الجيش الإسرائيلي يركز على غزة بعد التهدئة مع لبنان

حماس تلعب ورقة المحتجزين مجددا لتحريك المفاوضات.
الأحد 2024/12/01
هل مازال لورقة المحتجزين أهمية

بعد وقف المعارك على جبهة الشمال، عادت إسرائيل للقصف في غزة ما يوحي بأنها لا تهتم لما يجري من حديث عن اتفاق شبيه بما جرى مع لبنان، وهو ما تراهن عليه حماس من خلال لعب ورقة الأسرى وتحريك أسرهم للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي.

القدس - عادت عمليات إسرائيل أكثر تركيزا في قطاع غزة بعدما توصلت إلى تهدئة جبهة الشمال من خلال اتفاق مع لبنان يلزمه بتنفيذ القرار الأممي 1701 وسحب مقاتلي حزب الله وسلاحه من جنوب الليطاني ووقف عمليات التسليح، في وقت تحاول فيه حركة حماس توظيف ورقة المحتجزين لديها لتحريك المفاوضات، وذلك بعرض شريط فيديو لأحد الأسرى لديها.

وقال الجيش الإسرائيلي السبت إنه قتل مسلحا شارك في هجوم السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل، مشيرا إلى أنه كان يعمل لدى مؤسسة المطبخ المركزي العالمي الخيرية في غزة. ويقع مقر المؤسسة في الولايات المتحدة. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن ثلاثة من موظفي المطبخ المركزي العالمي قُتلوا عندما استهدفت ضربة إسرائيلية مركبة مدنية في خان يونس جنوب القطاع.

وفي أول تعليق لها على ذلك، قالت المؤسسة الخيرية “ببالغ الحزن نعلن أن مركبة تقل زملاء من منظمتنا تعرضت لضربة جوية إسرائيلية في غزة”. وأضافت “قلوبنا ومشاعرنا مع زملائنا وأسرهم في هذا الوقت العصيب الذي يفوق حدود التصور”. وأكدت المنظمة في بيانها أنه “ليس لديها علم بأيّ صلة مزعومة” بين موظفيها الذين كانوا في المركبة والهجوم المذكور. واستطردت “في ضوء هذا الحادث المأساوي، نعلن تعليق عملياتنا في غزة مؤقتا”.

وذكر مسعفون في القطاع أن خمسة أشخاص قتلوا في الهجوم الذي قالوا إنه استهدفت مركبة شرقي خان يونس. وفي هجوم وقع السبت، ذكر مسعفون أن تسعة على الأقل قتلوا عندما استهدفت غارة جوية إسرائيلية سيارة قرب تجمع لفلسطينيين يتلقون المساعدات في خان يونس جنوب القطاع.

وقال سكان ومصدر من حماس لرويترز إن المركبة التي استهدفت قرب حشد يتلقى الطحين كان يستخدمها أفراد أمن مسؤولون عن الإشراف على توصيل شحنات المساعدات إلى غزة. ويرفض الجيش الإسرائيلي الاتهامات بأنه يستهدف المدنيين عمدا في عملياته العسكرية في قطاع غزة، متهما حماس بالعمل من منشآت مدنية واستخدام المدنيين دروعا بشرية، وهو ما تنفيه الحركة.

◙ حماس تسعى للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب لكن نتنياهو يصرح بأن الحرب لن تنتهي إلا بالقضاء على الحركة

وقال مسعفون إن 32 فلسطينيا على الأقل قتلوا في هجمات للجيش الإسرائيلي بأنحاء قطاع غزة الجمعة والسبت. وذكرت وكالة وفا والدفاع المدني الفلسطيني في وقت مبكر السبت أن سبعة على الأقل من هؤلاء لقوا حتفهم في غارة إسرائيلية على منزل في مدينة غزة.

وأكد قيادي في حركة حماس لوكالة فرانس برس أن وفدا قياديا برئاسة عضو المكتب السياسي للحركة خليل الحية وصل بعد ظهر السبت إلى القاهرة لإجراء مباحثات تتعلق بأفكار جديدة حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وقال القيادي وهو عضو في المكتب السياسي لحماس “وصل الوفد القيادي برئاسة خليل الحية إلى القاهرة تلبية لدعوة من مصر لمناقشة جملة من الأفكار والاقتراحات الجديدة التي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب وصفقة تبادل للأسرى”.

وأضاف القيادي أن الوفد “سيعقد عدة لقاءات مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد ومسؤولي ملف الوساطة مع الاحتلال الإسرائيلي لمناقشة جملة أفكار جديدة لبلورة اقتراح حول وقف الحرب وتبادل الأسرى”. وشدد على أن حماس “منفتحة على مناقشة كل الأفكار والاقتراحات التي تقود إلى وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وعودة النازحين وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، وصفقة جادة لتبادل الأسرى”.

وأكد أن حماس “لم تتلق أيّ عرض أو اقتراح جديد حتى الآن، لكن الحركة جاهزة لدراسة اتفاق لوقف إطلاق النار والانسحاب تدريجا من القطاع بشرط أن تتوافر ضمانات دولية تقود إلى وقف نهائي للحرب والانسحاب الكامل من القطاع وتبادل الأسرى، على أن يكون مشروطا بموافقة والتزام الاحتلال به”. ويأتي الإعلان عن هذه الزيارة بعد أقل من 48 ساعة على دخول وقف لإطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ بين إسرائيل وحزب الله حليف حماس.

وأعلن البيت الأبيض الأربعاء أن الولايات المتحدة تبذل جهودا دبلوماسية جديدة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار والاتفاق على إطلاق الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، بمساعدة تركيا وقطر ومصر. وتسعى حماس إلى التوصل إلى اتفاق من شأنه أن ينهي الحرب. وعلى النقيض من ذلك، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الحرب لن تنتهي إلا بالقضاء على حماس.

وضمن مساعيها لتحريك المفاوضات، نشرت كتائب عزالدين القسّام، الجناح المسلّح لحماس، السبت تسجيلا مصورا لأحد الإسرائيليين الذين اتّخذوا رهائن في الهجوم الذي شنّته الحركة على إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023.

والتسجيل الذي تعذّر التحقّق من تاريخ تسجيله، يظهر شابا يتحدث بالإنجليزية متوجّها إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وبالعبرية متوجّها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وسبق أن نشرت حركتا حماس والجهاد الإسلامي تسجيلات مصورة لرهائن. وأعطت عائلة الشاب ويدعى إيدان ألكسندر وهو إسرائيلي – أميركي موافقتها على نشر الفيديو.

وجاء في بيان لمنتدى عائلات الرهائن المحتجزين في غزة أن “الفيديو الصادم لإيدان الإسرائيلي – الأميركي هو دليل واضح على أنه ما زال هناك رهائن على قيد الحياة، على الرغم من الشائعات، وأن هؤلاء يعانون بشكل كبير”. وتابع البيان “بعد مرور عام على الاتفاق الأول والوحيد، من الواضح للجميع أنه لا يمكن إعادة الرهائن إلا باتفاق”.

ومنذ أن اندلعت الحرب في غزة، تم التوصل إلى هدنة وحيدة في نوفمبر 2023، تم خلالها الإفراج عن 105 رهائن في إطار اتفاق أتاح في المقابل إطلاق سراح 240 سجينا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية. ومذّاك حرّر الجيش الإسرائيلي سبعة رهائن. ومن بين الرهائن الذين ما زالوا محتجزين هناك أجانب وهم عشرة تايلانديين ونيبالي وكثر ممن يحملون جنسيتين.

وأسفر هجوم حماس على جنوب الدولة العبرية عن مقتل 1207 أشخاص معظمهم مدنيون. وتشمل هذه الحصيلة رهائن قتلوا أو لقوا حتفهم أثناء الاحتجاز في القطاع الفلسطيني. وخطف أثناء الهجوم 251 شخصا من داخل الدولة العبرية. ولا يزال 97 من هؤلاء محتجزين في القطاع، بينهم 34 شخصا أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قتلوا.

وقال مسؤولون في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع أسفرت عن مقتل 44382 شخصا على الأقل ونزوح معظم سكانه لمرة واحدة على الأقل. كما حولت الحرب مساحات واسعة من القطاع الساحلي إلى أنقاض.

3