الجيش الإسرائيلي يحقق السيطرة العملياتية الكاملة على محور فيلادلفيا

رفح (الاراضي الفلسطينية) - أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الأربعاء أنه فرض "سيطرة عملياتية" على محور فيلادلفيا الاستراتيجي وهو منطقة عازلة بين قطاع غزة ومصر، مؤكدا عثوره على أنفاق، وهو ما نفته القاهرة وقالت إن الدولة العبرية توظف هذه الادعاءات لتبرر مواصلة عملية رفح الفلسطينية وإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية.
وقال الجيش إن قواته "عثرت على نحو 20 نفقا في منطقة محور فيلادلفيا"، الذي تقول إن الفصائل المسلحة في القطاع تستخدمه للتهريب.
على الرغم من تنديدات دولية بقصف طال مخيما للنازحين في رفح الأحد وأوقع قتلى، يواصل الجيش الإسرائيلي هجومه على المدينة المكتظة في جنوب قطاع غزة، والذي بدأ في السابع من مايو للقضاء على آخر كتائب لحماس.
وشهدت رفح في جنوب قطاع غزة الأربعاء ضربات وقتال شوارع بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، وذلك غداة تمركز دبابات إسرائيلية في وسط المدينة.
وأفاد شهود بإطلاق مروحيات النار على نحو كثيف في القطاعين الشرقي والأوسط لرفح، بمؤازرة المدفعية والقنابل الدخانية.
ودخل الجيش الإسرائيلي رفح في السابع من مايو. ومنذ السادس من مايو، تاريخ توجيه الجيش إنذارا بإخلاء الأحياء الشرقية من رفح قبل دخول دباباته، فرّ حوالي مليون شخص من المدينة التي كان يتكدّس فيها أكثر من 1.4 مليون فلسطيني معظمهم نازحون من مناطق أخرى.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه "خلال الأيام الأخيرة تمكّنت قواتنا من تحقيق السيطرة العملياتية على محور فيلادلفيا"، في إشارة إلى الممر الذي يبلغ طوله 14 كيلومترا على طول الحدود مع مصر، من البحر المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبوسالم جنوبا.
وكان المحور بمثابة منطقة عازلة بين غزة ومصر، وقامت القوات الإسرائيلية بدوريات فيه حتى عام 2005 عندما سحبت إسرائيل قواتها في إطار خطة فك الارتباط مع قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري إن حماس استخدمت محور فيلادلفيا "كشريان الأوكسجين" ولـ"تهريب الوسائل القتالية إلى داخل قطاع غزة بشكل دائم".
وأضاف هغاري أن القوات الإسرائيلية "عثرت على نحو 20 نفقا في منطقة محور فيلادلفيا"، بما في ذلك "بنى تحتية إرهابية متطورة شرق رفح، بطول 1.5 كلم وعلى بعد نحو مئة متر من معبر رفح".
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن حماس لم تعد قادرة الآن على تهريب الأسلحة من مصر، حيث يسيطر الجيش على المنطقة. وكان بعض الأنفاق معروف بالفعل للجيش الإسرائيلي، والبعض الآخر تم اكتشافه لأول مرة. وقد تم بالفعل هدم بعضها، وتقوم إسرائيل أيضاً باطلاع مصر على التطورات.
وبحسب الجيش، تم العثور على 82 فتحة نفق أخرى في منطقة ممر فيلادلفيا. كما تم اكتشاف العشرات من منصات إطلاق الصواريخ على طول الممر، على بعد حوالي عشرة أمتار فقط من الحدود المصرية.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن حماس وضعت منصات إطلاق الصواريخ على طول الممر في محاولة لمنع إسرائيل من ضربها، حيث تعتقد أن إسرائيل تخشى تجاوز نيران استهدافها الحدود إلى مصر.
وفي غضون ذلك، أكد مصدر مصري رفيع المستوى، الأربعاء، أنه لا صحة لما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية، حول وجود أنفاق على الحدود المصرية مع قطاع غزة.
واتّهم المصدر المصري إسرائيل بتوظيف ادعاءات بوجود أنفاق عند الحدود مع قطاع غزة لتبرير عمليتها العسكرية في رفح في جنوب قطاع غزة وإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية، وفق ما أوردت الأربعاء قناة "القاهرة الإخبارية".
ونقلت القناة المقرّبة من المخابرات المصرية عن المصدر الرفيع قوله إنه "لا توجد أي اتصالات مع الجانب الإسرائيلي بشأن الادعاءات بوجود أنفاق على حدود قطاع غزة مع مصر".
وبذلت مصر ما بين 2011 و2016، جهودا مكثفة لمكافحة نشاط الأنفاق بالتعاون مع الأطراف الأميركية، ونتيجة لهذه المساعي، قد أسفر ذلك عن تدمير أكثر من ألف نفق يربط بين قطاع غزة وسيناء.
وتأتي السيطرة على محور فيلادلفيا بعد أسابيع فقط على سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح الحدودي مع مصر في 7 مايو مع بدء هجومها البري في المحافظة الواقعة في أقصى جنوب القطاع الفلسطيني.
كما يأتي الإعلان وسط تعقد وتشابك المشهد الذي بات يحيط بالحرب على غزة من ناحية تواصل الدول الوسيطة في المحادثات بين حماس وإسرائيل ضغطها على الطرفين بغية الوصول لاتفاق قريب وعدم تفويت الفرصة هذه المرة فيما يعكس الميدان صورة بعيدة عن ذلك بكثير عبر تصعيد إسرائيلي في رفح وعبر استمرار العمليات العسكرية.
وحذّر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي في مقابلة مع هيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة (كان) من أنه "ربما أمامنا سبعة أشهر إضافية من القتال لتعزيز نجاحنا وتحقيق أهدافنا، أي تدمير سلطة حماس وقدراتها العسكرية".
وبدأت الحرب في قطاع غزة مع شنّ حماس هجوما غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر تسبّب بمقتل 1189 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب أحدث البيانات الإسرائيلية الرسمية.
واحتُجز خلال الهجوم 252 رهينة ونقلوا إلى غزة. وبعد هدنة في نوفمبر سمحت بالإفراج عن نحو مئة منهم، لا يزال 121 رهينة محتجزين في القطاع، بينهم 37 لقوا حتفهم، بحسب الجيش.
وردت إسرائيل متوعدة بـ"القضاء" على حماس، وهي تشن منذ ذلك الحين حملة قصف مدمر على قطاع غزة تترافق مع عمليات برية، ما تسبب بسقوط 36171 قتيلا، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وتسببت الحرب بدمار هائل، وشردت غالبية سكان غزة الذين يقدر عددهم بنحو 2.4 مليون نسمة، وتسببت بكارثة إنسانية كبرى.