الجيش الأميركي يتعقب "جيل زد" على تيك توك لتجنيده

هذه الممارسة تسلط الضوء على التحدي المتزايد الذي يواجه القائمين على التجنيد.
الجمعة 2021/12/17
الجيش الأميركي يريدك

واشنطن - يستخدم قادة الجيش الأميركي تطبيق “تيك توك” للعثور على الشباب الأميركيين وإقناعهم بالتجنيد، على الرغم من وجود أمر صريح يحظر الاستخدام الرسمي لمنصة التواصل الاجتماعي التي تتخذ من الصين مقرا لها.

وتسلط هذه الممارسة الضوء على التحدي المتزايد الذي يواجه القائمين على التجنيد: كيفية الوصول إلى الشباب الأميركيين الذين لا يهتمون إذا كان تطبيقهم المفضل صُنع في الصين، أو تتحكم فيه الصين.

وأكد قادة الجيش أنهم يجب أن “يقابلوا مجندين جددا أينما كانوا”. وقال الجنرال كيفن فيرين، الذي يقود قيادة التجنيد بالجيش الأميركي، “إنهم هناك على تيك توك”.

ووفقا لأحد التقديرات، فإن أكثر من نصف “جيل زد” (الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما) الذي يحتاجه الجيش، يستخدم تيك توك، منصة مشاركة الفيديو القصيرة التي طورتها “بايت دونس” ومقرها بكين. لكن رغم ذلك فالجيش الأميركي ليس موجودا بما يكفي على المنصة، وذلك بسبب الحظر المستند إلى مخاوف الأمن القومي التي يجادل بعض النقاد الآن بأنها مبالغ فيها أو أنها بلا سند. وهذا يحد من قدرة قادة التجنيد على الذهاب حيث يقضي ما يقرب من نصف أهدافهم الرئيسية جزءا كبيرا من يومهم.

ويقول فيرين “علينا أن نتعقبهم”. وأضاف في الاجتماع السنوي لرابطة الجيش الأميركي “نحن نعلم أن معظم جيل زد يعيش في الفضاء الافتراضي، ولذا علينا أن نطور عمليات التوظيف لدينا”. وتابع “لقد تأخرنا بالفعل.. بالنسبة لي، نحن بالفعل متأخرون عشر سنوات. حتى لو سمح الجيش بذلك في الوقت الحالي، ما زلنا متأخرين”.

ويحظر على الجيش الأميركي استخدام تيك توك على الأجهزة الحكومية منذ  ديسمبر 2019. وفي نوفمبر 2019 كان الجيش الأميركي فخورا بمشاركة كيفية استخدامه لتيك توك للوصول إلى مجندين جدد، على الرغم من التحذيرات المتزايدة حول كيفية سيطرة الصين في نهاية المطاف على الشركة وجميع البيانات التي تجمعها. وأعرب حينها عضوان رئيسيان في مجلس الشيوخ عن مخاوفهما بشأن التطبيق. وكتب تشاك شومر وتوم كوتون إلى القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية “مع أكثر من 110 ملايين عملية تنزيل في الولايات المتحدة وحدها، يعد تيك توك تهديدا محتملا للاستخبارات لا يمكننا تجاهله”. وبحلول ديسمبر أصدرت وزارة الدفاع توجيهات جديدة ضد استخدام تيك توك وفرض الجيش حظرا خاصا به. وفي الصيف التالي، حاول الرئيس السابق دونالد ترامب فرض حظر أوسع تم تجميده من قبل المحاكم.

لكن منذ ذلك الحين خفف الكثيرون من آرائهم حول الضرر الفعلي لتيك توك. وفي يونيو ألغى الرئيس جو بايدن الحظر، ولم تجد الدراسات الحديثة أي تهديد للأمن القومي مرتبط بتيك توك.

ويتحايل بعض المجندين، مثل الرقيب جورجيا فاروشا المجندة في الحرس الوطني لجيش نيوجيرسي، على الحظر. ولدى فاروشا حساب على تيك توك يتابعه أكثر من نصف مليون.

وجود أمر صريح يحظر الاستخدام الرسمي للمنصة

وقالت فاروشا “ينتهي بي المطاف في مكتب رئيسي بشكل شبه منتظم للرد على بعض مقاطع الفيديو على صفحتي على تيك توك”. وتضيف “لا يتم تنزيل التطبيق على هاتفي الحكومي، إنها صفحة شخصية، وهي لا تمثل الجيش بأي شكل من الأشكال”.

وقالت فاروشا “من الناحية الواقعية 45 في المئة من متابعي حسابي هم من المجندين المحتملين”، نظرا إلى أن نسبة كبيرة من جيل زد، (والتي تعادل 58 في المئة) لديهم حساب على المنصة الصينية تيك توك، في مقابل 39 في المئة فقط من جيل الألفية (بين 24 و39 عاما)”.

ولفت نجاح فاروشا على تيك توك انتباه الجيش، وطُلب منها مؤخرا الانضمام إلى فريق في أركنساس يعمل على تطوير الجيل التالي من استراتيجيات التجنيد عبر الوسائط الاجتماعية، لكن فاروشا تقول إن تبني الجيش الأميركي لاستراتيجيات وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة ليس بالسرعة المطلوبة.

ويهدف هذا الجهد الجديد إلى البناء على استراتيجيات “متطورة” أخرى قدمها الجيش لمجنديه في السنوات الأخيرة، ويتضمن ذلك “صياغة شخصية عبر الإنترنت، وإظهار ما يفعلونه في حياتهم الحقيقية، والسعي ليكونوا أصليين”.

وقال فيرين “نحن الآن نستخدم المجندين الحاليين للمساعدة في تجنيد أقرانهم”.

وقدم كيلي بلاند، المتحدث باسم قيادة التجنيد في الجيش، قائمة بمنصات التجنيد التي يمكن استخدامها، بما في ذلك إنستغرام وتويتر وفيسبوك وسنابشات وكلوب هاوس، لكن فيرين أشار إلى أن أول اثنين فقط من هذه التطبيقات فعّالان مع أصغر المجندين المحتملين. وأضاف “عندما تنظر إلى فيسبوك، ترى أنه نظام أساسي رائع، لكن جيل زد ليس موجودا”.

يذكر أنه رغم ذلك لا يزال حظر الجيش على المجندين استخدام تيك توك ساري المفعول. وأشار السيناتور ماركو روبيو في رسالة إلى كريستين وورمث، وزيرة الجيش الأميركي، مؤخرا إلى التهديدات المحتملة التي يمثلها استخدام التطبيق بسبب علاقاته المزعومة بالحزب الشيوعي الصيني.

16