواجهات مباشرة مع المسلحين".

من جانبها، قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، المقربة من حزب الله، إن الموقع المصور يقع في سفح قلعة الشقيف وتسلل إليه المشاة من دير ميماس التي دخلوا إليها قبل أيام قبل أن يتراجعوا منها سريعا.

ويأتي هذا بينما تتحضر الأوساط السياسية لإعلان وقف إطلاق نار بين إسرائيل ولبنان خلال ساعات، وذلك بعد أسابيع من التصعيد.

وقبيل تصديق مرتقب للحكومة الإسرائيلية على وقف إطلاق النار في لبنان، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس لمبعوثة الأمم المتحدة في لبنان الثلاثاء إن أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار المحتمل مثل إعادة التسلح في الجنوب سيدفع الدولة العبرية إلى التصرف "بحزم".

وقال كاتس لمبعوثة الأمم المتحدة جينين هينيس بلاسخارت في تل أبيب الثلاثاء "إذا لم تتصرفوا، سنفعل ذلك بحزم شديد"، بحسب بيان صادر عن مكتبه.

وأضاف الوزير أن إسرائيل ستتبنى "سياسة عدم التسامح مطلقا عند الدفاع عن مصالحها الأمنية في المستقبل".

وجاء في البيان "سيتم تدمير أي منزل أعيد بناؤه في جنوب لبنان وتم استخدامه كقاعدة إرهابية، وسيتم مهاجمة أي إعادة تسليح أو منظمة إرهابية، وإحباط أي محاولة لنقل الأسلحة، والقضاء على أي تهديد ضد قواتنا أو مواطنينا على الفور".

وأكد البيان أن إسرائيل لن تتسامح مع أي سيناريو مشابه للوضع السابق الذي تمكن خلاله حزب الله من بناء قدرته العسكرية في جنوب لبنان رغم وجود قوة الأمم المتحدة "اليونيفيل".

وأعلنت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي شارين هسكل الثلاثاء أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغّر سيجتمع بعد ظهر الثلاثاء لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار المقترح في الحرب مع حزب الله اللبناني.

وأعرب البيت الأبيض عن تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق.

وكانت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة سعوا إلى وقف القتال المستمرة بين إسرائيل وحزب الله والذي تصاعد إلى حرب شاملة في أواخر سبتمبر.

ورغم إشارات التفاؤل، لم تتوقف العمليات العسكرية بل زادت حدّة، حيث استهدفت غارة إسرائيلية قلب العاصمة بيروت الثلاثاء، على ما أفاد مصدر أمني، في وقت أصدر الجيش الاسرائيلي تحذيرات جديدة لإخلاء مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقال مصدر أمني لبناني إن "غارة اسرائيلية استهدفت بيروت"، في وقت يتوقع أن تتخذ إسرائيل مساء الثلاثاء قرارا بشأن وقف إطلاق النار مع حزب الله بعد أكثر من شهرين من المواجهة المفتوحة بين الطرفين.

كما شن الجيش الإسرائيلي غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ومناطق عديدة جنوب لبنان، فيما أعلن حزب الله قتل وجرح عسكريين واستهداف مستوطنة شمال إسرائيل.

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات على ضاحية بيروت الجنوبية، حيث استهدف مناطق برج البراجنة والرمل العالي وتحويطة الغدير.

وأضافت أن "الحارة الشرقية في جديدة مرجعيون جنوب لبنان تعرضت لقصف مدفعي إسرائيلي"، فيما شنّت الطائرات الحربية غارة عنيفة على "حوش صور" واستهدفت أحياء سكنية هناك.

ولفتت إلى أن الصليب الأحمر اللبناني "انتشل جثمان الشهيد المدني يوسف عبدالله من تحت الأنقاض في منزله في جديدة مرجعيون الذي استهدف بغارة عنيفة من الطيران الحربي الاسرائيلي ليل الاثنين".

كما أفادت "بالعثور على جثة أحد المفقودين خلال عمليات البحث المستمرة من قبل فرق الدفاع المدني في المبنى الذي تعرض لغارة مساء الاثنين، في مدينة صور جنوب لبنان".

وقالت إن "الهدوء الحذر سيطر صباح الثلاثاء على بلدتي البياضة والناقورة بعد فشل محاولات تقدّم جنود العدو باتجاهها، في وقت يتركز القصف المدفعي على أطرافهما وأطراف طيرحرفا".

من جهته، أعلن "حزب الله" الثلاثاء، قتل وجرح عسكريين إسرائيليين باستهداف دبابة من نوع ميركافا جنوب لبنان، وقصف "مستوطنة كريات شمونة بصلية من الصواريخ النوعية".

ولاحقا أعلن الحزب استهداف معسكر تدريب للمشاة الإسرائيلية بمستوطنة "شفي تسيون" شمالا بـ"صواريخ نوعية".