الجيش الأميركي يسقط إحدى مقاتلاته في البحر الأحمر مع قصفه صنعاء

الضربات الأميركية تستهدف مواقع للحوثيين بينها منشأة لتخزين الصواريخ ومرفق قيادة وتحكم، بهدف تعطيل وإضعاف عمليات الجماعة.
الأحد 2024/12/22
الحوثيون يتكبدون خسائر فادحة فاقت 300 مليون دولار جراء قصف موانئ الحديدة

واشنطن - نجا طياران من البحرية الأميركية من تحطم طائرتهما الأحد فوق البحر الأحمر بعدما أسقطها "عن طريق الخطأ" صاروخ أطلق من طراد أميركي، وفق ما أعلن الجيش الأميركي تزامنا مع تنفيذه ضربات ضد مواقع للحوثيين في اليمن.

وذكرت القيادة العسكرية الوسطى الأميركية التي تشمل الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان أن "التحليلات الأولية تظهر أن أحد الجنديين أصيب بجروح طفيفة"، مشيرة إلى أن "الحادثة لم تكن نتيجة نيران معادية" ويشتبه في أنها "نتيجة نيران صديقة".

وأوضحت "سنتكوم" أن طراد الصواريخ الموجهة الأميركي غيتيسبرغ "أطلق النار عن طريق الخطأ (...) وأصاب" مقاتلة من طراز F/A-18 كان فيها طياران من البحرية الأميركية أقلعا من حاملة الطائرات "هاري س. ترومان".

وشكلت الولايات المتحدة تحالفا بحريا متعدد الجنسيات في المنطقة ردا على الهجمات التي ينفذها المتمردون الحوثيون منذ أشهر قبالة سواحل اليمن والتي تعطل حركة الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، وهي طريق حيوي للتجارة الدولية.

ومنذ نوفمبر 2023، يشنّ الحوثيون هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن انطلاقا من المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن، في ما يعتبرونه "دعما" للفلسطينيين في قطاع غزة حيث تدور حرب مدمّرة بين إسرائيل وحماس منذ شنّت الحركة هجوما غير مسبوق على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين على خطوط الملاحة البحرية هذه إلى اضطرابات كثيرة في حركة النقل البحري في هذه المنطقة الأساسية للتجارة العالمية.

وردّا على هذه الهجمات تشنّ الولايات المتحدة، بالاشتراك أحيانا مع بريطانيا، غارات ضد مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن.

والسبت، أعلن الجيش الأميركي أنه نفّذ ضربات جوية ضد أهداف للحوثيين في صنعاء بينها منشأة لتخزين الصواريخ و"مرفق قيادة وتحكم".

وقالت "سنتكوم" إن القوات الأميركية أسقطت أيضا خلال العملية في اليمن، طائرات مسيّرة هجومية عدة للحوثيين فوق البحر الأحمر إضافة إلى صاروخ كروز مضاد للسفن.

وأضافت أن "هذه الضربات جاءت بهدف تعطيل وإضعاف عمليات الحوثيين، بما في ذلك الهجمات التي تستهدف السفن الحربية الأميركية وسفن الشحن التجارية".

وتابعت "تعكس هذه الضربات التزام القيادة الوسطى المستمر بحماية الأفراد الأميركيين وشركاء التحالف، بالإضافة إلى الشركاء الإقليميين وحماية الملاحة الدولية".

ويأتي ذلك بعد ساعات على إصابة 16 شخصا بجروح طفيفة صباح السبت في سقوط صاروخ أطلق من اليمن وسقط قرب تل أبيب بوسط إسرائيل بعد فشل محاولات الجيش اعتراضه، بحسب سلطات الدولة العبرية، في هجوم أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه.

وأظهرت صور حفرة في موقع سقوط الصاروخ وتضرّر بعض المباني المجاورة. وتظهر اللقطات نوافذ محطمة وأضرارا في بعض غرف النوم، بينما عمل سكان في المنطقة على كنس حطام الزجاج داخل شقة، بينما عمل عناصر مسلحون يرتدون زيا عسكريا على تفقد المكان.

وقال إيدو برنيع الذي تضررت شقته "قبيل الساعة الرابعة فجرا (02:00 ت غ) كان ثمة انذار... في البداية شاهدنا كرة لهب كبيرة في السماء كما في الأفلام، وموجة صدمية كبيرة شعرنا بها في أرجاء المنزل".

وأضاف "نظرت من النافذة ورأيت حفرة كبيرة في الحديقة. كل المنزل تضرر".

وبدوره، قال نوا موسيري "كنّا محظوظين جدا لأنّه لم يكن لدينا وقت للاحتماء"، مضيفا "سمعنا صوتا قويا بعد ثوانٍ قليلة من الإنذار".

ولاحقا، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاق صاروخ بالستي فرط صوتي على وسط الدولة العبرية.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان إن المتمردين استهدفوا "هدفا عسكريا للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة، وذلك بصاروخ بالستي فرط صوتي من نوع فلسطين 2".

ولفت إلى أن هذا الهجوم جاء للتشديد "على المواجهة والتحدي للعدو الإسرائيلي المجرم".

وفي بيان لاحق، أكد الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون "مثال واضح آخر على استهداف المدنيين الإسرائيليين عمدا".

وحذّر الجيش من أنّ "الدفاع الجوي" في البلاد "ليس محكما"، داعيا الإسرائيليين لاتباع التعليمات الأمنية.

وبعدها بساعات، أعلن الجيش اعتراض طائرة مسيّرة آتية من جهة الشرق.

ولم يحدّد البيان الجهة التي أطلقت هذه المسيّرة.

وسبق أن أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق"، الفصيل الموالي لإيران، مسؤوليتها عن هجمات عدة مماثلة منذ أن اندلعت الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.

وكان الحوثيون أعلنوا الخميس إطلاق صاروخين بالستيين فرط صوتيين على إسرائيل بعدما أكدت الدولة العبرية تنفيذ عملية اعتراض وشنّ غارات جوية على "أهداف عسكرية" تابعة لهم.

وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح الخميس أنّه شنّ غارات جوية على "أهداف عسكرية" تابعة للحوثيين في اليمن في هجوم أعقب اعتراضه صاروخا أطلقته باتجاه الدولة العبرية الجماعة المدعومة من إيران.

وأكّد زعيم "أنصار الله" عبدالملك الحوثي في كلمة مطولة بثتها قناة المسيرة الخميس أنّ "العدوان الإسرائيلي لن يثنينا أبدا عن موقفنا المناصر للشعب الفلسطيني ومجاهديه في غزة أو مستوى التصعيد"، مشيرا الى أنه أسفر عن سقوط 9 قتلى مدنيين.

وبعد هجوم السبت، قالت حركة الجهاد الإسلامي إنّ "الشجاعة والثبات التي يبديها أشقاؤنا اليمنيون في نصرة شعبنا الفلسطيني... مدعاة فخر واعتزاز لكل أحرار العالم".

وسبق لإسرائيل أن أغارت على أهداف تابعة للمتمردين الحوثيين في اليمن في يوليو وسبتمبر من العام الجاري.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري قال الخميس إن المتمرّدين اليمنيين أصبحوا "مصدر تهديد عالمي"، مؤكّدا أنّ من يقف خلفهم هو "النظام الإيراني الذي يموّل ويسلّح ويوجّه الأنشطة الإرهابية للحوثيين".

وأضاف "سنواصل التحرك ضدّ أيّ كان، أيّ كان في الشرق الأوسط، يهدّد دولة إسرائيل".

وقالت جماعة الحوثي اليمنية مساء اليوم السبت إن الغارات الإسرائيلية على موانئ الحديدة منذ 20 يوليو الماضي حتى 19 ديسمبر خلفت خسائر تقدر بنحو 313 مليون دولار.

وجاءت الإحصائية خلال مؤتمر صحافي عقده وزير النقل في حكومة الحوثي محمد قحيم بحضور قيادات حوثية وفريق بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة "أونمها" حول تداعيات استهداف إسرائيل لموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.

وأوضح بيان صادر عن المؤتمر الصحافي أن مؤسسة موانئ البحر الأحمر لا تزال تعاني من تبعات الأضرار السابقة للغارات الإسرائيلية على موانئ الحديدة الثلاثة.

وأوضح أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة تسببت بأضرار جسيمة في المعدات والبنية التحتية لميناء الحديدة والتي طالت الكرينات (الرافعات) الجسرية ومحطة الكهرباء واللنشات القاطرة المساعدة للسفن بإجمالي خسائر تقدر بنحو 313 مليون دولار.

واعتبر البيان تدمير الموانئ اليمنية انتهاكا صارخا لمبادئ وأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومنها اتفاقيات جنيف الأربع والبرتوكولات الملحقة بها والتي تجرم استهداف المرافق الحيوية التي لا غنى للناس عنها كالموانئ والمنشآت الاقتصادية باعتبارها من الأعيان المدنية المحظور استهدافها.