الجيش الإسرائيلي يرفع الحصار عن نابلس قبيل زيارة وفد أوروبي

القدس - فتح الجيش الإسرائيلي، الخميس، كافة مداخل مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة بعد حصار استمر 23 يوما، وذلك قبل ساعات من زيارة وفد دبلوماسي أوروبي.
وتسبب الإغلاق الشامل على مدينة نابلس بتقييد حركة نحو 200 ألف فلسطيني وتعطيل حياتهم اليومية بما في ذلك حق الحصول على الرعاية الطبية والتعليم.
وقال الجيش في بيان إنه "وبناء على تقييم روتيني للوضع الامني في يهودا والسامرة (الاسم التوراتي للضفة الغربية)، تقرر رفع الإغلاق الشامل الذي فرض على مداخل ومخارج نابلس.
وأكد متحدث عسكري لوكالة فرانس برس أن الإغلاق رفع الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي (2:00 ت غ).
وأكد شهود عيان رفع الحصار صباح الخميس مشيرين إلى إعادة فتح كافة مداخل مدينة نابلس في الاتجاهين.
وأضافوا أن جرافات عسكرية إسرائيلية شرعت بإزالة السواتر الترابية والإسمنتية من مدخل نابلس الغربي.
ومن جانبه، قال رئيس بلدة دير شرف غربي نابلس عمر نوفل، إن هيئة الشؤون المدنية (جهة التواصل مع الجانب الإسرائيلي) أبلغته بإزالة السواتر الترابية عن مدخل البلدة المؤدي إلى نابلس.
ويأتي رفع الحصار قبل ساعات من زيارة وفد من القناصل والسفراء الدوليين العاملين في الأراضي الفلسطينية إلى نابلس، للاطلاع على واقع المدينة والإجراءات الإسرائيلية فيها.
ومن المقرر أن تبدأ الزيارة ببلدة حوارة، ثم مدينة نابلس، ومنها إلى وسط البلدة القديمة، لعقد مؤتمر صحافي في البلدة الساعة 2:30 بعد الظهر.
وكان الناطق باسم الحكومة الفلسطينية قد أعلن، في وقت متأخر من ليلة الأربعاء، أن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية يقوم، الخميس، بجولة في محافظة نابلس، يرافقه قناصل وسفراء الدول الأوروبية والأجنبية المعتمدين لدى دولة فلسطين، ويعقد خلالها لقاءات وينظم جولات بينها في البلدة القديمة من نابلس.
وأغلق الجيش الإسرائيلي مدينة نابلس في الحادي عشر من الشهر الماضي بعد أن قتل مسلحون من مجموعة عرين الأسود جنديا إسرائيليا بالقرب من مستوطنة شافي شمرون.
وشكّل مقاتلون شباب كانوا ينتمون الى فصائل مختلفة مثل حركة فتح والجهاد الإسلامي أو حركة حماس قبل مدة مجموعة "عرين الأسود" التي انتشرت شعبيتها بسرعة من خلال رسائل تلغرام المشفرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث يتابعهم أكثر من 220 ألف شخص.
وفقا الجيش فإن المجموعة كانت وراء نحو 20 هجوما استهدف جنودا ومدنيين إسرائيليين الشهر الماضي.
وتصاعد التوتر في الأشهر الأخيرة في شمال الضفة الغربية المحتلة، لا سيما في منطقتي نابلس وجنين، وهما معقلان للفصائل الفلسطينية المسلحة، حيث كثّفت القوات الإسرائيلية مداهماتها في أعقاب اعتداءات دامية ضد إسرائيليين في مارس وأبريل.
وقُتل الشهر الماضي 25 فلسطينيًا من بينهم القيادي وديع الحوح (31 عاما) الذي تتهمه إسرائيل بقيادة المجموعة.
وذكرت تقارير تسليم عدد من أعضاء المجموعة أنفسهم لقوات الأمن الفلسطينية تمهيدا لتسوية أوضاعهم مع الجانب الإسرائيلي.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية في وقت سابق أن "ما لا يقل عن 3 من قادة من مجموعة 'عرين الأسود' سلموا أنفسهم للسلطة الفلسطينية"، فيما أشارت وكالة "وفا" الفلسطينية أن عددهم خمسة من بينهم محمود البنا الذين تعتبره إسرائيل العقل المدبر لـ"عرين الأسود".